آراء وتحليلات

ذكريات رمضانيه

 

يكتبها المهندس / فايق الخليلي 

في الماضي كان بيتنا في العريش في شارع معظمه تقريبا من الأقارب وباقي البيوت من الجيران والاحباب الطيبين من عائلات مختلفه والتي كانت العلاقات بيننا يسودها الود والتسامح وحسن الجوار وكان رمضان في تلك الايام له مذاقا خاصا حيث كانت الحياه في مجملها بسيطه ليس فيها رامز جلال اومسلسلات لاتمت الي قدسية هذا الشهر الفضيل بصله أو فوازير أو اعلانات مستفزه لتخرج مافي جيوب الناس لشراء كل ماهو تافه أو كل ماهو مطلوب باستثناء فوازير رمضان في الراديو بعد الافطار والتي كنا نجتمع لنستمع إليها وكل منا يحاول حلها وكان قرآن المغرب للشيخ محمد رفعت وابتهالات الشيخ النقشبندي من السمات المميزه لأيام وليالي هذا الشهر الفضيل وقبل ان يوشك الآذان علي الاقتراب كانت ترسلنا والدتي رحمة الله عليها بأطباق الطعام أو الكنافه أو الحلويات الي الجيران وكان يأتينا منهم أيضا اطباقا مثلها وكان هذا عرفا سائدا يحمل اجمل معاني حسن العشره والجيره وكنا نحن الاطفال نقف علي أول الشارع الرئيسي عند مبني الإسعاف حاليا والذي كنا نري منه مسجد الرفاعي وبمجرد أن نري المؤذن علي المئذنه نجري مسرعين الي منازلنا لنخبر اهلنا بأن المغرب قد اذن

وكان والدي رحمة الله عليه يوصينا إذا رأينا أحدا يمشي في الشارع وقت الاذان أن ندعوه الي الافطار معنا وكان هناك من يستجيب وآخرين يشكرونا ويقولون لنا أنهم من سكان المنطقه مع الدعوه لنا بالخير والبركه وإرسال السلام الي الوالد وكنا نبلغ السلام غالبا دون أن نعرف من هو صاحب السلام وكنا بعد تناول اطباق الخشاف والتمر نصلي المغرب ثم نتناول طعام الإفطار ثم الكنافه والحلويات وبعدها نخرج نحن الاطفال بفوانيس الشمع الي الشوارع ونغني جميعا وحوي ياوحوي وعندما يأتي موعد صلاة العشاء كنا نذهب احيانا مع الوالد لصلاة العشاء والتراويح وبعدها يتجمع عندنا الاحباب والاقارب والجيران للسهره وكان الكانون سيد الموقف حيث أنه يحوي برادات الشاي وبكارج القهوه طوال السهره وكان الكبار يجلسون في ناحيه والأمهات تجلسن في ناحيه وكذلك الشباب وكنا نحن الاطفال نلهو ونمرح سواء بالفوانيس أو الالعاب البسيطه أو لعب الكره في الشارع واحيانا نجتمع حول الكبار لنستمع الي أحاديثهم الشيقه ويستمعون هم الي أسئلتنا البريئه الساذجه

ومن الاداب التي تعلمتها في هذه السن المبكره أنه عندما يتناول أحدنا الطعام عند أحد الاقارب ونسأله ماذا اكلت وشربت كانت الوالده رحمة الله عليها تقول لنا عيب محدش يسأل السؤال ده وتطلب منا عدم الاجابه لأن البيوت اسرار ويجب أن تقول فقط خير كتير والحمدلله

آداب تعلمناها ولم اود أن تنتهي هذه الذكريات دون درس يستفاد منه

رحم الله أباءنا وأمهاتنا واحباؤنا وجيراننا الطيبين وأصحاب الحقوق علينا

كل عام وأنتم بخير

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *