أخبار مصر

احذر.. هناك خطورة على الأطفال دون الخامسة من الحضور أثناء ذبح الأضاحي.. كيف؟

تعتبر الأضحية أمرا مهما لكل مسلم مقتدر خلال عيد الأضحى المبارك، ولأنه من المفضل للمضحي أن يحضر ذبح أُضحيته، يتردد كثيرون في إحضار أطفالهم لمشاهدة منظر الدماء، معتقدين أن ذلك سيؤثر على الحالة النفسية لأطفالهم، فيما يعتقد آخرون أن حضور الأطفال أمر عادي يندرج تحت تعليم الطفل للشريعة الإسلامية.

في هذا التقرير، نناقش رأي العلم والدين في مسألة جواز حضور الأطفال لمشاهد ذبح الأضحية من عدم جوازها، وخطورة ذلك على نفسية الأطفال الذين يعانون من شعور الخوف المستمر تجاه بعض الأشياء.

• كيف نهيئ الطفل نفسيا؟

في تصريحات خاصة لـ”الشروق”، قال الدكتور إبراهيم مجدي، استشاري الطب النفسي بجامعة عين شمس، إن مسألة مشاهدة الأطفال للذبح مسألة حساسة، ولا يجب أن تتم اعتباطا، بل يجب التحضير لها لتهيئة الطفل نفسيا.

وأضاف أنه يجب إخبار الطفل بالقصة الكاملة للتضحية، وماذا فعل سيدنا إبراهيم مع إسماعيل، وشرح التفاصيل الوافية في طور قصة مثل قصص الأنبياء، حتى يستطيع الطفل فهم سبب التضحية وذبح الحيوانات، وأنها سنة نبوية مصرح بها بأمر من الله تعالى، وأن هذه اللحوم ستذهب لإطعام الفقراء والمساكين الذين لا يملكون المال لشراء الطعام.

أيضا توافق مع نفس الرأي الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي بالمستشفيات العسكرية، الذي أكد، في تصريحات خاصة لـ”الشروق”، ضرورة إخبار الطفل بجميع ما سبق، بالإضافة لسؤاله عما إذا كان يريد الحضور لمشاهدة الذبح أم لا، مع ضرورة احترام رغبته وعدم إجباره على حضور الذبح؛ لأن ذلك سيجلب نتيجة عكسية على نفسية الطفل.

• خطورة مشاهدة الأطفال دون الخامسة لذبح الأضاحي

أوضح الدكتور إبراهيم مجدي أنه لا يجب إجبار الأطفال الصغار على حضور مشاهد الذبح، لأنهم لا يستطيعوا فهم ما يحدث، لذا يجب أن نبعد الأطفال ممن هم دون سن الخامسة عن حضور الذبح ومشاهدة الدماء، لأنهم لن يفهموا قصة الذبح، وبالتالي قد يسبب لهم ذلك مشكلة نفسية فيما بعد.

وأضاف أنه في حال شعر الأبوان بأعراض على طفليهما، مثل الصراخ الدائم والرعب والإغماء والكوابيس، فعليهما العلم أنه يعاني من مخاوف نفسية، وفي هذه الحالة يجب إبعاده تماما عن مشاهد الذبح والدم؛ لأن ذلك سيسبب له مضاعفات نفسية خطيرة، حتى لو كان فوق سن الخامسة.

وعن هذا الجانب تحدث فرويز عن حالة على أرض الواقع، لطفل كان يعالجه من “العصابية”، أي مخاوف نفسية بالمعنى الدارج، ازداد الأمر لديه سوءا بعدما أجبره أبواه على حضور طقوس الذبح ووضع يديه في الدماء وطباعتها على إحدى الحوائط: “الطفل كان خايف وقتها جدا بطبيعته، وللأسف والده ووالدته ضغطا عليه وأجبراه على أن ينزل يحضر الذبح؛ بحجة أنه جبان وأطفال عمومته كلهم موجودين، وده سبب ليه مشكلة كبيرة جدا، لأنه دخل في حال من الرعب الدائم، واضطرابات النوم والأكل”.

وأضاف فرويز، لـ”الشروق”: “حدث للطفل كوابيس وصراخ وبكاء، حتى تطور الأمر معه بأنه أصبح يستمع لأصوات وسوسات تسب الدين والذات الإلهية، ودخل في حالة من الرعب المستمر، ولم يعرف النوم قبل قيامه بفعل طقوس معينة، مثل وضع الوسادة مائلة أو لف الملاءة بطريقة معينة”.

واختتم قائلا: “ليس كل طفل عمره أكبر من 5 سنوات يستطيع مشاهدة الذبح، ولكن من الضروري أن تتأكد أن الطفل سوي، ويمكنه تفهم قصة الأضحية والهدف منها وأنها ستذهب للفقراء والمحتاجين؛ وذلك لتهيئته نفسيا لحضور الذبح”.

• الدين يوافق العلم في خطورة رؤية الأطفال دون الخامسة لمشاهد الذبح

أما بالنسبة لرأي الدين، فجاء ليوافق رأي العلم في هذه القضية، حيث تواصلت “الشروق” مع الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة علماء الأزهر الشريف، الذي قال أيضا إنه يجب إخبار الطفل الذي فوق سن الخامسة، بالهدف من وراء التضحية وقصة سيدنا إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وأن الأضحية لا تشعر بالألم عند ذبحها، وأن التضحية لا تجوز إلا على الجاموس والبقر والماعز والغنم.

وأوضح: “لا داعي لحضور الأطفال دون سن السادسة لرؤية مشاهد الذبح، فنحن في العائلة نطبق هذه النظرية لأنهم صغارا، ومن الممكن أن يتضرروا لأنهم لن يفهموا الهدف من التضحية وعقولهم لا تزال صغيرة على استيعاب قصة سيدنا إبراهيم وإسماعيل”.

اقرأ أيضا:
https://www.shorouknews.com/mobile/news/view.aspx?cdate=08082019&id=75e0c413-2988-4ecb-877d-3424b2bec4f6

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *