وزير الأوقاف: الإسلام يدعو إلى العمل والإتقان لا إلى البطالة والكسل
قال وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، إن الإسلام هو دين الرحمة، ومكارم الأخلاق واليسر والتسامح والعمل والإتقان.
وأضاف الوزير، في تصريحات اليوم الأربعاء، أن الإسلام لم يغفل أمر الحياة ولم يغفل العمل والإنتاج والإتقان، مستشهدا بقول الحق سبحانه وتعالى : “هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ” , ولم يقل: اقعدوا وكلوا , وإنما قال : “فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا” , اسعوا واطلبوا السعي , وكان سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يقول : “لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق ويقول: اللهم ارزقني فقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة”.
وأشار وزير الأوقاف إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم : “المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله (عز وجل) من المؤمن الضعيف” , ويقول (صلى الله عليه وسلم) : “اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى ، وَابْدَأ بِمَنْ تَعُولُ” , واليد العليا هي اليد المعطية , هي التي تعمل وتجتهد , ولما أمسك النبي (صلى الله عليه وسلم) بيد أحد أصحابه وهي خشنة من أثر العمل , قال له هذه يد يحبها الله ورسوله يا سعد , فالله (عز وجل) يحب اليد العاملة القوية , ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) يحب اليد العاملة القوية , ولما سأله سيدنا سعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) يا رسول الله أدع الله أن أكون مستجاب الدعوة , قال له : “يا سعدُ، أَطِبْ مَطْعَمَكَ؛ تَكُنْ مُستَجابَ الدَّعوةِ” , وطيب المطعم يكون بالسعي الحلال وبالعمل الحلال.
وقال وزير الأوقاف، إن السعي على الحياة , وعلى توفير معيشة كريمة لنفسك وأهلك فهو في سبيل الله , هذا هو ديننا يدعو إلى العمل لا إلى البطالة والكسل بل يقول (صلى الله عليه وسلم) : ” لَأَنْ يَحْتَطِبَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً علَى ظَهْرِهِ، خَيْرٌ له مِن أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا فيُعْطِيَهُ أَوْ يَمْنَعَهُ” أي يجمع الأخشاب من قمم الجبال ويحملها على ظهره “خَيْرٌ له مِن أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا فيُعْطِيَهُ أَوْ يَمْنَعَهُ”، مؤكدا أن ديننا دين العمل حتى لا يحتاج الإنسان أن يمد يده لغيره , لأن المسائل كدوح يوم القيامة, يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : ” المَسائلُ كُدوحٌ – خدوش- يكدَحُ بها الرَّجلُ وجهَه ، فمن شاء أبقَى على وجهِه ومن شاء ترك”.
وأضاف: أن ديننا الحنيف لم يطلب مجرد العمل , وإنما طلب الإتقان فيه , يقول الحق سبحانه : ” وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ” , ويقول سبحانه : ” الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ” , ويقول سبحانه : ” وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” , ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ” , ويقول (صلى الله عليه وسلم) : “إِذَا كَفَّنَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحْسِنْ كَفَنَهُ”, وعن عاصم بن كليب عن أبيه قال : شهدت مع أبي جنازةً شهدها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , ثم يؤكد وأنا غلام أعقل وأفهم , فانتُهي بالجنازة إلى القبر ولم يمكن لها , أي وضعوها دون أن يسووا مكانها , فجعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول : “سَوّوا لَحْدَ هَذَا” , حَتَّى ظَنَّ النَّاسُ أَنَّهُ سُنَّة، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِم فَقَالَ: َ”أمَا إِنَّ هَذَا لاَ يَنْفَعُ الْمَيِّتَ وَلاَ يَضُرُّهُ، وَلَكِنَّ اللهَ يُحِبُّ مِنَ الْعَامِلِ إِذَا عمل أن يُحسن” , ديننا دين الإتقان دين الإحسان , إتقان الصنعة , إتقان العمل , إتقان الزراعة , إتقان الصناعة , الأمانة في التجارة , هذا هو الإسلام، نسأل الله أن يرزقنا حسن الفهم وحسن الاتباع.