في ذكرى تحريرها.. ناجى شهود: سيناء لا تزال مستهدفة لفصلها عن مصر وتغيير هويتها
مستشار أكاديمية ناصر العسكرية: الخارجية المصرية كان لها باع طويل فى استرداد «أرض الفيروز».. وأهل سيناء رفضوا تدويل القضية وقالوا لموشى ديان «أرضنا مصرية»
قال المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، وأحد أبطال حرب أكتوبر اللواء ناجى شهود، إن سيناء لا تزال مستهدفة لفصلها عن مصر وتغيير هويتها، موضحا أن ما حدث فى حرب 1967 كان مخططا لاستكمال ما حدث فى 1956 وتغيير هوية سيناء المصرية.
وأكد شهود، أن حرب الاستنزاف كانت مرحلة مفصلية وحادة فى عمر الإنسان المصرى فجرت طاقته، وأعادت اكتشافه مرة أخرى، مشيرا إلى أن الشعب المصرى كان له دور عظيم حيث تكاتف خلال تلك الفترة مع القوات المسلحة حتى وصل إلى مراده فى أكتوبر 1973.
وأوضح مستشار أكاديمية ناصر، أن إسرائيل حاولت عدة مرات احتلال سيناء وفصلها عن مصر، الأولى كانت عام 1956 بالعدوان الثلاثى إلا أنها فشلت، والثانية كانت فى 1967 بالقوة العسكرية واحتلالها، والثالثة حينما حاولت تدويل القضية والتذرع بأن أهل سيناء يريدون الانفصال عن مصر.
وأضاف أن إسرائيل نظمت فى 31 أكتوبر 1968 مؤتمر الحسنة فى سيناء، وحاول موشى ديان جمع القبائل؛ ليأخذ منها كلمة شرف برغبتهم فى تدويل القضية وأنها غير خاضعة لمصر، مضيفا أن الشيخ سالم الهرش أقدم شيوخ سيناء من قبيلة البياضية وقف فى ذلك الحين وقال لهم: «أترضون بما أقول؟ سيناء مصرية ولا نقبل بالتدويل ولن تخضع سيناء سوى لمصر وأهلها مصريون».
وذكر شهود، أن العمل العسكرى والسياسى نجح فى استرداد سيناء، وأجبرت معاهدة السلام إسرائيل على الانسحاب من سيناء تحت ضغط بعد توقيع الرئيس الراحل محمد أنور السادات لمعاهدة السلام، وانسحب جنودها خلال الفترة من 1979 حتى 1982، منوها إلى أنه مع الاحتفال بالذكرى 38 للتحرير فإن سيناء ما زالت مستهدفة ومطلوب فصلها عن مصر.
واسترجع شهود ذكرياته عن فترة حرب أكتوبر، قائلا: «قبل الوصول إلى النتائج يجب أولا أن نذكر ما قام به الرئيس الراحل أنور السادات، حينما قال للجنود والقادة: «عدوا شرق القناة وامسكوا ولو فى شبر واحد من الأرض مترجعوش منه وأنا مسئول عن حل المشكلة».
وتابع: «مفاجأة هذه المرحلة لم تكن السلاح ولا المعدات ولكنها كانت الإنسان لأن مصر حاولت أن تحصل على سلاح يناسب العملية العسكرية على طول خط القناة ولم توافق أى دولة على تسليح مصر بالمعدات المناسبة لتنفيذ عملية هجومية لاقتحام خط برليف، مع تيار مائى متغير من الشمال إلى الجنوب كل 6 ساعات.
وأردف: «هنا ظهرت عظمة تخطيط وفكر الإنسان وليس العسكريين، ودراسة وترتيب كيفية العبور وتوظيف الأدوات المتاحة لتنفيذ تلك المهمة، خاصة وأن إمكانياتنا حينها لم تكف إلا لعبور 12 كيلو مترا داخل شرق القناة».
ولفت المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، أن وزارة الخارجية المصرية كان لها باع طويل فى استرداد سيناء، فدخلت الخارجية فى صراع لمدة 12 يوما مع الخارجية الأمريكية والإسرائيلية فى كامب ديفيد من 5 إلى 17 سبتمبر 1978 للوصول إلى محددات توضع فى معاهدة توقع عليها إسرائيل.
ونوه الخبير العسكرى، إلى أن أخطر ما جاء فى معاهدة السلام بندان وهما المادة الثانية والتى نصت على أن الدولتين مصر وإسرائيل تحترمان الحدود الفاصلة بينهما، وكانت تلك المرة الأولى التى توقع فيها إسرائيل على حدود فى معاهده السلام التى وقعت فى 26 مارس1979، مشيدا بحنكة الدبلوماسيين المصريين فى إعداد المعاهدة.
وتابع: المادة السابعة تنص على: (إذا اختلفت مصر وإسرائيل على أى بند من بنود المعاهدة يتفاوضون لحل المشكلة وإذا لم تنجح المفاوضات، يحاولون التوصل إلى حل وسط، وإذا لم يتم التوصل يتم اللجوء إلى التحكيم)، وهذا ما حدث عند تسلم الجزء الأخير من سيناء، حدثت مشاكل فى 14 علامة حدودية، ولكن بالحجة والقانون وكفاءة المصريين فى اللجنة القومية العليا لطابا، تم استردادها بقرار من المحكمة وعادت للسيادة المصرية.
واستطرد: «اللى بيفكر أنه يتم ضم سيناء فى صفقة القرن (بيحلم)، فسيناء من رفح لطابا مش مسموح بالتنازل عن شبر واحد منها».
وأكد أن المصريين يحتاجون فقط إلى قيادة واعية وحكومة صادقة تحترم ذكاء وعقل الإنسان المصرى، فى ظل الضغط الإعلامى الذى أصبح يسىء للعقل المصرى، وانتهاج أسلوب محمد على فى التعمير والتوسع من الأطراف إلى الداخل.
واختتم المستشار العسكرى موجها حديثه للمصريين، قائلا: «سيناء حرام على أى حد يقرب منها عايزين تفرطوا فى شبر واحد منها رجعوا أرواح الشهداء، وسأختصكم أمام الله وأسألكم عملتوا إيه فى الأرض اللى ضحى عشانها الآلاف».