آراء وتحليلات

المشي بالمكان

للمهندس / فايق الخليلي
ستظل القضيه الفلسطينيه وبالأخص قضية غزه دائما تراوح مكانها فمنذ عام 2006 وانفصال حركة حماس بقطاع غزة وحكمها بشكل منفرد لايعترف بالسلطه الفلسطينيه التي تحكم ماتبقي من الضفه الغربيه يتم التركيز علي أن غزه أصبحت بالفعل هي طلقة التحذير التي تذكر العالم بأن هناك قضيه فلسطينيه ولكن للاسف قادة حماس يتصرفون وكأن القضيه الفلسطينيه هي قضية غزه فقط متناسين أن الضفه الغربيه قد تقلصت مساحتها بفعل المستوطنات الي اقل من النصف ويديرون القضيه كما لو كان بين القوي التي تدير هذا الصراع سيناريوهات مسبقه ومعده سلفا إعدادا جيدا لتنفيذها كل عدة أعوام
وكل موجه من هذه الاعتداءات يكون لها مبرراتها المرحليه فمره يتم الاعتداء على المصلين ومره انتزاع املاك المدنيين ومرات عديده مآزق سياسيه في تشكيل حكومات إسرائيل أو بوادر لنجاح مبادرات المصالحه بين طرفي الحكم الفلسطيني أو اتفاق علي إجراء انتخابات لالتئام الصف الفلسطيني .
ويكون أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل وسكان القدس الشريف هم الوقود الحقيقي لهذه الانتفاضات والمدافعين المخلصين عن القضيه دون حسابات سياسيه رخيصه لساستهم الذين يديرون هذا الصراع كل حسب حساباته. ولا نفاجأ كل عدة أعوام بممارسات من قبل قوات الاحتلال سواء بالاعتداء علي المصلين في المسجد الأقصى أو انتزاع أملاك الفلسطينيين فتندلع الانتفاضات البريئه للحفاظ علي الحقوق ورفض المهانه تقابلها قوات الاحتلال بقمع غير مبرر يتلوها إطلاق صواريخ من قطاع غزه علي البلدات والمدن الاسرائيليه المتاخمه لقطاع غزه يتبعه قصف صاروخي وغارات بالطائرات علي السكان العزل بالقطاع وتكون في النهايه حصيله مأساويه من القتلي والجرحي من الجانب الفلسطيني واعدادا لاتذكر من الجانب المعتدي يتبعه بيانات من حكام غزه بأن غزه مقبرة للغزاه وبيانات من السلطه الفلسطينيه بشجب وأدانه العدوان علي شعبها الأعزل في القطاع وأنها ستلجأ لكافة الطرق الدبلوماسيه للحفاظ علي الحقوق وهي بالاحري ماتبقي من حقوق.
ثم تتدخل الوساطات سواء من القوي الاقليميه أو الدوليه تتواكب معها نداءات بضبط النفس ووقف المعارك وكأن مايدور هي معركه من معارك الحرب العالميه بين قوي متكافئه وليس بين قوه غاشمه وشعب اعزل.
وبعد أن يتم تنفيذ السيناريو المتفق عليه يصحو مجلس الأمن من غفوته ويقرر عقد جلسه طارئه بعد عدة أيام وليس في التو والحين فتفسير الجلسات الطارئه يختلف لدي هذا المجلس من حدث لآخر يصدر في نهايته بيانا هزيلا لايغني ولايسمن.
وتنتهي الأمور باتفاقيات امنيه هزيله بتبادل الأسري والرفات والإفراج عن بعض الأموال المجمده ويصدر بيان منمق مرتب تم صياغته بدبلوماسيه وحرفيه شديده وكأن القضيه قد حلت وعم الأمن والأمان في ربوع البلاد
وهلم جرا…
وستظل القضيه تراوح مكانها…..
فايق الخليلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *