باستخدام عربة ذكية.. مركب خوفو تودع مكان اكتشافها بمنطقة الأهرامات منذ 67 عاما
قال عاطف مفتاح المشرف العام علي مشروع المتحف الكبير إنه تم مراعاة جميع الأساليب العلمية الحديثة ووسائل الأمان في خطة نقل مركب خوفو اليوم وذلك باستخدام العربة الذكية ذات التحكم عن بعد، والتي تم استقدامها خصيصا من بلجيكا لنقل المركب قطعة واحدة بكامل هيئتها دون تفكيك، لمكان عرضها الجديد بالمتحف المصري الكبير ،مشيرا الى انه تم تنفيذ العديد من تجارب المحاكاة لعملية نقل المركب بنفس الأوزان والأحمال لضمان وصولها بأمان لمقرها النهائي بالمتحف الكبير.
وتنطلق مساء اليوم من منطقة آثار الهرم أكبر عملية نقل أثر على مستوى العالم، وهي مركب خوفو الأولى ، التي عثر عليها عام ١٩٥٤، بالجهة الجنوبية لهرم خوفو، من داخل متحفها بالمنطقة الأثرية ،وذلك باستخدام العربة الذكية ذات التحكم عن بعد، والتي تم استقدامها خصيصا من بلجيكا لنقل المركب قطعة واحدة بكامل هيئتها دون تفكيك، لمكان عرضها الجديد بالمتحف المصري الكبير.
وأوضح مفتاح أنه تم التأكد من كفاءة العربة الذكية، التي جاءت من بلجيكا خصيصا لتلك المهمة، وقدرتها المتميزة على المناورة والتكيف مع مصاعب الطرق، لافتا إلى أن مسار المركب من موقعه الحالى بجوار الهرم الأكبر وحتى المتحف الكبير يبلغ طوله نحو 7.5 كيلو متر.
وأضاف أنه تم بناء هيكل حديدي واق للمركب، تم تركيبه حولها، وهو أشبه بحاوية معدنية، تم وضعه على قضبان للحركة، التى تسمح بوضع الهيكل على العربة الذكية متعددة العجلات المخصصة لنقل جسم المركب بواسطة جسور متحركة لتسهيل عملية النقل.
وأشار إلى أن تلك العربة ستدخل داخل مبنى متحف مركب خوفو، وتقوم برفع نفسها وتحمل الهيكل الحديدى استعدادا للخروج عبر الجسور الرملية والكباري المعدنية الستة التي تم بنائها خارج وداخل مبنى المتحف لتسهيل حركتها.
ومن جانبه، قال الأثري أشرف محيي الدين مدير عام منطقة آثار الهرم إنه كان تم غلق متحف مركب الملك خوفو بالمنطقة منذ أغسطس ٢٠٢٠ ،استعدادا لعملية نقل المركب للمتحف الكبير.
وأضاف أنه عقب عملية النقل سيتمكن السائحون برؤية أضلاع الهرم الأكبر الأربعة، حيث إن مبنى المتحف ساعد في إخفاء الضلع الجنوبي للهرم، ، كاشفا عن إعداد مكان حفرتي المركبين (الاولى والثانية) لمتحف مفتوح يزوره السائحون وتوفير نبذة تاريخية عن تاريخ اكتشاف المركبين واهميتهما عند المصريين القدماء.
وكان عالم الآثار المهندس كمال الملاخ قد اعلن في 26مايو عام 1954 عن اكتشاف، حفرتين لمراكب الملك خوفو ، والتي سميت ( بمركب الشمس) ، و عثر عليها فى الجهه الجنوبية للهرم الاكبر وعمل كمال الملاخ و المرمم احمد يوسف على اكتشاف وترميم واعادة تركيب المركب الاولى، والتي خرجت الى النور بعد ان مكثت فى باطن الارض مايقرب من 5000 سنه، وتعرض في متحف خاص بها بمنطقة آثار الهرم منذ عام 1982.
وتعد عملية نقل مركب خوفو ،التي ستسغرق نحو ١٠ ساعات ، إنجازا عالميا جديدا يضاف لانجازات مصر الضخمة التي تحققت في الآونة الأخيرة ،والتي تهدف إلى الحفاظ على أكبر وأقدم وأهم أثر عضوي في التاريخ بهذا الحجم، والتي ترجع فكرتها للواء عاطف مفتاح المشرف العام علي مشروع المتحف الكبير والمنطقة المحيطة ،الذي قام بعرض فكرة النقل على الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى 28 مايو 2019 ،والتى جاءت نتيجة أن مبنى المتحف القديم الخاص بالمركب- والذي تم إنشاؤه منذ ما يزيد على ربع قرن- قد ساعد في إخفاء الضلع الجنوبي للهرم الأكبر، كما أدى بشكل واضح إلى تشويه بصري للمنطقة الأثرية.
ومن مسببات نقل مركب خوفو أيضا وجودها في مبنى يفتقر إلى أسلوب العرض المتحفي المتميز، والذي يليق بأهمية ومكانة هذا الأثر الفريد، فضلا عن كون المبنى القديم غير مجهز بوسائل الإتاحة والخدمات التي تسمح باستقبال ذوى القدرات الخاصة.
وستعرض مركب خوفو الأولى في متحف مركب الشمس بمسطح 1.4 ألف متر مربع،والمجهز بأحدث الأساليب العلمية والتكنولوجية الخاصة بالعرض المتحفي، والموجود بالساحة الخارجية حول المتحف المصري الكبير ،والتي سيعرض فيها أيضا مركب الملك خوفو الثانية.
وصنعت مركب خوفو من خشب الأرز الذي كان يتم استيراده من لبنان، وعثر عليها محفوظة في حفرة مغطاة بنحو ٤١ كتلة من الحجر الجيري، ومفككة إلى نحو ٦٥٠٠ جزء رتبت مع بعضها البعض بعناية ليتيسر تجميعها، ووضعت معها أيضا المجاديف، والحبال، وجوانب المقاصير، والأساطين.
وظل المركب تحت الترميم والتركيب حتى 1961 أي ظل لمدة سبع سنوات كاملة بعد العثور عليه على يد المرمم أحمد يوسف، والذى نجح في أن يعيد تجميع مركب خوفو المكتشفة ثم استمرت عمليات الترميم ٢٠ عاما لمعالجة الأضرار الجديدة التي لحقت به حتى تم افتتاح المتحف المخصص لعرض المركب رسميًا في 6 مارس سنة 1982.
وآثار اكتشاف تلك المركب جدلا علميا بين علماء الآثار إذ يرى فريق منهم أن تلك المركب هى من (مراكب الشمس) قد صنعت ليستخدمها الملك في رحلتيه اليوميتين مع إله الشمس “رع” في سماء الدنيا نهارا وسماء العالم الآخر ليلًا، بينما ذهبت آراء أخرى إلى أن المركب جنائزية قد استخدمت لنقل جثمان الملك من ضفة النيل الشرقية إلى الضفة الغربية حيث دفن.
ويؤيد عالم المصريات الدكتور زاهي حواس الرأى الخاص باعتبار تلك المركب مركب شمس وليست جنائزية حيث أشار في بحثه “آثار وأسرار مراكب الشمس” إلى أن العلماء احتاروا في تفسير وظيفة مركب الملك خوفو، نظرًا لأنهم يدرسون المركب كأثر قائم بذاته من الناحية الدينية فقط، ومن الخطأ دراسة أي عنصر معماري، أو قطعة أثرية في أي موقع دون دراسة ما حولها من آثار ومعابد وأهرامات ومناظر ممثلة بالمعبد والتماثيل وغيرها.
وشدد حواس فى بحثه على أن كمال الملاخ مكتشف المركب، كان مصيبا، من وجهة نظره، وذلك على الرغم من أنه لم ينشر أدلة علمية تدعم رأيه حين أطلق عليها “مركب شمس” بعد كشفه لها في 25 مايو 1954.
وكان كمال الملاخ قد اكتشف حفرة اخرى تقع فى الشرق من الحفرة الأولى ، وهى حفرة مركب خوفو الثانية، والتى قام بفحصها فريق أثري أمريكي عام 1987، مستخدما كاميرات صغيرة أدخلت إليها، إذ تبين أن مركبا آخر مفككا موجود بداخلها، ولكن بسبب ارتفاع تكلفة استخراج المركب لم يكتمل المشروع فى ذلك الوقت.
وفي شهر يوليو الماضي انتهت البعثة الأثرية المصرية اليابانية برئاسة الدكتور ساكوجي يوشيمورا رئيس جامعة هيجاشي نيبون الدولية اليابانية والاستاذ الفخري بجامعة واسيدا، من استخراج جميع القطع الأثرية لمركب خوفو الثانية من الحفرة التي اُكتشفت بجوار هرم خوفو بمنطقة أهرامات الجيزة لتنتهي بذلك أكبر عملية لكشف واستخراج المركب.
وتم استخراج ما يقرب من 1700 قطعة خشبية من 13 طبقة داخل الحفرة حيث تم الانتهاء من أعمال تسجيل وتوثيق جميع القطع والترميم الأولي لمعظمها ،و تم نقل حتى الآن 1343 قطعة منها إلى المتحف المصري الكبير، وجاري حاليا البدء والتجهيز للعمل في المرحلة الثانية من أعمال الترميم النهائي والدراسات اللازمة لتجميع وإعادة تركيب المركب لعرضها بجوار المركب الأولى داخل مبنى مراكب الملك خوفو الجديد الذي يتم إنشائه حاليا بالمتحف المصري الكبير.
وتنطلق مساء اليوم من منطقة آثار الهرم أكبر عملية نقل أثر على مستوى العالم، وهي مركب خوفو الأولى ، التي عثر عليها عام ١٩٥٤، بالجهة الجنوبية لهرم خوفو، من داخل متحفها بالمنطقة الأثرية ،وذلك باستخدام العربة الذكية ذات التحكم عن بعد، والتي تم استقدامها خصيصا من بلجيكا لنقل المركب قطعة واحدة بكامل هيئتها دون تفكيك، لمكان عرضها الجديد بالمتحف المصري الكبير.