تعاون متطور وحضور قوى.. عنوان العلاقات المصرية مع دول حوض النيل والقرن الأفريقي في عهد السيسي
شهدت العلاقات المصرية الأفريقية خلال الفترة الأخيرة، زخمًا متزايدًا وتعزيزًا لأواصر التعاون في شتي المجالات، في إطار انفتاح مصري على القارة السمراء وانخراط فاعل في ملفات التنمية والعمل علي مجابهة التحديات الأمنية بروح التعاون المشترك، وهو نهج رسخته مصر خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي عام 2019، ومازال تتبعه علي المستوى العلاقات الثنائية مع دول القارة لاسيما دول حوض النيل ومنطقة القرن الأفريقي، حيث رسخت السياسة المصرية التعاون مع تلك الدول وحافظت على حضور قوى في تلك المساحة الاستراتيجية الهامة، وهو ما نستعرض خلال التقرير التالي:
• السودان
تعد العلاقات المصرية السودانية علاقات استراتيجية و أزلية حيث الرابط الحيوي والتاريخي بين شعبي وادي النيل، ويمتد التعاون بين البلدين ليشمل كافة القطاعات، وقد دعمت مصر بقوة مسار السلام في السودان، إذ شارك رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي في فعاليات التوقيع على اتفاقية السلام بين الحكومة السودانية والفصائل المسلحة في جوبا في أكتوبر الماضي، كما أجري الرئيس عبدالفتاح السيسي في 6 مارس الماضي زيارة للخرطوم، وفي الحادي عشر من الشهر ذاته قام باستقبال رئيس الوزراء السوداني عبدالله حموك في القاهرة، ويكثف البلدين التعاون إزاء التحديات المشتركة وفي مقدمتها ملف سد النهضة الإثيوبي حيث تتطابق الرؤي بين القاهرة والخرطوم في أهمية التوصل إلي اتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل السد، وانعك ذلك التوافق علي مسارات التحرك إقليميًا ودوليًا إزاء تلك القضية الحيوية والمصيرية. كما تعزز التعاون بين البلدين في شتي المجالات بما يدعم جهود التنمية في السودان.
وفي 26 مايو الجاري، وصلت عناصر من القوات المسلحة المصرية إلى دولة السودان الشقيقة؛ للمشاركة في التدريب المشترك (حماة النيل)، والذي تشارك فيه عناصر من القوات البرية والبحرية والجوية لكلا الجانبين، بهدف تأكيد مستوى الجاهزية والاستعداد للقوات المشتركة وزيادة الخبرات التدريبية للقوات المسلحة لكلا البلدين، والذي يأتي استمراراً لسلسلة التدريبات السابقة (نسور النيل -1 ، ونسور النيل -2)، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط.
• جنوب السودان
في 28 نوفمبر الماضي، أجري الرئيس عبد الفتاح السيسي زيارة إلى دولة جنوب السودان هي الأولي من نوعها منذ الإعلان عن تأسيس جنوب السودان عقب انفصالها عن السودان. كما حرصت مصر على دعم جوبا في شتي المجالات ومنها تنفيذ مشروع لإنشاء مجمعات لمياه الشرب، وتوفير عدد من الدورات التدريبية لإعداد الكوادر، ومنح الدراسية بالجامعات المصرية لأبناء جنوب السودان، وإقامة عيادة طبية بولاية “جوبا “الجنوبية، فضلا عن إرسال شحنات مساعدات إنسانية إلى جنوب السودان، وإرسال قوافل طبية لإجراء مسح طبي على طلبة المدارس.
• تنزانيا
تساهم مصر في دعم جهود التنمية في تنزانيا عبر توفير الخبرات والإمكانات اللازمة في شتى المجالات، ومن أبرز تلك الجهود مشروع إنشاء سد ومحطة “جيوليوس نيريري” لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة 2115 ميجاوات على نهر “روفيجي”، وهو نموذجًا لدعم مصر حقوق الدول الأفريقية ودول حوض النيل في تحقيق الاستغلال الأمثل لمواردها المائية بما لا يؤثر سلبا على حقوق ومقدرات الآخرين.
وقد أجري وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، الدكتور عاصم الجزار أربع زيارات لموقع المشروع منذ البدء فيه للوقوف على مدى تقدم المشروع بتكليف من الرئيس عبدالفتاح السيسي. وكانت الحكومة التنزانية قد قررت في ديسمبر عام 2018 إسناد عقد إنشاء المشروع إلى شركات مصرية بتكلفة 2.9 مليار دولار.
• بوروندي
تعد مصر أول دولة عربية وإسلامية تقيم علاقات دبلوماسية مع بوروندى عقب استقلالها عام 1962، ويسعي الجانبان إلي تقوية أواصر التعاون، وتحرص مصر علي دعم بروندي بالخبرات في مختلف المجالات.
وفي العاشر من أبريل الماضي، شهدت القاهرة الاجتماع الأول للجنة العسكرية المصرية البوروندية لتعزيز التعاون العسكري بين البلدين، ووقع الفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب القوات المسلحة ورئيس قوات الدفاع الوطني البورندي الفريق أول بريم نيونجابو بروتوكول تعاون عسكري مشترك يتضمن التعاون في مجالات التدريب والتأهيل والتدريبات المشتركة بما يتيح تبادل الخبرات بين الجانبين، تأكيدًا لتوافق الرؤى تجاه الموضوعات التي تمس المصالح المشتركة للقوات المسلحة لكلا البلدين، بحسب بيان لوزارة الدفاع.
• رواندا
تكتسب العلاقات بين مصر و رواندا أهمية خاصة لأسباب جيوسياسية لكونهما دول حوض نهر النيل ، فمصر إحدى دولتى المصب بينما تعد روندا الواقعة بالهضبة الاستوائية والمصدر الثاني لمياه النيل احدى دول المنبع، وحاليا يشارك المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس مجلس الشيوخ، في فاعليات الدورة الثانية عشرة لمؤتمر رؤساء البرلمانات الافريقية الأعضاء فى الجمعية البرلمانية الفرانكوفونية المنعقدة فى العاصمة الرواندية “كيجالى” خلال الفترة من 25 إلى 28 مايو الجاري.
• كينيا
تنامت وتيرة التعاون بين مصر وكينيا خلال الفترة الأخيرة وشملت المجالات الصحية وقطاعى الزراعة والثروة الحيوانية، بما يدعم تأسيس شراكة استراتيجية طويلة الأجل بين البلدين، اتساقاً مع رؤية القيادة السياسية للدولتين الرامية إلى تعزيز العمل والتعاون الأفريقي المشترك.
وقد تعاونت القاهرة مع نيروبي من خلال زيارة وفد من وزارة الصحة إلي كينيا بحث اتخاذ الخطوات التنفيذية لتفعيل مبادرة الرئيس السيسي لعلاج مليون أفريقي من التهاب الكبد الوبائي “فيروس سي”، فضلاً عن العمل على استكشاف فرص التعاون في مجالات طبية أخرى كعلاج الأورام والقطاع الدوائي. كما تضمنت اتفاقات التعاون الزراعي الحيواني الموقعة بين الطرفين إنشاء مزارع مُشتركة في «نيروبى» لإنتاج 3 محاصيل إستراتيجية بالنسبة لمصر هي (الذرة الصفراء، والأرز، والفول الصويا) وزيادة فرص التبادل التجارى زراعيًا وحيوانيًا، بجانب بمساهمة مصر في تطوير المجازر الكينية، وتصدير الأمصال واللقاحات البيطرية إليها.
• الكونغو الديمقراطية
شهدت العلاقات المصرية الكونغولية، تطورًا إيجابيًا وتناميًا ملحوظًا على جميع الأصعدة ، سواء سياسيًا أو اقتصاديًا وكذلك ثقافيًا. وفي الثامن من مايو الجاري، استقبل الرئيس السيسي، نظيره الكونغولي فيليكس تشيسيكيدى، حيث تناول اللقاء تناول بالأساس التباحث حول آخر تطورات قضية سد النهضة، إذ أكد الرئيس تقدير مصر جهود الرئيس الكونغولي والثقة في قدرته للتعامل مع ملف سد النهضة، وحرص مصر علي دعم تلك الجهود في إطار المسار التفاوضي برعاية الكونغو الديمقراطية الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي ومشاركة الشركاء الدوليين بهدف الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد عملية الملء والتشغيل لسد النهضة.
• جيبوتي
ترتبط مصر وجيبوتي بعلاقات متميزة على مختلف المستويات الرسمية والشعبية، وهناك تنسيق وتشاور دائم على مستوى جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي، وقد شهدت العلاقات السياسية بين مصر وجيبوتي تطورًا في عهد الرئيس السيسي، لاسيما خلال ترأس مصر للاتحاد الإفريقي عام 2019 .
وقد قام الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، بزيارة تاريخية إلى جيبوتي، فهي الأولى من نوعها لرئيس مصري إلى جيبوتي، تلك الدولة العربية الأفريقية ذات الموقع الاستراتيجي المميز في قلب القرن الأفريقي، حيث تتشارك جمهورية جيبوتي الحدود مع إريتريا في الشمال، وإثيوبيا من الغرب، والصومال في الجنوب الشرقي. ولجيبوتي خط ساحلي بطول 370 كم على البحر الأحمر وخليج عدن، وتغطي جمهورية جيبوتي مساحة قدرها 23200 كيلو متر مربع.
وترسخت علاقات التعاون مع جيبوتي خلال السنوات الماضية عبر عدد من اتفاقيات ومذكرات تفاهم في عدد من المجالات والقطاعات أبرزها التعليم الفني والتعاون التجاري والاقتصادي، والتعاون في مجال الصحة والدواء، بجانب التعاون بين هيئة قناة السويس وهيئة موانئ جيبوتى.
• الصومال
تحرص مصر علي دعم كافة الجهود الرامية إلى تعزيز الاستقرار في القرن الأفريقي بما يعزز من السلم والأمن الإقليمي والقاري وما تمثله من أهمية استراتيجية وارتباطها بشكل حيوي بالمصالح المصرية، وفي هذا الإطار تأتي اهمية تعزيز العلاقات مع الصومال، ففي 22 مارس الماضي، استقبل سامح شكري وزير الخارجية كلاً من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الصومالي محمد عبدالرزاق ووزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية الصومالية حسن معلم خليف، في إطار زيارة يقومان بها إلى القاهرة. وتناولت المباحثات جهود تطوير التعاون الثنائي بين البلدين في شتى المجالات، بما يحقق المصالح المشتركة ويعكس العلاقات التاريخية ويتناسب مع الانتماء العربي للصومال.
• السودان
تعد العلاقات المصرية السودانية علاقات استراتيجية و أزلية حيث الرابط الحيوي والتاريخي بين شعبي وادي النيل، ويمتد التعاون بين البلدين ليشمل كافة القطاعات، وقد دعمت مصر بقوة مسار السلام في السودان، إذ شارك رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي في فعاليات التوقيع على اتفاقية السلام بين الحكومة السودانية والفصائل المسلحة في جوبا في أكتوبر الماضي، كما أجري الرئيس عبدالفتاح السيسي في 6 مارس الماضي زيارة للخرطوم، وفي الحادي عشر من الشهر ذاته قام باستقبال رئيس الوزراء السوداني عبدالله حموك في القاهرة، ويكثف البلدين التعاون إزاء التحديات المشتركة وفي مقدمتها ملف سد النهضة الإثيوبي حيث تتطابق الرؤي بين القاهرة والخرطوم في أهمية التوصل إلي اتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل السد، وانعك ذلك التوافق علي مسارات التحرك إقليميًا ودوليًا إزاء تلك القضية الحيوية والمصيرية. كما تعزز التعاون بين البلدين في شتي المجالات بما يدعم جهود التنمية في السودان.
وفي 26 مايو الجاري، وصلت عناصر من القوات المسلحة المصرية إلى دولة السودان الشقيقة؛ للمشاركة في التدريب المشترك (حماة النيل)، والذي تشارك فيه عناصر من القوات البرية والبحرية والجوية لكلا الجانبين، بهدف تأكيد مستوى الجاهزية والاستعداد للقوات المشتركة وزيادة الخبرات التدريبية للقوات المسلحة لكلا البلدين، والذي يأتي استمراراً لسلسلة التدريبات السابقة (نسور النيل -1 ، ونسور النيل -2)، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط.