مهندس فايق الخليلي
طلب مني أحد الأصدقاء أن اكتب من بين مااكتب عن ثورة 23ىوليو عام 1952 فابلغته انتي من مواليد مابعد الثوره ولم اعاصر أحداثها ولكنني تم عاصرت احداث مابعد الثوره بسنين وماكان يقام لها من احتفالات بهذه المناسبة والمناسبات الوطنيه الأخري .
وسابدأ بالاحتفالات حيث هي التي تعلق باذهان الصغار .
كنا في مدينة العريش وكان يتحدث الكبار أمامنا عن أن اليوم هو عيد الثوره أو عيد النصر اوعيد الجلاء ولم نكن نعرف الفرق بينهم الي أن عرفنا فيما بعد ماهية هذه الأعياد ومناسبتها . وفي بيتنا كانت هناك أرهاصات لهذه الاحتفالات حيث كان والدي ضابطا بالقوات المسلحه وكانت تجهز له بدله عسكريه خاصه لم نكن نراها في أيام العمل العاديه وكانت تلمع الرتب والنجوم والاجزاء المعدنيه لتكون في ابهي صوره وعرفنا فيما بعد أن هذه تسمي بدلة التشريفه وكانت تلبس في المناسبات الرسميه . وكان النادي الذي يقام فيه الاحتفال قريبا من منزلنا وهو حاليا مكان مبني الإسعاف ومبني المعاشات والمنطقة المحيطة بهم وكان يحضر هذا الحفل المحافظ والضباط والعديد من كبار أهل البلد وكذا المواطنين العاديين وكان يحيي هذه الحفلات العديد من الفنانين والفنانات من القاهره وكنا احيانا نحضر هذه الاحتفالات واحيانا أخرى لايسمح لنا الوالد بذلك فكنا نستمع الي الاغاني والفقرات ونحن في الخارج أو نحاول أن نتسلق أسوار النادي لنتفرج علي مايحدث بالداخل .
وفي اليوم التالي من هذا الاحتفال أو اليوم الذي يسبقه كانت تقام احتفالات بها استعراضات عسكريه وموسيقيه ورياضيه في الساحه الشعبيه وكان الوالد يحرص علي أن نحضر هذه الاستعراضات سواء داخل الساحه أو من علي الكثبان الرملية أو البطنان بلغة أهل العريش والمحيطه بالساحه والتي كانت تسمي بمنطقة الحشاده. وأذكر أن الطائرات العسكريه كانت تلقي علي الحاضرين اعلام مصر وأكياس من الحلوي والتي كنا نتسابق للحصول عليها .
وكانت المدينه تتزين في ابهي حللها في أيام الأعياد هذه ناهيك عن اللافتات المعلقه بالشوارع والاحتفالات في المدارس وكنت أنا في فريق الأشبال وكنا نقدم عروضا سواء في مناطق الاحتفال أو في مدارسنا هذا بالاضافه الي فرقة موسيقي الجيش والتي كانت تعزف الاغاني الوطنيه في ميدان البلديه بلباسهم المزركش الجميل وآلاتهم النحاسيه الكبيره . وفي المساء كان الكبار ينتظرون بجوار الراديو لسماع خطاب الرئيس جمال عبد الناصر بهذه المناسبه . وكانت تذاع احيانا احتفالات علي الهواء مباشرة من القاهره احتفالا بهذه المناسبات القوميه .
كانت الحياه بسيطه ورائعه والوطنيه جارفه كنا نسعد ونحتفل بهذه الأعياد مثلما نحتفل بعيد الفطر وعيد الاضحي .
هذه إحدي الذكريات التي مازالت تعلق في ذهني بكل تفاصيلها .
ولكن سافرد مقال منفصل لأحد إحتفالات عيد الثوره في مدينه الطور عام 1966 بكل تفاصيلها وجمالها .
