أخبار مصر

ذكرى ثورة يوليو.. تفاصيل معركة الدنجور من يوميات جمال عبد الناصر في حرب فلسطين

تحل اليوم، الذكرى الـ69 لثورة 23 يوليو 1952م، التي قام بها الضباط الأحرار، لإلغاء الملكية وإعلان الجمهورية، وطرد الاحتلال البريطاني من مصر.

واحتفالا بالثورة المجيدة، ننشر جزءا من المذكرات التي كتبها الرئيس الراحل زعيم الثورة، جمال عبدالناصر والتي تحمل عنوان “يوميات عن حرب فلسطين”، والتي تكشف معاناة الجيش المصري في حرب النكبة، وتبشر بقيام الثورة.

وفيما يلي نعرض تفاصيل معركة الدنجور، وخسارة الكتيبة المصرية، على الرغم من إعلان الإذاعة المصرية وقتها تطهير منطقة الدنجور على يد الجيش المصري، وذلك كما رواها عبد الناصر في يومياته.

يوضح الرئيس عبدالناصر أن فترة التحرك الأولى للحرب، بدأت في شهر مايو لعام 1948م، قائلا: “كنا وقتها ما زلنا في القاهرة، وأعصابنا تحيا في فلسطين، وعندما صدرت أوامر أن ندخل المعركة، التحق هو بالكتيبة السادسة، بينما التحق عبدالحكيم عامر بالكتيبة التاسعة، وأصبح زكريا محي الدين بالكتيبة الأولى، وكان الجيش المصري يومئذ مكون من 9 كتائب، 3 منها كانت قرب الحدود، وحينما صدر الأمر بدخول فلسطين، كانت هناك فرقة 4 في الطريق”.

يقول عبد الناصر “كنا نتسائل، لماذا لم يحشد عدد كبيرمن الكتائب ما دمنا قررنا دخول حرب فلسطين؟، ولماذا لم يستدع الاحتياطي؟، ثم لماذا يصف البلاغ الرسمي الأول عمليات فلسطين بأنها مجرد حملة لتأديب العصابات الصهيونية؟.. إننا عندما ذهبنا إلى منطقة الحدود لم نجد من يهتم بنا، أو يرشدنا إلى الذي يتعين علينا، وحين وجدنا أركان حرب المنطقة، كان الشاب يبحث عن عشاء لنفسه”.

ويصف عبد الناصر حال الكتيبة السادسة عندما وصل إليها، “حالها كان عجيبا، لأنها فرغت لتوها من عملية ضد الدنجور، وعادت بعدها إلى مراكزها في رفح، وتركت الكتيبة وراءها على أرض المعركة بعض الضحايا، وبدأنا نسمع تفاصيل ما حدث من الجنود، حيث صدرت الأوامر من القاهرة بأن تتحرك الكتيبة إلى الدنجور في يوم 15 مايو، ولم يكن هناك وقت لكي تستكشف الكتيبة غرضها الذي سوف تهاجمه، وكذلك لم تكن هناك معلومات قدمت لها عنه”.

ويضيف “كان هناك دليل عربي واحد، أوكلت إليه مهمة قيادة الكتيبة إلى موقع مستعمرة الدنجور، ولم يكن هذا الدليل يعلم شيئا عن تحصيناتها ودفاعها، وكل الذي قام به هو أن ظل يرشد الكتيبة إلى الطريق، ويدلي لها بمعلومات غير واضحة ودقيقة، حتى ظهرت لها فجأة تحصينات الدنجور، ولم يسترح الجنود بعد هذه الرحلة الشاقة، وإنما اندفعوا إلى الأسلاك”.

ويشير عبد الناصر إلى أن الكتيبة لم تكن تعلم ما هي مقبلة عليه، “لم يكن هناك من يعرف بالكتيبة ما الذي يجب عمله على وجه التحديد، ولكن المدافعين عن الدنجور كانوا يعرفون، وأن الكتيبة أصيبت بخسائر لم تكن متوقعة، ولذلك أصدر القائد عند الظهر أمر بالابتعاد عنها، وعادت الكتيبة إلى رفح، لتجد بلاغا رسميا أذيع في القاهرة يقول إن الكتيبة أتمت عملية تطهير الدنجور بنجاح”.

ودوّن عبد الناصر ملاحظاته عما حدث في معركة الدنجور، والملاحظة الأولى أن هناك نغمة بين الضباط تقول إن الحرب سياسية، وكان لهذه النغمة من يؤيدها، فلم يكن معقولا أن تكون هذه حربا، لا قوات تحتشد، لا استعدادات في الأسلحة والذخائر، لا خطط، ولا استكشافات ومعلومات، ومع ذلك فهم هنا في ميدان قتال، هي إذن حرب ولا حرب، تقدم بلا نصر، ورجوع بلا هزيمة.

أما الملاحظة الثانية فكانت أن هناك نغمة ثانية على لسان الجنود، وهي أساطير من المبالغات كانت تؤلف حول قوة العدو العسكرية، فقد فوجئت قوات الكتيبة بمقاومة مستعمرة الدنجور ولم تكن تعرف عنها شيئا، وسمع عبد الناصر واحدا من زملاؤه يقول كيف أن أبراجا تعمل بالكهرباء كانت تطلع إلى سطح الأرض وتطلق النار في كل اتجاه، ثم تهبط تحت الأرض أيضا؟.

لم يكن اللوم في مبالغات قوة العدو في رأي عبد الناصر موجها إلى هؤلاء الشبان، إنما كان المسئول عنه نقص المعلومات عن العدو، والذي كان نقصا قاتلا مدمرا.

جمال عبد الناصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *