حكاية أول اختبار للقاطرتين عبد الحميد يوسف ومصطفى محمود مع السفينة الجانحة -خاص
قائد عبدالحميد يوسف: ظواهر الطبيعة كانت ضدنا.. والسفينة حجزت قاطرات ذات قدرات عالية شمالا
قائد مصطفى محمود: كنا نردد “هتطلع على إيدينا”
سواعد مصرية شيدت القاطرتان “عبد الحميد يوسف” و”مصطفى محمود” وبالسواعد ذاتها شاركتا في نجاح تعويم سفينة الحاويات “إيفر جيفين”، ولأنه من قلب المحن تأتى المنح فقد كانت القاطرتان ساهمت بقوة في أول تجاربهما في قطر السفينة وشدها إلى مجرى قناة السويس مع القاطرات الأخرى.
خرجت القاطرتان المواكبتان لأحدث تكنولوجيا صناعة الوحدات البحرية المعاونة، لأداء أول اختبار حقيقى لهما، لشد السفينة العنيدة بقوتهما التى تبلغ 70 طن ونجحتا في المهمة باقتدار.
القبطان مبروك الشهاوى، قائد القاطرة عبد الحميد يوسف، قال إنه لم يكن يدرى أن يكون أول عمل للقاطرة المكلف بقيادتها، فى هذه المهمة الصعبة والتى سبقها إلى موقع العمل قاطرات ضخمة، بجانب التحديات التى تواجهنا من موقع الجنوح الصخرى وحمولة السفينة وطولها الذى يبلغ 400 متر وتوقفها فى موقع عرضه 250 متر، حتى أن الطبيعة كانت ضدنا وحركة المد والجزر لم تكن مستقرة، فكانت أراء الخبراء الدوليين بتخفيف الحمولة ولكنه كان خيارا صعبا للغاية، فكيف وأين ستفرغ تلك الحاويات.
وأضاف الشهاوى، أن السفينة أغلقت المدخل الجنوبى وفصلته تماما عن الجانب الشمالى في حادث يقع للمرة الأولى فى تاريخ القناة، فبالتالى حُجزت قاطرات في الناحية الشمالية ذات قدرات عالية وتوجهت أخرى لموقع الجنوح، وكان لابد من الاستعانة بقاطرات خارجية ولكن المصرية أنجزت جانب كبير من التعويم بنجاح وساعدت القاطرة الهولندية في الساعات القليلة الأخيرة.
وأكد الشهاوى أن أيام العمل الستة كانت شاقة للغاية وكان على الجميع أن يعلن التحدى أمام مقاومة هذه السفينة والتغلب عليها وبالفعل واصلنا العمل ليلا نهارا وأنجزنا المهمة بمستوى فائق شهد له العالم.
وأشار إلى أن حفار كسارة الجليد الذي كان حديث وسائل التواصل الاجتماعى، كان من الضرورس الاستعانة به لأهميته فى إزاحة المياه وإفساح المجال لدخول الكراكة “مشهور” التي أزالت 27 ألف متر مكعب من الرمال لبدء عمل القاطرات.
وسميت القاطرة “عبد الحميد يوسف” باسم المهندس الراحل عبدالحميد يوسف، مستشار رئيس هيئة قناة السويس، والذى شارك فى مشروع تطوير تطوير وتوسعة القناة عقب العدوان الثلاثى عام 1956 وتطهير القناة بعد الانتصار فى حرب أكتوبر.
أما القبطان حسن الغضبان، قائد القاطرة “مصطفى محمود” فأكد أنه بمجرد تسلم القاطرة من إدارة الترسانات، صدرت تعليمات بتوجه القاطرة للمشاركة فى تعويم السفينة وبالفعل أنهينا تجهيز القاطرة وتوجهنا من بورسعيد إلى موقع الجنوح وكانت الكراكات لاتزال تعمل فى رفع الرمال.
وأضاف أنه “بعد انتهاء التكريك دخلت القاطرات لشد السفينة وتعويمها من الخلف وساهمت القاطرتان بقوة فى أعمال التعويم، وأعطت طاقة عالية في الشد لأنهما جديدتان وتعملان للمرة الأولى”.
وقال الغضبان إن السفينة كانت سيئة الحظ ولم تستجب بسهولة لأعمال التعويم، خاصة أن موقع الجنوح حال دون توجه قاطرات أخرى، حجزها الحادث في الناحية الجنوبية ولولا ذلك لما استعنا بقاطرات خارجية.
وتابع: كنا في سباق مع الزمن لتأدية تلك المهمة الوطنية وزادنا ترقب العالم ومتابعة الوضع، إصرارا لبذل أقصى الجهد لتعويم السفينة بنجاح وعقدنا العزم على تحريكها وكنا نردد “هتطلع على إيدينا”.
وتابع الغضبان: شعرنا بالفرحة مع أول حركة للسفينة وبدء استجابتها ودخولها لمجرى القناة دون حدوث أية تلفيات أو اللجوء لتخفيف الحمولة.
وسميت القاطرة تكريما للرائد بحرى مصطفى محمود، الذى استشهد خلال العملية الشاملة بسيناء فى 2018 وكان من أوائل دفعته وحصل على عدة فرق وعمل مع القوات الخاصة البرية.
خرجت القاطرتان المواكبتان لأحدث تكنولوجيا صناعة الوحدات البحرية المعاونة، لأداء أول اختبار حقيقى لهما، لشد السفينة العنيدة بقوتهما التى تبلغ 70 طن ونجحتا في المهمة باقتدار.