شيخ الأزهر: من الضروري احترام العقائد عند الحديث عن حقوق الإنسان في الشرق
قال الإمام الأكبر إن الأزهر لا يتوانى عن دعم كل الجهود التي تسعى للحفاظ على الأسرة وسلامة كيانها وفكرها وصحتها، وأنه يرحب بكل تعاون بناءٍ يهدف حقيقةً إلى معالجة مشكلات الأسرة وخلق مسارات تقضي على أسباب هذه المشكلات، وأن الأزهر حين يخطو في هذا المجال فإنه ينطلق من عقيدة الإسلام السمحة التي اهتمت برعاية الأسرة وأفرادها وجعلت مصالح الإنسان وحقوقه أولى أولوياتها، وكذلك ثقافة وهوية وخصوصية المجتمعات العربية والإسلامية.
وشدد شيخ الأزهر على ضرورة مراعاة واحترام المعتقدات الدينية والهوية الفكرية والثقافية لكل مجتمع من المجتمعات حين العمل على حقوق الإنسان، فإن هناك من الأفعال والسلوكيات التي يراها الغرب حقًا أصيلًا للإنسان نجدها في عقيدتنا وثقافتنا محرمة ومجرمة ومرضًا يهدد كيان الأسرة والمجتمع مثل الشذوذ الجنسي الذي يرفض الشرق بمسلميه ومسيحييه، وهنا ينبغي احترام خصوصية كل مجتمع، والابتعاد عن محاولات فرض ثقافة بعينها على ثقافات ومجتمعات أخرى.
وأكد شيخ الأزهر ضرورة احترام العقائد عند الحديث عن حقوق الإنسان في الشرق، لأن الدين عندنا أولوية أولى فوق كل الأولويات، والناس هنا يتركون حريتهم إذا تعارضت مع تعاليم الدين لأنهم يؤمنون بأن الدين ما جاء إلا لمصلحة الإنسان وحمايته واحترامه، في حين أن هناك مجتمعات يأتي فيها الدين في مرتبة متأخرة، مضيفًا أنه لا بد من تحديد أسباب المشكلة والعمل على اقتلاع الخطر من جذوره، فقبل أن نفكر في «مكافحة العنف ضد المرأة والطفل» ينبغي أن نبحث عن الأسباب ونعالجها للقضاء على كل مظاهر العنف، وهنا أقترح العمل على حملات ومشاريع وجهود من أجل «مكافحة عنف الفقر ضد المرأة والطفل والرجل».
من جانبه، أعرب ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان بالقاهرة عن تقديره لتعاون الأزهر وجهوده في خدمة قضايا الأسرة والسكان، والتعاون الوثيق والفعال بين الصندوق ومركز الإمام الأشعري بالأزهر، والعمل على تشجيع الأفكار والسلوكيات الإيجابية تجاه الأسرة، مقدرين جهود الأزهر في هذا المجال واحترام الاختلاف بين المجتمعات لذلك يعمل الصندوق وفق ميثاق الأمم المتحدة في هذا الشأن، وأنهم يتفقون مع شيخ الأزهر في خطر الفقر على الأسرة وواجب مكافحته، ونعمل دائمًا على إيجاد أرضية مشتركة للعمل عليها.