المؤشر العالمي للفتوى يحذر من الخطاب الإفتائي لـ الإخوان في الدول العربية: تحريضي
حذر طارق أبو هشيمة مدير المؤشر العالمي للفتوى، من الخطاب الإفتائي لـ”جماعة الإخوان الإرهابية” في الدول العربية، الذي يقوم على التحريض والتأليب بنسبة بلغت (35%) مع استخدام أحكام شرعية بالتكفير والموالاة والعمالة والظلم وغيرها من الأحكام التي تصب في إطار التشكيك في الحكومات العربية والإسلامية والتحريض المستمر تجاهها، خاصة وأن (40%) من خطاب جماعة الإخوان الإرهابية خلال النصف الأول من عام 2021 ارتبط بتناول القضايا السياسية، كالقضية الفلسطينية ومعاناة المسلمين في بعض الدول؛ لكسب الأتباع والحصول على التعاطف مع الجماعة وأفكارها، كما أنها تستغل الأحداث السياسية على المستوى المحلي في عدد من الدول وعلى رأسها مصر، عبر الانتقاد المستمر وغير الموضوعي لمختلف السياسيات بهدف تشويه أي إصلاحات تنموية وسياسية.
جاء ذلك خلال انعقاد ورشة عمل مؤشر الإفتاء بعنوان: “نتائج حصاد المؤشر العالمي للفتوى في 2020-2021م”، ضمن فعاليات المؤتمر العالمي السادس للإفتاء الذي يعُقد في الثاني والثالث من شهر أغسطس الجاري بالقاهرة، تحت رعاية رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، ونظمته الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تحت عنوان “مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي”.
وفيما يتعلق بالدراسة المقارنة للمؤشر للفترة (2018-2021) بعنوان (الاستمرارية والتغيير في الخطاب الإفتائي عالميًّا) كشف “أبو هشيمة” أن هذه الدراسة تناولت عددًا من القضايا التي كان على رأسها عصر الرقمنة وتأثير التكنولوجيا على الحقل الإفتائي، وذلك بعد دراسة عينة مكونة من (3000) فتوى متعلقة بالجانب التكنولوجي على مستوى العالم؛ كاشفًا أن عامي 2020 و2021 كانا أكثر الأعوام التي ظهر فيها الاهتمام بالتكنولوجيا بنسبة بلغت (30%) من إجمالي الخطاب الإفتائي، وخرج غالب هذه الفتاوى عن المؤسسات الإفتائية الرسمية بنسبة بلغت (60%)، وهذا يعكس حرص مؤسسات الفتوى على التحول الرقمي ودراسة القضايا المتعلقة به.
• 90% من المؤسسات الإفتائية والمراكز الإسلامية اتجهت نحو الرقمنة
وأكد مؤشر الفتوى، أن جائحة كورونا غيرت الخريطة الإفتائية بصورة جذرية وأحدثت نقلة نوعية في أساليب وأدوات إصدار الفتوى بمزيد من الاعتماد على التقنيات التكنولوجية الحديثة والتواصل عن بُعد، فاتجهت (90%) من المؤسسات الإفتائية والمراكز الإسلامية نحو التحول الرقمي واستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة في إصدار فتواها وبياناتها.
ولفت إلى أن الجائحة وما ارتبط بها من خطاب إفتائي قد ألجأ البعض إلى الاستفادة من التراث الفقهي، حيث بلغت نسبة الاعتماد عليه في الفتاوى المتعلقة بالجائحة (30%)، مما يؤكد أهمية تطويع التراث الفقهي لخدمة قضايا التجديد والنوازل في العصر الحديث.
وفيما يتعلق بالخطاب الإفتائي للتنظيمات الإرهابية منذ عام 2018 وحتى النصف الأول من 2021، حذر “أبو هشيمة” من احتمالية عودة التنظيمات الإرهابية للنشاط الإفتائي بصورة قوية مرة أخرى بعد تراجعها خلال عام 2019، مشيرًا إلى تصاعد مؤشر تناولها للقضايا التكنولوجية في خطابها الديني عامة والإفتائي خاصة، والتصاعد أيضًا في مؤشرها المرتبط بالقضايا الجهادية العنيفة والتي بلغت نسبتها (55%) خلال النصف الأول من 2021، لافتا إلى أهمية أن تكون المواجهة التكنولوجية للتنظيمات الإرهابية جزءًا من مواجهتنا الفكرية لها، خاصة في ظل اتجاه العالم للرقمنة.
وفي الختام، قدَّم المؤشر عددًا من التوصيات والنتائج الاستشرافية لكل المهتمين بالحقل الإفتائي، على رأسها أهمية وجوب مواكبة المؤسسات الإفتائية الرسمية على مستوى العالم لعصر الرقمنة وتطوير قدراتها التكنولوجية لمواكبة التطور الحالي، وتحقيق أكبر استفادة من هذا التطور لخدمة الفتوى بالتنسيق والاتحاد والتشاور الإفتائي بين هذه المؤسسات الإفتائية، وتحقيق سرعة وسهولة التواصل مع المسلمين في جميع أنحاء العالم حمايةً لهم من الفكر المتشدد والمنحرف.
جاء ذلك خلال انعقاد ورشة عمل مؤشر الإفتاء بعنوان: “نتائج حصاد المؤشر العالمي للفتوى في 2020-2021م”، ضمن فعاليات المؤتمر العالمي السادس للإفتاء الذي يعُقد في الثاني والثالث من شهر أغسطس الجاري بالقاهرة، تحت رعاية رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، ونظمته الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تحت عنوان “مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي”.