أخبار مصر

عم ربيع صانع البلاط اليدوي ونصف قرن بين ألوان البلاط وعتالة الأسمنت الثقيلة

مضت 74 سنة من عمر عم ربيع تركت أثرها على وجهه وكفيه اللذين حمل بهما الكثير من البلاط ثقيل الوزن تارة بينما استعملهما لتلوين أمتار أخرى من البلاط فى حرفة رسمت ملامح البيوت المصرية قديما قبل أن يهجرها الناس باحثين عن السيراميك والرخام الأكثر بريقا بعيدا عن أصالة البلاط اليدوى الذى يعيش السنين الطويلة دون أن يتغير.

ويقول ربيع عبود صاحب إحدى ورش البلاط اليدوى المتبقية فى مصر فى حديثه لـ«الشروق» إن الناس يحبون التزحلق لذلك يتركون البلاط ويفضلون عنه السيراميك لتواجه الحرفة العتيقة شبح الانقراض.

وعن أيامه الأولى بالصناعة يقول عم ربيع إنه كان طفلا فى ال8 من عمره حين ذهب لورش البلاط فينتظر كلما غاب أحد الحرفيين فى غداء أو غيره ليقوم بتطبيق ما يراه عمليا ليكتسب فن الصنعة بتمرس.

ويضيف عم ربيع إن صناعة البلاط اليدوى دخلت مصر على يد الأرمن بالقرن الماضى وكان الإقبال عليها قويا لما يمتاز به البلاط من قوة التحمل إذ لا يتأثر أبدا بمرور سيارة كبيرة من فوقه ولا تعتريه عوامل التغير.

وعن مراحل عمل البلاط يقول عم ربيع إنها تبدأ بعجن الاسمنت وخلطه بالبودرة ومن ثم وضع البلاط فى الرسم المطلوب ومزجه بالألوان من الأفتح للأغمق ومن ثم تشريبه بالماء ووضعه بالمكبس الآلى ليتم تجفيفه وقشطه لاحقا ليكون جاهزا للاستخدام.

وعن ذروة الطلب على البلاط اليدوى يقول عم ربيع إنه كان ينتج مئات الأمتار من البلاط بالسبعينيات والثمانينيات قبيل ظهور مصانع السيراميك التى تنتج كميات كبيرة لم يعد بوسع صانعى البلاط البسطاء مجاراتها ما دفعهم بعيدا عن الصدارة.

ويكمل عم ربيع بأن الحرفة تحمل الكثير من الشقاء فرغم أن مراحل إنتاج البلاط لا تستغرق ساعة إلا أن العامل يقوم بجر بلاطات يصل وزن بعضها ل70 كيلو جراما ما يتطلب قدرا من الجلد والصبر.

ويستطرد عم ربيع، إن غلاء الخامات مقابل تراجع الإنتاج أدى لإغلاق معظم ورش البلاط وتسريح حرفييها الذين انتهى الحال ببعضهم ليبيعوا الطماطم فى الطرقات.

ويضيف عم ربيع إن ابنه تعلم منه صنعة البلاط ولكن قلة العائد من الحرفة جعلته يذهب لمصانع الرخام لتحصيل دخل مناسب.

عم ربيع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *