«إذا روحت السجن هزورك».. كيف استعدت جيهان السادات مع زوجها لثورة يوليو؟
أوضحت “جيهان” أنها لم تكن تتوقع قيام ثورة 23 يوليو، حتى عندما قال لها زوجها قبل شهر من قيامها، إنه يؤرقه الوعد الذي قطعه على نفسه لوالدها، بأنه لن يتدخل في السياسة بعد الزواج.
وأضافت، “قلت لزوجي بمنتهى الوطنية، لقد قطعت وعدا على نفسك لوالدي بعدم التدخل في أمور السياسة، لأنه أب وخائف على مستقبل ابنته، ولكن أنا ابنته أقول لك أنني أحب بلدي، وإذا رأيت مجموعة تتحدث في مصلحة البلد ولم تتحدث معهم ولم تشارك، فسأشعر بالحزن لأنني السبب في ذلك، فلتفعل ذلك من أجلي، لأن مصر بلدي وأريد مصلحي بلدي”.
أكدت “جيهان” أنها لم تتوقع أن “السادات” كان يخطط مع زملاؤه في هذا الوقت لثورة 23 يوليو، ولم تفهم ذلك، حتى بعدما هاتفها من رفح، ليبلغها بأنه سيأت إلى القاهرة في غير موعد إجازته، وعندما تساءلت لماذا، لم تتعجب من أنه قال لها أن والدته مريضة وسيأت لزيارتها، بل قالت له أنها زارتها بالفعل وهي بصحة جيدة، فاضطر أن ينهي “السادات” المحادثة، قائلا، “لما أجي هبقه أقولك”.
أشارت “جيهان” إلى أنها شعرت بالحرج لجدالها مع زوجها خلال المكالمة الهاتفية عن سبب سفره إلى القاهرة في غير موعد إجازته، خاصة عندما قال لها إنه أتى لكي يتنزه معها، فوقتها شعرت بسعادة غامرة لأنه سافر مخصوص من أجلها، وطلبت أن تذهب إلى سينما الروضة الصيفي، وبالفعل ذهبت هي و”السادات” ووالدها ووالدتها وشقيقتها إلى السينما، وبالرغم من انقطاع الكهرباء عن السينما لمرات عديدة، لم تشك “جيهان” في شيء أيضا.
تروي “جيهان” أن حارس العقار أعطاها ورقة عندما عادت إلى المنزل، مكتوب فيها، المشروع يتم الليلة، تحت إمضاء جمال عبد الناصر، وعندما قرأها “السادات” صعد مسرعا إلى الشقة، وارتدى بذلته الرسمية، وقال لها إنه سيضطر لزيارة صديقه المريض فورا، ويجب أن يرتدي البذلة العسكرية حتى يستطيع أن يوفر له طبيب ممتاز.
أكدت “جيهان” أنها وبالرغم من كل ذلك، مازالت لم تتوقع قيام الثورة، ولكن شعرت بأن شيئا ما يحدث وهو لا يريد أن يخبرها به، فعندما وجدته يهرول على درج العمارة، نادت عليه قائلة، “يا أنور إذا روحت السجن”، فوقف في دهشة كبيرة، ثم أكملت، “هبقه أجي أزورك”، فضحك ثم ذهب في طريقه.
انتظرت “جيهان” بضعة ساعات على أمل أن يعود زوجها إلى المنزل، ولكنه لم يعد، بل اتصل بها في الصباح الباكر، قائلا لها استمعي إلى الإذاعة الآن، فقامت بسماع أول بيان ألقاه “السادات” والذي أعلن فيه عن قيام ثورة 23 يوليو، وشعرت وقتها بسعادة كبيرة لتحقيقه هو وزملاؤه لهذا الإنجاز العظيم.