كلمه العدد ١٢٢١ “الاحتلال دوما الي زوال”
بقلم: د.محمود قطامش
بعد هذا الخروج المدوي صداه في افغانستان وفي امريكا وفي العالم كله عادت طالبان الي الحكم ومن بابها الواسع بالقصر الرئاسي وبعد استكمال الاستيلاء علي كل الارض الافغانيه بما فيها العاصمه كابول بعد ان سقط الرهان الامريكي علي ابقائها تحت السيطره وبعد ان قررت الخروج الكامل في سبتمبر كما بداته في سبتمبر من عام ٢٠٠١ علي الرغم من انفاق
وبحسب مشروع تكاليف الحرب في جامعة براون التي نشرت تحديثا لتحليلات دورية تُظهر أن حرب أفغانستان كلفت الخزانة الأميركية حتى الآن ما لا يقل عن 2.261 تريليون دولار، أي ما يقرب من 16 ألف دولار لكل دافع ضرائب فدرالي وعشرات الالاف من القتلي في عشرين عاما.
والسؤال الذى يجب طرحه هو:
ما الذى قدمته الولايات المتحدة لأفغانستان من قبل وخلال عشرين عاما من الاحتلال غير الخراب والقتل والتدمير وسلب الحريات والاعتقال والتعذيب وسرقة الثروات ونهب الموارد الطبيعية؟
بعد عشرين عاما من الاحتلال يفترض أن يكون وجود طالبان قد انتهى تماما من الحياة السياسية والاجتماعية فى بلد عانى الأمرين من وجودها، بسبب جلبها لجيوش اثنتين وأربعين دولة لأفغانستان!
الرئيس الأمريكى جو بايدن قدم التحية لضحايا هجمات 11 سبتمبر، الذين قتلتهم مؤامرة أمريكية لكى تكون قضيتهم هى الذريعة والمبرر المعلن للإقدام على اقتحام دولة تبعد عن أمريكا آلاف الأميال هى أفغانستان، ولم يذكر بحرف الضحايا الأفغان الذين سحقتهم القاذفات الأمريكية وداستهم أحذية مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) وقال: “ذهبنا إلى أفغانستان بسبب هجوم مروع وقع قبل 20 عامًا. هذا لا يمكن أن يفسر لماذا يجب أن نبقى هناك فى عام 2021”.
فأفغانستان بلد فقير وبائس بسبب استهدافه من القوى العظمى منذ عقود، السوفييت غزوه فى الفترة من 1978، وحتى 1989، ثم غزاه الأمريكيون واحتلوه من 2001 إلى الآن، ومع ذلك، فالثروات المعدنية التى تملكها أفغانستان تقدر بثلاثة تريليونات دولار وفقا لخبراء غربيين، والولايات المتحدة لم تجشم جنودها عناء الحرب فى الجبال لمطاردة فلول الإرهاب المتشدد كما تدعي، ولا لحفظ أمن واستقرار العالم، ولكن الوقائع تؤكد استيلاء الأمريكيين على مناجم الزمرد والأحجار الكريمة من اللحظة الأولى التى وطأت فيها أحذية جنودها الأراضى الأفغانية، كما استولت على كميات كبيرة جدا من اليورانيوم فى هلمند التى شهدت قصفا أمريكيا مكثفا ومواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال ومسلحى القاعدة.
حقق الأمريكيون فى الخفاء أهدافهم المنشودة بالاستيلاء على ثروات هذا البلد الفقير، وعززوا مصالحهم، وتمكنوا من تأمين طريق مرور النفط من منطقة بحر قزوين الغنية بالبترول للاستيلاء عليها واستثمارها لصالح الاحتكارات الأمريكية فيما بعد، ومن ثم التحكم بالعالم كله بما فيه حلفاءها وخصوصاً الاتحاد الأوروبي.
يمكن اختصار الإجابة فى أضيق الحدود بأنها حققت كل أهدافها الخفية المتعلقة بمصالحها الجيوسياسية الخاصة بالمنطقة وكذا مصالحها الاقتصادية والعسكرية، وربما بدأ وجودها يشكل تكلفة لن يرجى منها مردود، ويمكن التوسع في الاجابه في الحديث عن حجم الثروات التى جرفتها من هذا البلد، أما عن أهدافها المعلنة من الغزو فلم يتحقق منها غير قتل أسامة بن لادن، ولا أحد يتصور أن اغتياله كان يجب أن يتم بهذه التكلفة الباهظة، لأن حركة طالبان مازالت موجودة.
ويبقى سؤال …..لماذا قررت واشنطن سحب قواتها من أفغانستان؟
ولماذا قامت بخفض تواجدها بالعراق ؟؟
ولماذا ينتهي كل احتلال علي الارض دوما بالخيبه والعار واخيرا الا تكفي كل دروس التاريخ القديم والتاريخ الحديث لتبرهن الي اسرائيل ان احتلالها فلسطين العربيه الي زوال ولتبرهن الي كل محتل او مغتصب ارضا ان ذلك لن يدوم وسوف تحصد في نهايه الامر الخيبه والعار. ربما بعد هذا الزمن وهذه التكاليف من الاموال والخسائر البشريه تكون سببا كافيا لاقناع كل محتل في ألعالم اعاده النظر في مبررات احتلاله ….
وحاول تفهم
مصر تلاتين