
بشهادة صاحب العمل.. القصة الكاملة لتفحم 4 مصريين في قبرص
وقالت صحيفة “ريبورتر” القبرصية، إن الشرطة القبرصية حضرت في موقع تفحم المصريين الأربعة المفقودين منذ ليلة أمس؛ لإجراء الفحوصات، بينما تم استدعاء أطباء الفحص الجنائي، في مكان الحادث لتشريح الجثث المتفحمة.
وبحسب الصحيفة، فإن المعلومات التي حصلت عليها الشرطة القبرصية حتى الآن، تفيد بأن العمال التعساء كانوا يحاولون الهرب من ألسنة اللهب التي أحاطت بهم، ما أدى لعدم تمكنهم من الفرار.
وبحسب الشهادات التي نشرتها صحيفة “ريبورتر”، فبمجرد أن رأى المزارعون الأربعة الحريق على مسافة مترين، أبلغوا صاحب العمل الذي يدير مزرعة طماطم، وبدأوا في مغادرة المبنى الذي يعيشون فيه داخل القرية للذهاب إلى مكان آمن من النيران.
لكن عند نقطة ما على الطريق، وربما بسبب الدخان الكثيف والجرار الذي التهمته النيران على جانب الطريق، توقفوا بسيارتهم واستداروا وحاولوا الهروب في اتجاه آخر، لكن لسوء الحظ فقد السائق السيطرة وانقلبت السيارة ذات الكابينة المزدوجة وتوقفت عن العمل.
وأردفت الصحيفة، أنه بعد ذلك -ووفقًا لمعلومات الشرطة- قرر الضحايا الأربعة الصعود إلى قمة الجبل الذي لم تكن النيران مشتعلة فيه، ولكن على مسافة حوالي500 متر من المكان الذي تركوا فيه سيارتهم، تم العثور عليهم متفحمين بشكل مأساوي.
وعثر على جثث الضحايا الأربعة تبتعد عن بعضها البعض بحوالي 40 إلى 50 مترًا، فيما حضر أقاربهم التسعة لمكان الحادث في زهول مما حدث.
• شهادة صاحب العمل
ويقول كريستوس كونستانتينو: “بدأت المشكلة بالنسبة لي في حوالي الساعة الرابعة، كنت في القرية، وأدركنا وجود دخان بجانب قرية اراكاباس في منطقة ليماسول، قلت لهم حسنا بالطبع لن نذهب لقطف الطماطم اليوم”.
ويضيف: “أرادوا الذهاب لمكان آخر غير القرية فقلت لهم ضعوا طفاية الحريق في السيارة، و500 لتر من الماء لكن في هذه الأثناء وحتى أغلقت الهاتف معهم كانت النيران مشتعلة على تل الجبل المقابل”.
ويكمل: “اتصلت بهم مرة أخرى في الساعة الرابعة والنصف وقال لي أحدهم النيران مشتعلة على الجانب الآخر ونحن ذاهبون إلى القرية، فقلت لهم احذروا لأنه من الممكن أن تجدوا حرائق بسبب سرعة النار التي كانت لا تصدق”.
ويقول كونستانتينو، إنه اتصل بالمزارعين المصريين الضحايا مرة أخرى بعد ذلك، وكان الهاتف قيد التشغيل لكن لم يستطع سماعهم، أو سماع أي شيء: “اتصلت بهم مرة أخرى لكنهم لم يردوا علي وكان آخر ماقلته لهم إذا وجدتم حريقًا فاخرجوا من السيارة وابحثوا عن مكان نظيف لكن الهاتف ظل مفتوحا لمدة دقيقة في آخر مكالمة ولم اسمع أي شيء ولم يردوا علي مرة أخرى”.
وواصل السيد كونستانتينو، حديثه للصحيفة: “لقد طُلب منا إخلاء القرية وذهبنا إلى فارماكاس، ثم اتصلت بصديق لهم وسألته إذا كان يعرف أي شيء عنهم، كنت جالسًا على الفحم المحترق ممسكا بهاتفي وأسأل العديد من الأصدقاء عنهم لكن لم يكن لهم أي أثر”.
ويتابع: “في وقت ما تلقينا إخطارًا من الشرطة عندما كنا نبحث عنهم، بأن آخر إشارة تم العثور عليها من هواتفهم كانت في إفتاغونيا، وفي الطريق إلى هناك كان المصريون أقاربهم يبدأون في البحث، وأتى الدفاع المدني والشرطة أيضًا، لقد كانوا أناسًا طيبين جدًا، مجتهدون وفي الحقيقة كان لدي شخصان عاملان في جسد شخص واحد”.
