المستشار العلمي لمفتي الجمهورية: قراءة القرآن وتدبر معانيه من أفضل نعم الله على البشرية
دعا المستشار العلمي لمفتي الجمهورية الدكتور مجدي عاشور، إلى استغلال الوقت في طاعة الله والعمل وإتقانه، مؤكدا أن الوقت هو سر الحياة ورأس مال الإنسان، مشددا على أن قراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه والنظر فيه من أجل نعم الله على البشرية.
جاء ذلك في كلمة المستشار العلمي لمفتي الجمهورية الليلة في الحلقة الثانية من حلقات برنامج “مع الصائمين” الذي تقدمه وكالة أنباء الشرق الأوسط “أ ش أ” على موقعي (فيسبوك ويوتيوب) على الروابط التي يتم إذاعتها يوميا على الموقعين بمناسبة شهر رمضان الكريم.
وقال: “اليوم جئت لكم بهدية وأريدكم أن تركزوا معي وخاصة في هذا الشهر المبارك.. هذه الهدية ما أعظمها من هدية، والله ليس هناك هدية أعظم منها قط، وهي هدية القران الكريم”، وقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم ” شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ” ، ” إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ”.
وأضاف المستشار العلمي لمفتي الجمهورية أن نزول القرآن الكريم من أعظم بركات شهر رمضان ، لافتا إلى أن الحديث عن القرآن لا يقف فقط عند التلاوة، منوها بأهمية المبادرة والحرص على استغلال الوقت فهو سر الحياة، ورأس المال الذي يجب استثماره جيدا كي ينفع الإنسان نفسه ومجتمعه ودينه.
وتساءل المستشار العلمي لمفتي الجمهورية قائلا: هل قراءة القرآن مهمة؟ مجيبا، “نعم ..عندما نتكلم في القرآن يكون الخير للجميع.. بمعنى أن ثواب القرآن ليس للمتخصص في الشريعة فقط أو المتخصص في قراءة القرآن فقط أو للمثقف فقط ؛ بل سنتكلم اليوم عن القرآن مع الجميع”.
وأكد أنه بجميع المستويات.. القرآن جاء مطلقا فقد قال الله عزل وجل في كتابه” إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ”.. بمعنى قرأوا أي مجرد قالوا ولو من غير تدبر وفهم للمعاني ؟ نعم.. لماذا؟ لأن القران ليس نورا واحدا ولكن أنوار متعددة .. نور الحفظ، ونور الكلمات، ونور القراءة، ونور الفهم والتدبر ، ونور العمل بما فهمناه.. نحن نريد نور التلاوة.
ولفت إلى أن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم أوضح لنا أن التلاوة درجات في حديث البخاري ومسلم:” الماهر بالقرآن (أي الذي يقرأ القرآن بأحكام التلاوة ومخارج الحروف أي الذي يتعلمها ..المتخصص ) مع السفرة الكرام البررة (لأن الملائكة يعرفون قراءتها).
وأضاف المستشار العلمي لمفتي الجمهورية قائلا: هذا لمن يجيد القراءة أما من لم يتعلم والذي يقرأ بمشقة.. أليس له أجر؟ .. عندنا في الشريعة ليس هناك عملا ليس له أجرا أبدا.. قالوا والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه .. بمعنى أن التشكيل يتعبه.. هل هو مرفوع .. هذه فتحة أم كسره أم ضمة أم سكون، وهذا إخفاء أم غنة أم أي شيء يتعب في هذا :” والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق متعب في القراءة له أجران .. أجر القراءة وأجر المشقة في القرآن”.
ولفت إلى أن من لا يعرف القراءة والكتابة.. كيف يقرأ القرآن ..نحن نقول له السامع كالشارب والقارئ كالحالب، الذي يقرأ يعطيك القرآن مباشرة والذي يسمع يشرب مباشرة ..اسمع من إذاعات القرآن ، وإذا أراد إنسان أن يفتح المصحف وهو يجيد القراءة .. نقول له.. كل شيء عندنا له مخرج مادام أنه طاعة.. الإمام البرقطي يروي في سننه ” من لم يستطع أن يقرأ الفاتحة أو التحيات في أول عهده بالإسلام (كيف يصلي ولا يعرف الفاتحة والتحيات ) .. قال “يقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ويجب عليه التعلم ” ، ومن ثم نأخذ هذا ونقيس وعلى الأمي الذي ليس عنده تمكن من القراءة ..يريد أن يفتح المصحف ويقرأ.. نقول له افتح المصحف واستخدم حواسك كلها ، بمعنى أنا حافظ غير حافظ سافتح المصحف وسأقرأ بلساني واسمع نفسي فلساني يتعطر وكذلك أذني تشتف وبعد ذلك عيني تتجمل بالنظر إلى كلمات الله حتى ولو كنت أمي وبعد ذلك تشير بأصبعك .. أي تمشي بالصباع على المصحف وأنت تقرأ كلمة كلمة.
وأفاد بأن الشخص إذا كان غير حافظ يمكنه أن يقول ” الله الله الله أو لا إله إلا الله أو سبحان الله أو الحمد لله “وهي ليست مكتوبة هكذا ، ولكن هذا هو ذكرك الذي تعرفه ويدك ستعرف هذا الذكر وستكون شهيدة لك عند الله سبحانه وتعالى يوم القيامة بأن اصبعه قد مر على كلمات القرآن.
وتابع المستشار العلمي لمفتي الجمهورية قائلا: وإذا استخدم الإنسان الأمي خمسة حواس أو أربعة ( القراءة ـ النطق ـ وبعد ذلك السمع وبعد ذلك النظر وبعد ذلك الشعور والإحساس ) لعله يشتم بعد ذلك عبق الجنة وأنت تقرأ القرآن في الجنة ، وعندما تريد ذلك فانت تعرف من لازم القرآن وأحبه سيقرأه في حياته ، وفي رواية إنه لو أحبه أكثر وأكثر سيقرأه في قبره .. بل سيقرأه تمتعا في الجنة “ويقال لك كما في حديث البخاري “اقرأ وارتق كما كنت ترتل في الدنيا فمنزلتك عند آخر آية تقرأها”.
لذلك تظل قراءة القرآن أعظم هدية، وأنا سأزيدكم هدية غير التي قلت عنها في البداية مع أن ما ذكرته هدايا .. الهدية هنا ..هي هدية رواها ابن شاهين وقالوا إنها ضعيفة الإسناد ولكن يعمل بها في فضائل الأعمال وفضل الله واسع وهي :” من مات وكان يقرأ القرآن ولم يستظهر (يعني لم يحفظه عن ظهر قلب ولكنه كان يحب حفظ القران وكان يداوم على النظر والاستماع إلى القرآن ولكنه كان يحب حفظه ليقابل ربه به ) وهو يحبه وكل الله له ملك في قبره يحفظه القرآن حتى يخرج يوم القيامة وقد استظهر القران كله مع حفظة كتاب الله ” أرأيتم الهدية .. فضل الله واسع وجميل.. لذلك أقول عليك فقط بأن تعلم نفسك حب القرآن الكريم فإن أحببته ومن لم يجعل الله له نورا كان له النور والقرآن نورا تضيء لنفسك ولمن حولك ولأحفادك من بعدك.
جاء ذلك في كلمة المستشار العلمي لمفتي الجمهورية الليلة في الحلقة الثانية من حلقات برنامج “مع الصائمين” الذي تقدمه وكالة أنباء الشرق الأوسط “أ ش أ” على موقعي (فيسبوك ويوتيوب) على الروابط التي يتم إذاعتها يوميا على الموقعين بمناسبة شهر رمضان الكريم.