حرب إعلامية كانت تدار رحاها على أرض سيناء
بقلم د. سهام عزالدين جبريل:
ومع إشراقة ابريل من كل عام تحل ذكريات النصر والتحرير نحتفل لنذكر ونتذكر ونفدم النماذج والحكايا التى تذخر بها ذاكرتنا الوطنية نرصد ونحلل ماكان من احداث ونقدمها خلاصة تجارب انسانية حدثت على ارضنا الصامدة واصبح واجبناعلينا ان نتذكرها ونذكر بها ونعيد انتاجها حتى نؤكد عظمة احداث التاريخ على ارض سيناء وكيف كان الصمود منهاج اهلنا وكيف كانت االبطولة وادواتها التى صنعت بإجتهادات الأباء والأجداد ، ثمارها بشائر للنصر لاحت من بعيد فكانت رسائل للصبر والمواجهة
لقد كانت حرب يونيو 67 علامة فارقة فى كثيرمن المواقف وكانت صدمة الاحتلال هى التى اخرجت المواقف والبطولات والملاحم الوطنية والمواجهة القاسية مابين الة الاحتلال المدججة وادواتها العسكرية والدعائية والإعلامية وبين السكان العزل الذين لايملكون الا الايمان بوطنيتهم والمتمسكون بأرضهم وعزتهم وكرامتهم ، ورغم انه كانت المواجهة غير متكافئة لكن انتصر الأهالى فى معركتهم للحفاظ على الارض والهوية الوطنية ، وفى الحقيقة اننى بعد اكتمال عودة سيناء فى ابريل 1982م ، كلفت من قبل مركز اعلام العريش بمتابعة الراديو والتلفزيون الاسرائيلى فكنت اقوم بمتابعة نشرات الاخبار وباقى برامج التلفزيون والراديو مماحفذنى الى اعداد دراسة متكاملة عن الراديو التلفزيون الإسرائيلى وأهم التكنيكات التى يستخدمها ، مما فتح لى مجالا كبير للتعرف عن هذه الحرب التى كانت تدير رحاها اسرائيل وتمارسها ضدنا على ارض سيناء التى بالرغم من قسوتها إلا أننا انتصرنا فى مواجهتها والتصدى لها وحمايةوتحصين ابنائنا ومجتمعنا وهويتنا من سطوتها الفاشية، فقد استخدمت اسرائيل كافة الاساليب الدعائية الممكنة والغير ممكنة فى هذه الحرب الشرسة. وفى الحقيقة ان كافة التكنيكات الدعائية التى مارستها اسرائيل ضدنا خلال فترة الاحتلال لم نفلح وهذه التكنيكات لا يعيها المشاهد العادى الذى لم يعرف أسس للدعاية الدولية وتكتيكاتها ، وخاصة الإذاعات الموجهة التى يستخدم فيها الأساليب التالية والتى من أهمها :
(التشخيص، جذب الإنتباه ، القابلية للتصديق ، التورط من خلالر الأفعال، التكرار ، المبالغة، الكذب، عرض الرأى على أنه حقيقة، التلميح والغمز، الاعتمادعلى المصادر الموثوقة ، التجاهل المتعمد، الوضوح، الارتباط المزيف، استخدام العاطفة وغريزة القطيع ) . .
وقد تناولت دراسة وشرح كل تكتيك على حدة وتطبيقه على برامج الراديو التليفزيون الإسرائيلى. فالنشرات الاخبارية التى كانت تبث بالعربية من قبل القناة الاسرائيلية او الفيلم العربى الذى كان يبث عصر كل جمعة او برامج الاذاعة مثل حديث العم حمدان على سبيل المثال او عرض ساعة كاملة لاحد اغنيات السيدة ام كلتوم بعد مغرب كل يوم ، حيث لم تفلح هذه المحاولات فى احداث اى استقطاب. وكانت االنتائج مذهلة للغاية فبرغم كل هذه التكنيكات والاساليب الدعائية التى حشدتها اسرائيل لإدارة حرب إعلامية على أرض سيناء الا ان اجهزة الاعلام الاسرائيلى فشلت فشل ذريع فى استقطاب نسب اى مشاهدة او إستماع تذكر ، مقابل برنامج الشعب فى سيناءالذى كانت يبث عبر اذاعة البرنامج العام او برنامج ياعرب التى كانت تبثه اذاعة صوت العرب للاعلامى القدير الاستاذ حلمى البلك و الذى كان يسجل اعلى نسب استماع وكانت تجتمع حول كل افراد الاهل فى سيناء بل تعدى ذلك الى حتى انه سجل نسب عالية فى الاستماع لسكان قطاع غزة وعموم والاراضى العربية المحتلة ايضا ، وكانت هذه البرامج تمثل رسائل لشد الأزر والطمأنينة للأهل خلف خطوط العدو وايضا تحمل شفرات وتوجيهات لأبطال المقاومة الوطنية،،،
وبعد عودة سيناء فى ابريل 82م كان من أولويات اهتمام الدولة بمواجهة وازالة اثار الإحتلال أنه تم الأخذ بهذه الدراسة التى كنت قد اعددتها عن الاعلام الاسرائيلى ومحاولات تأثيرة الفاشلة انه تم الاسراع فى تقوية ارسالرالقنوات المصرية الاولى والثانية ثم تم ااعتمادلاخطة اعلامية متكاملة لاناء لإذاعتى شمال وجنوب سيناء وانشاء مجمعات إعلامية فى العريش ورفح وبئر العبد والطور ومركزين للمراسلين فى شمال وجنوب سيناء لدعم وتفعيل دور الاعلام المحلى وخدمة قضايا التنمية على ارض سيناء. والتى مازلت احلم ان تتوسع منظومة الخدمات الاعلامية لتشمل حتى استحداث تخصصات جديدة فى الاعلام المحلى وان يشارك الجانب الاكاديمى من خلال تخصصات ومناهج تختص بالاعلام المحلى لتسهم بقدر كبير فى ادارة منظومة اعلامية متكاملة على ارض سيناء المنتصرة .