3 سنوات على مقتل رئيس دير أبو مقار .. الحادثة التي غيرت مسار الكنيسة الأرثوذكسية
حلت اليوم ذكرى مرور 3 سنوات على مقتل الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير أبو مقار “دير القديس مقاريوس الكبير” بوادى النطرون «1954 -2018»، تلك الحادثة التي حركت مياهًا راكدة في ملف الرهبنة.
وولد الأنبا أبيفانيوس في 1954، وترهبن عام 1984، ورُسم أسقفًا في 2013 على دير الأنبا مقار في وادي النطرون، وهو من تلاميذ الأب متى المسكين «1919 – 2016»، هو أحد أبرز آباء الحركة الرهبانية في مصر، والذي أسس الدير.
والأنبا الراحل، هو أحد أبرز المساهمين في التراث والمحتوى العربي القبطي، كما شارك في عدة مؤتمرات وأبحاث خاصة عن التراث القبطي والكنسي، وهو المشرف على مكتبة المخطوطات في الدير.
وكان الأنبا الراحل، من الذين استقبلوا البابا فرنسيس بابا الفاتيكان في المطار، في زيارته لمصر في نهاية أبريل 2017.
وترصد “الشروق” في سطور مسارًا زمنيًا للحادثة:
1 – في 29 يوليو 2018، وجد رهبان الدير رئيسهم الأنبا إبيفانيوس ملقى على الأرض مضرج في دماؤه، لكن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وقتها ذكرت في بيان أن الأسقف توفى «تنيح» بشكل مفاجئ.
بعدها جرى استدعاء الجهات الرسمية للتحقيق، إذ لمست الكنيسة غموضًا أحاط بظروف وفاة أسقف ورئيس الدير.
أوفد بعدها قداسة البابا تواضروس الثاني، بطريرك الكرازة المرقسية سكرتيارته وأسقف لمتابعة الحادث، وقال رهبان وقتها أن الرجل توفي بجرح غائر في الرأس.
2 – في 30 يوليو 2018 قال الأب باسيلوس المقاري “توفى بداية يناير 2021″، أحد رهبان دير أبو مقار بوادي النطرون لـ”الشروق”، إن الراهب الذي اكتشف الأمر وجد الأنبا مُلقى على وجهه، وهذا يعني أنه ضُرب من الخلف في رأسه، والجمجمة متهشمة وأحاط المكان بِركة من الدماء».
3 – في 31 يوليو 2018 ترأس البابا تواضروس صلاة التجنيز على جثمان رئيس الدير، وقال نحن أمام مصاب جلل ولا يهتز إيماننا بالله ضابط الكل، ونؤمن أن الله يضبط حياتنا، وهو محب للبشر وللخطاه، وأخونا الحبيب الذي غادرنا بهذا الرحيل المفاجئ هو نموذجًا مشرقًا للكنيسة».
4 – في 2 أغسطس 2018 أصدر البابا تواضروس عقب اجتماع للجنة الرهبنة وشؤون الأديرة بالمجمع المقدس، 12 قرارًا تعلق بالرهبنة، كان أبرزها وقف رهبنة أو قبول أخوة جدد في جميع الأديرة القبطية الأرثوذكسية داخل مصر لمدة عام يبدأ من أغسطس 2018 م، وإيقاف سيامة الرهبان في الدرجات الكهنوتية “القسيسية والقمصية” لمدة ثلاث سنوات، وحظر البابا الظهور الإعلامي بأي صورة ولأي سبب ولأي وسيلة لكل الرهبان، مؤكدًا أن من يتورط في ذلك سيعرض نفسه للتجريد من الرهبنة والكهنوت.
وصف البابا تواضروس في قرارته حادث مقتل رئيس الدير بالاستشهاد للمرة الأولى منذ وقوع الحادث.
وفتحت النيابة تحقيقًا في القضية.
5 – في 3 أغسطس 2018 أغلق البابا تواضروس حسابه على “فيس بوك”.
6 – في 5 أغسطس 2018 قرر البابا تواضروس تجريد الراهب أشعياء المقاري، ووائل سعد تواضروس المتهم الأول في القضية.
7 – في 6 أغسطس 2018 حاول الراهب فلتاؤس المقاري “ريمون رسمي” المتهم الثاني في القضية الانتحار.
وقالت الكنيسة القبطية إن أشعياء “وائل سعد تواضروس”، قد سبق وأن تم التحقيق معه من قبل لجنة شئون الرهبنة والأديرة بداية العام الحالي 2018، وصدر قرارًا بإبعاده عن دير القديس أبو مقار بوادي النطرون لمدة 3 سنوات، إذ أن لجنة التحقيق وقتها أشارت إلى عدم التزام الراهب بقانونين من قوانين الرهبنة هما الطاعة والتجرد ويرفض أن يتولى أي مسؤولية رغم صغر سنه، وأنه لا يتعامل نهائيًا مع رئيس ديره وكذلك أمين الدير، وأنه حاول تكوين جبهة مضادة داخل الدير، وأن رئيس الدير المقتول طلب إبعاده عن الدير.
8 – في 8 أغسطس 2018 خصص البابا تواضروس عظته الأسبوعية للحديث عن تاريخ الرهبنة، وبعث برسائل واضحة للعيان حول المتورطين في القتل، إذ قال سمعنا أن واحدًا حاول ينتحر، طب ما يهوذا حاول ينتحر بعد ما باع سيده المسيح عشان شوية فلوس، وجريمة مقتل الأنبا أبيفانيوس رئيس دير أبو مقار وقعت داخله وليس من صالح أحد التستر على الخطأ، ولدينا ضعفا بشريا.. وبعض الرهبان سقطوا في أخطاء.
بالتوازي مع قرار من النيابة بالتحفظ على أشعياء المقاري.
9 – في 10 أغسطس 2018 استمعت النيابة إلى أقوال 145 راهب، ثم جرى إحالة القضية إلى نيابة استنئاف الإسكندرية.
ثم جرى حبس الراهب أشعياء المقاري، عقب اعترافه وتمثيله للجريمة، وإرشاده عن أداة الجريمة.
10 – في 14 أغسطس 2018، أجرى البابا تواضروس، إتصالًا تليفونيًا بوالدة وائل سعد (الراهب إشعياء المقاري سابقًا)، كما التقى بشقيق الراهب السابق وهو راهب بأحد الأديرة بأحد محافظات الصعيد ، ويدعى باخوم.
11 – في 19 أغسطس 2018 أحيلت القضية إلى محكمة الجنايات، ووُجه الاتهام لكل من أشعياء المقاري وفلتاؤس المقاري، بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار وذلك بعد انتهاء نيابة الإسكندرية من تحقيقاتها التي كشفت قيام المتهمَينِ بقتل الضحية على إثر خلافاتهما معه.
12 – في 26 أغسطس 2018 قرر البابا تواضروس نقل 6 من رهبان دير أبو مقار إلى أديرة أخرى.
13 – في 4 سبتمبر 2018، أوقف المجمع المقدس الراهب يوئيل المقاري وحرمانه لمدة عام من ممارسة خدمة الكهنوت؛ لمخالفته قرار اللجنة وظهوره إعلاميًا، كما جردت الراهب يعقوب المقاري -الذي أنشأ دير الأنبا كاراس- وعودته لاسمه العلماني شنودة وهبه عطالله؛ لأنه لم يستجب لقرارات اللجنة ولكافة محاولات المطارنة والأساقفة لحل أزمة الدير الذي أنشىء بدون موافقة قانونية من الكنيسة، وخرج عن مبدأ الطاعة والسلوك الرهباني.
ويعقوب المقاري حاول إنشاء دير باسم السيدة العذراء والقديس الأنبا كاراس في وادي النطرون، ولكن الكنيسة لم توافق على إنشاء الدير ولم تعترف به، ذاكرا أن “يعقوب” ترك دير أبو مقار من ما يزيد على 3 سنوات.
وكان يوئيل المقاري، قد اتهم البابا شنودة بحدوث التسيب الذي وقع في الدير عقب تدخله فيه بعد وفاة الأب متى المسكين، وهو ما أحدث الفوضى داخل الدير وحادثة القتل، حسب تسجيل صوتي، كما قررت منعه من إصدار أية مطبوعات عليها اسمه أو حروف من اسمه.
وأعلن الراهب يعقوب المقاري انفصاله عن الكنيسة.
14 – في 7 سبتمبر 2018 اجتمع البابا تواضروس بلجنة الرهبنة لإتخاذ القانونية الرسمية حيال الخارجين والذين تم تجريدهم مؤخرًا مع الاهتمام بالتوعية الكنسية اللازمة بعدم التعامل معهم بأى صورة.
15 – في 8 سبتمبر 2018 وفي ذكرى الأربعين لرحيل الأنبا إبيفانيوس، زار البابا تواضروس الدير وترأسه قداس الذكرى، وقال أن الكنيسة تعرضت لأزمة وهزة كبيرة منذ وفاته، وأنه حان الأن وقت اليقظة والمراجعة في الكنيسة.
16 – في 23 سبتمبر 2018 نُظرت أولى جلسات المحاكمة، وشهدت القضية سلسلة من التأجيلات، والجلسات، والاستماع لشهود في القضية بينهم رهبان الدير.
17 – في 26 سبتمبر 2018 اكتشف رهبان دير المحرق، أن الراهب زينون المقاري توفى إثر أزمة صحية، وهو من منقول حديثًا للدير قادمًا من دير أبو مقار في وادي النطرون، وهو أب اعتراف الراهب أشعياء المقاري “وائل سعد” المجرد، والمتهم بقتل أسقف ورئيس دير أبو مقار الأنبا أبيفانيوس.
18 – في 27 أكتوبر 2018 زار البابا تواضروس دير أبو مقار وعقد لقاءً مع رهبانه.
19 – في 23 فبراير 2019 جرى تحويل أوراق المتهمين إلى المفتي.
20 – 24 أبريل 2019: محكمة جنايات دمنهور تقضي بإعدام الراهبين بعد استطلاع رأي المفتي، في القضية رقم 805 لسنة 2018.
21 – 1 يوليو 2020: محكمة النقض تؤيد إعدام أشعياء.. وتخفف حكم فلتاؤوس إلى السجن المؤبد
22 – 9 مايو 2021: نفذت مصلحة السجون حكم الإعدام شنقا على الراهب المشلوح أشعياء المقاري، واسمه بالميلاد وائل سعد تواضروس، بعد إدانته من محكمة النقض بقتل الأنبا أبيفانيوس، أسقف ورئيس دير أبو مقار بوادي النطرون، ليُسدل بذلك الستار على قضية شغلت الرأي العام المصري والقبطي لسبعة شهور في واقعة هزت الأقباط في مصر وغيرت مسار تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وولد الأنبا أبيفانيوس في 1954، وترهبن عام 1984، ورُسم أسقفًا في 2013 على دير الأنبا مقار في وادي النطرون، وهو من تلاميذ الأب متى المسكين «1919 – 2016»، هو أحد أبرز آباء الحركة الرهبانية في مصر، والذي أسس الدير.