أخبار مصر

أنسي ساويرس.. رحلة عقود من الفِلاحة إلى المقاولات وقصة أجمل صفقة في حياته

توفي صباح اليوم الثلاثاء، الملياردير أنسي ساويرس، والد رجلي الأعمال نجيب وسميح ساويرس، عن عمر ناهز 91 عاما، بحسب ما أعلن الدكتور شريف دوس، رئيس هيئة الأقباط المسيحيين العامة، عبر صفحته بـ”فيسبوك”، قائلا إن “رجل الأعمال أنسي ساويرس، عميد عائلة ساويرس في مصر توفي”.

ساويرس الذي ولد في أغسطس 1930، كان أحد أكبر رجال الأعمال في مصر والعالم، بدأ حياته في سوق الأعمال مبكرا عبر شركة مقاولات اسمها “أنسي ولمعي”، وكان نشاطها يتمثل في تمهيد الطرق وحفر ترع الري، إلا أنها تعرضت للتأميم؛ مما دفعه للسفر إلى ليبيا سنة 1966 للعمل في المقاولات، قبل أن يعود إلى مصر في منتصف السبعينيات.

عمل ساويرس في المقاولات رغم أنه حصل على بكالوريوس الزراعة من جامعة القاهرة 1950،
فقد كان والده محاميا ومالكا للأرض، مثل العديد من طبقة النبلاء في صعيد مصر.

مارس شقيقه الأكبر مهنة المحاماة أيضًا، وكان والده يأمل في أن يعتني بالأرض، وهو دور كان تقليديا مخصصًا للابن الأصغر في تلك الأيام، لذلك تم توجيهه نحو كلية الزراعة، وحصل على البكالوريوس، لكنه لم يرغب في أن يصير موظفا حكوميا، كما أن حياة الفلاحين لم ترق له.

عن هذه المرحلة في حياته، يقول أنسي ساويرس في حوار سابق: “دخلت كلية الزراعة لأشرف على الأرض بناءً على طلب أبي، لكننى اكتشفت أننى لا أصلح لهذه المهنة، ولم أتصور نفسى قابعًا فى الأرض طيلة عمرى، فضلًا عن أن الفلاحين رأونى دومًا غريبًا عليهم، باعتبار أنني صاحب الأرض وخريج جامعة.. كنت أريد الانطلاق، وهذا ما حدث بالفعل وأنا في أوائل العشرينات من عمرى”.

انطلق أنسي في التجارة، ليؤسس مع أصدقائه شركات مقاولات صغيرة، كانت محصورة في الصعيد في أول الأمر.

وفي الصعيد، استطاع ساويرس مع شريكه لمعي يعقوب، الفوز بعقود لحفر آبار المياه وتركيب الطلمبات والمواسير في محافظة سوهاج، ثم حصل على عقد أكبر لإنشاء محطة مجاري في أسيوط، وبعدها توالت العقود كما يقول: “كان معظمها مع وزارة الري”، وتوسعت الشركة وصار لها مكاتب في القاهرة وأسيوط والمنيا، قبل أن تتعرض للتأميم في ستينيات القرن الماضي، وهو خبر وقع عليه كالصاعقة.

بعد التأميم، عاش ساويرس أصعب أيام حياته كما يقول، فقد كان ممنوعا من السفر، إلى حين رفع الحظر عنه في عام 1966، فسافر إلى ليبيا وبدأ تجربته الجديدة في المقاولات هناك، ويحكي عن هذه التجربة أنها كانت “فارقة في حياته”، فقد استفاد من خبرة الإيطاليين هناك الذين دخل معهم في منافسة شديدة، وتطورت علاقته مع مجموعة تجارية “ابن بركة”، الذين كان لهم دور كبير في نجاحه.

ومع الانفتاح الاقتصادي في منتصف السبعينيات، عاد ساويرس إلى مصر، واستقر فيها وبدأ العمل في المقاولات مستفيدا من تجاربه وخبراته السابقة في ليبيا، ليؤسس شركة “أوراسكوم” الشهيرة في أعمال المقاولات.

• أجمل صفقة وأفضل استثمار

وبالرغم من أن حياة ساويرس الأب كانت مليئة بالأعمال والعقود والتجارة، إلا أن أعظم صفقة حصل عليها هي زواجه من السيدة يسرية لوزة. ويحكي عن قصة زواجه فيقول إنها “تمت ببساطة. لقد كان لي صديق تزوج، وأخذ يحثني على الزواج، فرشح لي ابنة عمه يسرية، وعرضت الأمر على أبي فوافق، وتم الزواج ببساطة. هذه كانت أجمل صفقة في حياتي كلها”.

وبجانب زوجته، يرى ساويرس أن أولاده الثلاثة “نجيب، وناصف، وسميح”، هم أفضل استثمار له في حياته أيضا، فيقول لقد عنيت بتعليمهم وكنت حريصا على تخرجهم في أرقى الجامعات الأجنبية، وهم الآن يقومون بأدوار رائعة في خدمة مصر، وأراهم أفضل استثمار حققته في حياتي.

ساويرس الذي ولد في أغسطس 1930، كان أحد أكبر رجال الأعمال في مصر والعالم، بدأ حياته في سوق الأعمال مبكرا عبر شركة مقاولات اسمها “أنسي ولمعي”، وكان نشاطها يتمثل في تمهيد الطرق وحفر ترع الري، إلا أنها تعرضت للتأميم؛ مما دفعه للسفر إلى ليبيا سنة 1966 للعمل في المقاولات، قبل أن يعود إلى مصر في منتصف السبعينيات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *