أستاذ موارد مائية: تصريحات إثيوبيا الأخيرة لا تقلل تداعيات سد النهضة
قال نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن التصريحات الإثيوبية الأخيرة تضم جزءًا إيجابيًا يتمثل في استعداد إثيوبيا لملء سد النهضة خلال موسم الفيضان في أشهر يوليو وأغسطس وسبتمبر وأكتوبر، بخلاف الموقف السابق بالملء في يوليو فقط.
وأضاف خلال لقاء لفضائية «سكاي نيوز عربية»، مساء السبت، أن الأمر لا يقلل التداعيات التي من الممكن أن تحدث على محطات الشرب وسدود توليد الكهرباء شرق السودان، منوهًا إلى أن إثيوبيا تنوي تخزين ضعف كمية المياه المقررة بما يعادل 13.5 مليار متر مكعب مياه.
وتساءل عن مصير المياه المخزنة إما بتدفقها إلى السودان ومصر أو تظل الكمية مخزنة وراء السد، متابعًا: «هناك نقاط عالقة كثيرة وإثيوبيا تحاول أن تظهر للعالم أنها تبدي مرونة رغم تحذير الولايات المتحدة من اتخاذ قرارات انفرادية كالتي اتبعتها إثيوبيا مع السودان ومصر».
ونوه أستاذ الموارد المائية إلى أن تصريحات الجانب الإثيوبي اتسمت بالمراوغة والكذب عندما زعمت أن الولايات المتحدة تؤيد الموقف الإثيوبي في إشراف الجانب الإفريقي فقط على المباحثات، مستشهدًا بإعلان أمريكا إيفاد مندوب من مجلس الأمن القومي؛ لبحث أفضل السبل لاستئناف المباحثات.
ودعا وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي سيليشي بيكيلي، رسميًا السودان ومصر لترشيح مشغلي السدود لتبادل البيانات قبل بدء الملء الثاني لسد النهضة في موسم الأمطار القادمة في إثيوبيا.
وفي رسالة موجهة إلى وزيري شؤون المياه في السودان ومصر، دعا بيكيلي البلدين إلى ترشيح الأشخاص المحوريين/مشغلي السدود لتبادل البيانات بين البلدان الثلاثة فيما يتعلق بالملء الثاني الذي سيتم ما بين يوليو وأغسطس 2021، بحسب بيان صادر عن وزارة الري الإثيوبية.
ووفقًا للخطاب، استندت الدعوة إلى الإجماع الذي تم التوصل إليه بشأن جدول الملء الذي صاغته المجموعة الوطنية المستقلة للبحث العلمي (NISRG) للدول الثلاث جنبًا إلى جنب مع فترة الملء في يوليو وأغسطس وقد تستمر حتى سبتمبر حسب توقعات الهيدرولوجيا.
وأشار وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي، إلى التقدم المحرز في بناء سد النهضة وقرب مواسم الأمطار في إثيوبيا، حيث من المقرر الملء الثاني للسد، مؤكدا ضرورة العمل معًا على ترتيبات عملية هامة، على حد تعبيره.
وجاء في الخطاب أن تعيين منسقين سيعجل قريبا الترتيبات المناسبة لتبادل المعلومات وإجراءات بناء الثقة بين الأطراف الثلاثية حتى اختتام مفاوضات سد النهضة تحت رعاية الاتحاد الأفريقي.
وأكد أهمية الإبرام الفوري للاتفاق على القواعد والمبادئ التوجيهية بشأن الملء الثاني وفقًا للمادة خمسة (5) من إعلان المبادئ الذي وقعته الدول الثلاث في عام 2015م وسيوفر فرصة جيدة لبناء الثقة بين الأطراف، على حد زعمه.
وأُرفقت في الرسالة معلومات عن اختبار المنفذ السفلي لسد النهضة، وأعرب وزير الري الإثيوبي عن حرص بلاده على استضافة أول اجتماع لمنسقين / مشغلي السدود الذين سيجتمعون مباشرتا في أديس أبابا أو عبر تقنية الفيديو كونفرنس.
وكانت جولة المفاوضات الأخيرة التي استضافتها العاصمة الكونغولية كينشاسا بشأن سد النهضة والتي عقدت على مدى ثلاثة أيام قد انتهت بدون التوصل لاتفاق.
وتتمسك مصر والسودان بعدم الملء الثاني لبحيرة السد قبل التوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد، في مقابل رفض إثيوبي وتأكيد على الالتزام بمواعيد الملء في يوليو ورفض الوساطة الرباعية (تشمل الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى جانب الاتحاد الأفريقي) التي اقترحها السودان وأيدتها مصر.
ويخشى السودان أن تتعرض سدوده للخطر إذا مضت إثيوبيا في الملء الثاني للسد قبل التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد.
وأضاف خلال لقاء لفضائية «سكاي نيوز عربية»، مساء السبت، أن الأمر لا يقلل التداعيات التي من الممكن أن تحدث على محطات الشرب وسدود توليد الكهرباء شرق السودان، منوهًا إلى أن إثيوبيا تنوي تخزين ضعف كمية المياه المقررة بما يعادل 13.5 مليار متر مكعب مياه.