سيناء بين ذكرى التحرير وخطى التعمير
بقلم / سلامه الرقيعي
سيناء هى وطن في قلب وطن هو مصر سيناء بكل مافيها سهولا وهضابا وجبالا
وشيوخا وشموخا ورجالا وجمالا وشبابا وشهابا ونساء وصفاء وأطفالا وأبطالا وأرضا وطئتها الأنبياء وسماء تجلت في صفاء هى من تقول للعالم:
أنا مهد الرسالات ومنبع التضحيات. سيناء إسمها آيه ومكانها غاية ووصفها هداية.
لذلك كانت الاطماع ومازالت وتزول الاطماع بالعمران فعلى قدر ملء الفراغات تختفي أعين الطامعين عن النظر إليها وماتحتوية من موارد وموقع إستراتيجي ونقطة إتصال مؤهلة لتضع مصر في مقدمة النمو والتنمية. وقد بدأت ملامح ذلك بعد تحرير الأرض غير أنها لم تف بالغرض لنقص التمويل وتأخر التنفيذ للمشروعات المؤهلة لإستيعاب الإنسان والخروج من الوادي الى رحابة الصحراء ومنها سيناء. إن سيناء تعيش طبيعة خاصة لما إعتراها من أحداث فكانت محط أنظار الجميع فمنهم من يرى أنها بؤرة صراع ووسيلة لتحقيق مايسمى بصفقة القرن ووطن بديل لمن ضاع وطنه أو مطمع لمن أراد ان يعود مرة أخرى ولكن هيهات فصمود أبناءها وتحملهم وصبرهم على مايجري ومايلقونه من إجراءات نتيجة مكافحة الارهاب وتضييق الخناق علية وهم صامدون وحتى من نزح منهم فإنه يأمل حق العودة عما قريب. كل ذلك يبطل تلك الأفكار ومايروج له أو يظنه البعض أنه صفقة. إن مايتم على أرض سيناء هو صفعة في وجه كل طامع أومتربص بمصر ويريد أن يأتيها من تلك الناحية ظنا منه أنه قد يصيبها بحالة إضطراب. إن سيناء وخاصة الجزء الشمالي منها قد بدأ يتعافى وبما يحظى به من عناية الدولة ودفع عجلة التنمية بها لتعود كما كانت فهذه مدينة رفح الجديدة وبعدها مدينة بئرالعبد الجديدة ومدينة سلام مصر العاصمة الإقتصادية التي تخدم إقليم القناة وسيناء وتطوير ميناء العريش وإنشاء منطقة حره بنويبع ومجمع الرخام بوسط سيناء ومشروعات شرق التفريعة وإنشاء وتأهيل الطرق الطولية والعرضية بشبه الجزيرة وخاصة طريق عرضي 4 الذي يبدأ من الطريق الساحلي من بئرالعبد مرورا بالمغارة ووصولا إلى طريق النفق- نخل وطريق عرضي 1 وإنشاء مجمعات تنموية كل ذلك وغيرة يدعونا إلى بعث الأمل في نفوس أبناء سيناء المخلصين لوطنهم والحريصين على الذود عنه كما كان اسلافهم في وقت الحروب سندا وعونا للقوات المسلحة في حماية البلاد وللدولة المصرية في دعم الأمن والاستقرار وإرساء دعائم التنمية بكل مكوناتها وهم في كل ذلك لن يبرحوا الارض ولن يرضوا عن تلك البقعة الطاهرة بديلا. في هذه الذكرى يحدونا الأمل نحو تسارع الخطى التنموية ولتكون هى قضية المستقبل كما كانت قضية السابق هى تحرير الأرض سواء حربا أو سلاما. لعل التضحيات التي تمت على أرضها والتى تخضبت بها الدماء تكون منطلقا إلى بعث من جديد لتكون سيناء نمرا اقتصاديا وتنمويا بما لها من مقومات ولتكون ذراع مصر وساعدها الذي يحمي حدودها ويعزز إقتصادها.