
مفتي الجمهورية: بناء الإنسان لا يحتاج إلى شرطي أو عسكري وإنما لضمير حي
• علام: تأويلات معاصرة فاسدة سلبت صفة الدين عن الإنسان.. و«حسم» نموذج للتأسلم السياسي فشلت في توظيف الدين لسياسة الإخوان
قال مفتي الجمهورية، شوقي علام، إن الشرائع تحقق أصول ومقاصد وأهداف، منها حفظ الأعراض والأديان والعقول والإنسان، ومهما تطور الزمان يمكن أن نرجع إلى هذه الأصول، وأن الإسلام لم يأت بهدم شيئا وإنما يبني على ما هو صالحا وعادلا، وأن الأمة الإسلامية تسعى إلى الخير والبناء وأي فكرة تتصادم مع ذلك فهي ليست من الإسلام الذي جفف منابع الرق.
وأضاف المفتي، خلال لقاء مفتوح حول بناء الإنسان وتطوير العقل المصري بجامعة القاهرة، أن بناء الإنسان وتطوير العقل عنوان طرح قبل ذلك وله جذور وأسس يمكن الانطلاق من خلالها واعتبار ذلك كمحاضرات تكاملية.
وأشار إلى أن جميع الرسائل السماوية بلا استثناء حرصت على تعميق مفهوم بناء الإنسان، وأن الأمة تعمل على تصحيح المسار والإبقاء على النافع لأداء دوره الحقيقي في المجتمع وهو عقد مدني بين الناس.
وأكد أن أحد أهم عوامل بناء الإنسان عدم احتياجه إلى شرطي أو عسكري، وإنما يحتاج إلى ضميره الحي والإيمان بالرقبة الإلهية أينما كان في مدرسته أو مزرعته أو داخل غرفة مغلقة.
ولفت إلى أن غير المتخصصين دخلوا مجالات ليست تخصصهم حتى دخل الناس في مرحلة التيه، موجها الشباب بالتوجه في حياتهم إلى أهل الاختصاص الدقيق، مضيفا: “الدين كذلك علم ويحتاج إلى أهل الاختصاص، وقد نتوقف نحن في الفتوى حتى نسأل أهل الذكر ونحتاج في المجال الاقتصادي لعلماء المال في مشكلة البتكوين وهي العملات الإلكترونية الجديدة التى لم أكن أعرف عنها حتى أحيط بها لإصدار فتوى غير مبتورة تعالج الواقع معالجة دقيقة”.
ووجه بضرورة إشاعة ثقافة التعايش في تصرفات كثيرة حيث تعايش الرسول صلى الله عليه وسلم مع أهل مكة وغرس فيهم العدل ولم ينعزل عنهم حتى أخرجوه من مكة للمدينة وواجه مجتمعا متعددا فعمل على وثيقة المدينة التي تعتبر دستورا للتعايش، مضيفا: “على الجميع أن يفخر بالتجربة المصرية أيضا في التعايش، فالكل مصري بمجرد وقوع العين عليه”.
وذكر أن لجنة الثلاثين التي وضعت دستور 1923 كان من بينها المفتي وقتها وأطياف مختلفة بينهم 6 من الأقباط، ولم يفرق هذا الدستور بين المصريين، وأكد بصراحة أن المصريين جميعا أمام القانون سواء، وتواصلت الأزمان وحرص المصريون على هذا النظام، حتى لجنة الخمسين التي وضعت دستور 2014 التي لم تفرق بين المصريين ورسخت للتعايش.
وأكد أن هناك تأويلات فاسدة دخل فيها أصحاب فكر غريب وافد عن بيئة التعايش المصرية، وسلبت تلك التأويلات صفة الدين عن الإنسان وأن الشريعة غائبة عن مصر وهو ادعاء.
وتابع: الإخوان منذ عام 1928 وسيد قطب قالوا وبالغوا إن المجتمع اليوم عاد للجاهلية أشد من جاهلية الرسول صلى الله عليه وسلم ومن وقتها يخرجون المواطنين من دائرة الإيمان، وكذلك حركة حسم الإرهابية نموذج للتأسلم السياسي وفشلت في استغلال الدين للسياسة الخاصة بالإخوان.
وانتقد من يتحدثون عن البدع وحرمتها وأن ما لم يؤده الرسول لا خير فيه، مؤكدا أن ما تركه الرسول لا يحمل على المنع وهو في دائرة المشروعية والمساحة التي يتحرك فيها المواطن، لافتا إلى أن هناك أفكار كثيرة خاطئة ومن يطالبون بإلغاء عدد من الصلوات من أجل العمل بدعة وعلى غير الشريعة.
من جهته، قال القائم بعمل رئيس جامعة القاهرة، الدكتور محمد الخشت، إن الدكتور شوقي علام هو مفتي العصر الحقيقي، منتقدا انتشار بعض الأبواق التي لا تتحرى الحقيقة في كل مجال من المجالات، لافتا إلى أن جامعة القاهرة بدأت تطوير العقل والحد من تلك الشائعات التي كانت منتشرة منذ 3 سنوات بتطوير وعي المتلقي في الجامعة لضحض تلك الشائعات والكلام المرسل لكن بعض الأبواق لازال يحاول نشرها.
وأضاف أنه لا يمكن بناء إنسان مصري جديد دون تطوير للعقل، ولا يمكن أن يقود الغضب والمصالح أو الغرائز والحاجات الإنسان، لافتا إلى أن هناك أفراد يزعمون أن لهم عقلا ويعملون هذا العقل.
ودعا إلى نفض روح القطيع وفكرة العقل المغلق لأن الحق لا يعرف بالأغلبية مستشهدا بآيات قرأنية، مضيفا: “ممكن واحد يبدأ شائعة على فيسبوك وتجد الناس ماشية وراه بروح القطيع”.
وتابع: “لابد لكل إنسان أن يتحمل مسئولية عقله حيث لن ينفع قومك وتذكر دائما إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا، ولن أضرب أمثلة على حالات تبرئوا منها”.
قال مفتي الجمهورية، شوقي علام، إن الشرائع تحقق أصول ومقاصد وأهداف، منها حفظ الأعراض والأديان والعقول والإنسان، ومهما تطور الزمان يمكن أن نرجع إلى هذه الأصول، وأن الإسلام لم يأت بهدم شيئا وإنما يبني على ما هو صالحا وعادلا، وأن الأمة الإسلامية تسعى إلى الخير والبناء وأي فكرة تتصادم مع ذلك فهي ليست من الإسلام الذي جفف منابع الرق.
