ملتقى الفكر الإسلامي: غض البصر وسيلة لسد باب الفتن والوقوع في المحرمات
جاء ذلك في الحلقة الثالثة عشر لملتقى الفكر الاسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، تحت رعاية وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، في إطار التعاون والتنسيق بين وزارة الأوقاف المصرية والهيئة الوطنية للإعلام؛ لنشر الفكر الإسلامي الصحيح، ومواجهة الفكر المتطرف، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، تحت عنوان: “غض البصر” – وحاضر فيها كل من: الدكتور محمد عبد العاطي عباس، عميد كلية الدراسات الإسلامية للبنات بالقليوبية جامعة الأزهر ، والشيخ مصطفى عبد السلام إمام مسجد مولانا الحسين (رضي الله عنه).
وفي كلمته أكد الدكتور محمد عبد العاطي عباس أن نعمة البصر من أعظم النعم إذا استخدمها العبد في طاعة الله (عز وجل)، وفيما يعود عليه بالنفع في دنياه وآخرته، أما إذا كانت خلاف ذلك فإن نعمة البصر قد تكون سببًا للحسرة في الدنيا والندامة في الآخرة، فكم من ذنوب ومعاصٍ كان سببها النظر الحرام ولذا جاء الأمر الإلهي للمؤمنين كافة بغض البصر وحفظه، قال تعالى :”قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِم”،ْ مؤكدًا أن الإنسان عندما يزدري نعمة الله عليه فإن ذلك يكون مدعاة للحقد والبغضاء.
وأشار إلى نهي رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) عن إطلاق النظر، حيث قال (صلى الله عليه وسلم) عندما مر بقوم يجلسون على الطرقات: (إياكم والجلوس على الطرقات قالوا يا رسول الله مالنا بد ، قال : فإن أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقه. قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر)، ومن هنا يتضح جليًّا فوائد غض البصر كما أمرنا المولى (عز وجل) وكما أوصانا رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) بالحياء وغض البصر لأن من ثمرته الحفاظ على القلب والبعد عن المعاصي.
وفي بداية كلمته أكد الشيخ مصطفى عبد السلام أن منهج الإسلام هو الستر، وعدم فضح الناس، وغض البصر لا يتوقف على النظر إلى عورات الآخرين بل يمتد ليشمل عدم التطلع إلى ما عند الآخرين من نعم الله عليهم، فينبغي على المسلم أن يتخلق بخلق القناعة وعدم حسد الآخرين، قال تعالى : “وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى” وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “النظرة سهم من سهام إبليس من تركها خوفا من الله آتاه الله إيمانا يجد حلاوته في قلبه” ، موضحًا أن القرآن الكريم وسنة حبيبنا الكريم صلوات الله عليه وسلامه أمرانا بغض البصر لأنه يورث الحكمة والنور في القلب والبصيرة، فمن ترك النظر إلى ما حرم الله بنور عينيه عوضه الله تعالى نورًا في القلب، فيطلق له نور بصيرته يبصر به الحق من الباطل، والجزاء من جنس العمل.
وشدد على أن غض البصر وسيلة لسد باب الفتن والوقوع في المحرمات، كما أنّه يشتمل على فوائد عظيمة، ومن يلتزم بغض البصر ولا يُطلق نظره في الحرام يجد لفعله هذا ثمرات نافعة، بالإضافة إلى أنّه من الآداب التي تحافظ على المجتمع، وتقوّم سلوك أفراده.
واختتمً حديثه ببيان أن لغض البصر الكثير من الفوائد والثمرات الإيجابية، التي تنعكس على من يلتزم به، والتي منها: أنه يقوي الإيمان واليقين ؛ لأن فيه طاعة وامتثالًا لأوامر الله (عز وجل) ورسوله (صلى الله عليه وسلم)، ومنها: أنه يورث محبة الله ورضاه، ومنها: أنه يطهر ويقوي القلب، حيث يورث فيه السرور والفرح، ومنها: أنه يقوي الحكمة والفراسة والبصيرة لدى المسلم، ففي غض البصر راحة نفسية كبيرة؛ لأنه يمنع من الوقوع في الحسرة والألم من وراء النظر إلى المحرمات.