سفير ألمانيا بالقاهرة: مصر شريك لا غنى عنه وتلعب دورا محوريا بإفريقيا
قال سفير ألمانيا بالقاهرة الدكتور سيريل نون إن مصر تعد شريكا لا غنى عنه وبلدا كبيرا ومهما، وتعمل برلين على تطوير العلاقات معها وتلعب دورا محوريا فيما يتعلق بالمجال الاقتصادي في أفريقيا والشرق الأوسط، وتسعى ألمانيا إلى الاستفادة من موقع مصر الجغرافي، واصفا العلاقات بين البلدين بأنها تتسم بالديناميكية والإيجابية.
وأضاف نون، في مؤتمر صحفي عقده، اليوم، بمقر السفارة الألمانية بالقاهرة، إن مصر منخرطة في تطورات الملف اللليبي، وهناك تعاون وثيق معها في إطار عملية برلين، وتعد القاهرة شريكا أساسيا محوريا في هذا الصدد، مؤكدا اهتمام برلين بالتعاون مع القاهرة لإيجاد حل يراعي مصالح مصر الدولة المجاورة لليبيا والدول الأوروبية والأفارقة.
وأكد أن ألمانيا تشارك مصر في قلقها حول وجود مقاتلين أجانب على أرض ليبيا، ومن المهم الاستفادة من التقدم الذي أحرز في المجال السياسي في الأسابيع الأخيرة، وأن نجد الحلول المكفولة لمغادرة هؤلاء المقاتلين البلاد.
وأوضح أنه هناك تعاونا طيبا بين البلدين فيما يتعلق بمجموعة ميونخ التي تضم (مصر والأردن وألمانيا وفرنسا)، وهي معنية بايجاد حل لمشاكل في الشرق الأوسط، مشيرا إلى اجتماع وزراء خارجية هذه الدول في 11 مارس الماضي؛ لبحث إيجاد حل لهذه المشكلة.
وعن أزمة سد النهضة، أكد أن مصر تحتاج إلى مياه نهر النيل، ومن ثم علينا إيجاد حل لتأمين احتياجات مصر من المياه، وذلك من خلال الطرق الدبلوماسية، موضحا استعداد الدول المؤثرة في الاتحاد الأوروبي الجلوس على طاولة المفاوضات؛ للتوصل إلى حل يصون الحقوق المصرية.
وأفاد بأن ألمانيا ساهمت بملياري يورو في آلية (كوفاكس) التابعة للأمم المتحدة التي توفر اللقاح المضاد لكورونا، وأن برلين ترى أحقية جميع الدول في الحصول على اللقاح، وتم تحديد 42 دولة من بينها مصر سوف تحصل على اللقاح، موضحا أن مصر سوف تحصل على 5 ملايين جرعة من اللقاح خلال الفترة المقبلة، ولكن هذا يتم وقفا لما تقرره آلية (كوفاكس)، وذلك من خلال المباحثات مع الحكومة المصرية ولا دخل لألمانيا في تحديد متى يتم توريد اللقاح.
وعن العلاقات الاقتصادية، قال إن الشركات الألمانية لديها استثمارات ضخمة في مصر بلغت 5ر1 مليار يورو عام 2020 بالرغم من جائحة كورونا، وقد شهدت الفترة الماضية زيادة في هذه الاستثمارات، وذلك بفضل الإصلاحات التي تتبنها الحكومة المصرية، موضحا أن ألمانيا تشارك في إنشاء خطوط القطارات فائقة السرعة وفي مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة.
وأضاف أنه يتم تنفيذ مشروعات مهمة بين مصر وألمانيا في مجالات المياه والمخلفات الصلبة والطاقة في محفظة مالية تقدر بقيمة تصل إلى 7ر1 مليار يورو، موضحا أن ألمانيا تساهم في هذه المشروعات وفقا للأولويات التي تحددها الحكومة المصرية والتحديات التي تشهدها البلاد في ظل جائحة كورونا، ويعتبر قطاع الصحة التحدي الأكبر.
وعن مشكلة جنوح السفينة بقناة السويس، أكد استعداد بلاده مساعدة مصر على تعويم السفينة وإعادتها إلى مسارها الطبيعي وتقديم الدعم الفني إذا طلب منها، مشيرا إلى اهتمام ألمانيا بهذا الموضوع في ضوء أن 20% من حركة الصادرات والواردات لألمانيا تتم من خلال قناة السويس.
وحول التعاون الثقافي، قال نون إنه هناك ثلاث جامعات ألمانية في مصر هي (الجامعة الألمانية في القاهرة، والجامعة الدولية في العاصمة الإدارية الجديدة، وجامعة برلين التقنية في الجونة) مشيرا إلى ارتفاع أعداد متعلمي اللغة الألمانية في مصر، وذلك في ظل بنية أساسية راسخة متمثلة في المدارس الألمانية.
وأفاد بأنه تم افتتاح الجامعة الألمانية في العين السخنة التي تعمل على تأهيل المصريين إلى سوق العمل العالمي، ومن المتوقع أن يصل إجمالي أعداد الخريجين إلى 5 آلاف و500 مصري على دفعات، لافتا إلى أن إحدي الشركات الألمانية تساهم في تجهيز صالات العرض في المتحف المصري الكبير.
وعن السياحة، أشار إلى أن أعداد السائحين الألمان الذين زاروا مصر بلغ ملياري سائح عام 2019، متوقعا عودة السائحين الألمان إلى مصر قريبا مع زيادة معدلات التطعيم في ألمانيا.
وحول الزيارات، أفاد بأن الأسابيع الأخيرة شهدت زيارات لوفود تمثل الشركات الألمانية إلى مصر، متوقعا مع زيادة معدلات التطعيم في ألمانيا سوف تشهد مزيدا من زيارات الوفود السياسية إلى مصر.
وبشأن تمثيل المرأة في مصر، أشاد باهتمام برلين بما تم إحرازه في مصر في هذا المجال وهذه تعد خطوات مشجعة، وكذلك ما تقوم به الحكومة المصرية من إصلاحات شجاعة في مجالات تعريفات استهلاك الكهرباء وزيادة العوائد الضريبية، وكل هذه الخطوات تشجع على جذب الشركات الألمانية إلى مصر.
وأضاف نون، في مؤتمر صحفي عقده، اليوم، بمقر السفارة الألمانية بالقاهرة، إن مصر منخرطة في تطورات الملف اللليبي، وهناك تعاون وثيق معها في إطار عملية برلين، وتعد القاهرة شريكا أساسيا محوريا في هذا الصدد، مؤكدا اهتمام برلين بالتعاون مع القاهرة لإيجاد حل يراعي مصالح مصر الدولة المجاورة لليبيا والدول الأوروبية والأفارقة.