أخبار مصر

قرار حظر سير «التوك توك» بالمدن محلك سر وسط غياب البديل

“التنمية المحلية”: إحلال “الميني فان” بديلا لـ”التوك توك” ما يزال محل دراسة.. ومستشار الوزارة: متابعة القرار أهم من إصداره

سائقو توكتوك: مستعدون للتحويل إلى “الميني فان” لكن أين القرار؟

أستاذ إدارة محلية: إهدار أكثر من مليار جنيه من خزانة الدولة في إجراءات التراخيص

رئيس حي السيدة زينب: مصادرة نهائية للمركبات غير المرخصة.. وغرامة 1500 جنيه للمقننة حال سيرها في الشوارع الرئيسية والمدن

مرّ عامان على قرار مجلس الوزراء بشأن حظر سير مركبات “التوك توك” في المدن والشوارع الرئيسية، واستبداله بسيارات “ميني فان” لتكون مناسبة للمظاهر الحضارية الموجودة بالمدن، والتخلص من العشوائية، إلا أن المدن ما تزال تعاني من انتشار “التوك توك” وعدم وجود بديل له حتى الآن.
ورصدت “الشروق”، خلال جولة لها في عدد من المدن؛ استمرار عمل “التوك توك” بها، وغياب سيارات “الميني فان”، بالمخالفة لقرار مجلس الوزراء.
وقال محمود عبد الله، سائق “توك توك” أمام محطة حلوان، إنه كان يعمل في مجال السياحة، وعندما توقفت حركة السياحة بسبب جائحة كورونا، التي أدت إلى تقليل حجم العمالة بالمنشآت السياحية والفندقية، لم يجد أمامه سوى شراء “توك توك” للعمل عليه لزيادة دخل الأسرة، موضحًا أن قرار استبدال مركبات التوك توك بسيارات “الميني فان” لم يطبق في منطقته حتى الآن.
وأضاف عبدالله لـ”الشروق”، أن العمل بمركبات التوك توك في المدن يزيد من الدخل مقارنة بالعمل بها في القرى والنجوع، نظرًا سرعة حركة العمل في المدن.
وقال محمد الهواري، سائق مركبة “توك توك” في منطقة إمبابة بالجيزة، إن الحكومة لم تراعي ظروف مالكي مركبات “التو توك” عند اتخاذ قرار استبداله، موضحا أنهم يحصلون على المركبة عن طريق دفع مبلغ مقدم وسداد باقي المبلغ على أقساط شهرية.
وأضاف: “حركة العمل بمركبات التوك توك في القرى ضعيفة للغاية مقارنة بالعمل بها في المدن، ونحن لا نستطيع توفير الأقساط التي ندفعها شهريًا للشركات التي نحصل عليها من خلالها، لكن ليس لدينا مانع في استبدالها بسيارات الميني فان، لكن أين الحكومة من تفعيل القرار؟، حتى يتسنى لنا العمل دون التعرض لمضايقات”.
وقال محمد يعقوب، سائق “توك توك” في حي السيدة زينب بمحافظة القاهرة: “إذا قدمت الحكومة لنا سيارات ميني فان بأسعار مناسبة وبأقساط مريحة، سنستغنى عن العمل على مركبات التوك توك”.
ورفض يعقوب، في حديثه لـ”الشروق”، قرار اقتصار سير التوك توك على القرى والنجوع، قائلًا: “مين هيروح القرى والنجوع علشان يشتغل بالتوك توك بتاعه، المهنة غير مستقرة، والسائقون لا يمكنهم الانتقال للمعيشة في القرى”.
المتحدث باسم وزارة التنمية المحلية، الدكتور خالد قاسم، قال إن إحلال سيارات “الميني فان” كبديل لمركبات “التوك توك” ما يزال محل دراسة حاليًا، وحين تنتهي الجهات المعنية من تلك الدراسة سيتم تنفيذ المبادرة على أرض الواقع، مشيرًا إلى أن المحافظات مستمرة حاليًا في ترخيص مركبات التوك توك، وتحديد ساحات انتظار وخطوط سير لها في القرى والنجوع، بجانب تحديد نقاط بداية لكل مسار مربوط بتعريفة محددة.
وأضاف قاسم لـ”الشروق”، أنه عقب الانتهاء من دراسة مبادرة إحلال سيارات “الميني فان” بديلًا لمركبات “التوك توك” سيقتصر عملها على عواصم ومدن المحافظات والشوارع الرئيسية.
وقال رئيس حي السيدة زينب، مهران عبد اللطيف، إن الحي يشن حملات مستمرة لملاحقة مركبات “التوك توك”؛ خاصة التي تعمل في الميادين والشوارع الرئيسية، لمنعها من العمل في تلك المناطق وحظرها وفقًا لقرار الحكومة بمنع سيرها في الميادين والشوارع الرئيسية.
وأضاف عبداللطيف لـ”الشروق”، أنه في حال ضبط أي مركبة تعمل في الشوارع الرئيسية للحي تتم مصادرتها وفحص أوراقها، وفي حال كونها غير مرخصة تتم مصادرتها تمامًا دون رجعة، لكن إذا ثبت تقنينها ولدى السائق رخصة لها يتم تحرير غرامة مالية تصل إلى 1500 جنيه يتم دفعها فورًا، أو مصادرة المركبة لحين دفع الغرامة المقررة.
وقال رئيس حي البساتين أحمد جودة عبد السميع، إن الحملات مستمرة في نطاق الحي، لمنع عمل مركبات التوك توك في ميادين الحي وشوارعه الرئيسية، مضيفا: “نلعب مع أصحابها مثل القط والفار، حتى يتم منعها تمامًا للعمل بالمدينة وحظر سيرها وفقًا لقرار مجلس الوزراء”.
من جهته، قال رئيس حي حلوان، الدكتور أحمد القزاز، إنه تقدم بمقترح سابق للمحافظة على ألا يتم ترك المركبة التي يتم ضبطها إلا بعد ترخيصها وترحيلها إلى الأماكن التي تم تحديدها بواسطة القرار.
وأضاف القزاز لـ”الشروق”، أنه يتم ضبط المركبات المخالفة ومصادرتها ويتم تحرير محاضر مالية بذلك، وهذه إجراءات غير كافية لمواجهة سيرها في المدن والشوارع الرئيسية، موضحًا أن مبادرة استبدالها بسيارات “الميني فان” لم يتم تفعيلها حتى الآن.
وقال المستشار السابق لوزير التنمية المحلية صبري الجندي، إنه ضد أي قرار يتم اتخاذه دون القدرة على تنفيذه، كونه سيؤدي إلى فقدان الثقة في القانون وعدم احترام القرارات التي تصدرها الحكومة، موضحًا أن قرار الحكومة بحظر سير مركبات التوك توك في المدن والشوارع الرئيسية، واستبدالها بسيارات ” الميني فان” لم يتم تنفيذه على أرض الواقع حتى الآن.
وأضاف الجندي لـ”الشروق”، أن مركبات التوك توك حاليًا تسير عكس الاتجاه في وضح النهار، أمام مرأى ومسمع المسئولين دون منع سيرها في المدن والشوارع الرئيسية، على سبيل المثال شارع الهرم وفيصل في الجيزة؛ وأغلب أحياء محافظة القاهرة، وعدد كبير من شوارع المدن بالمحافظات، قائلًا: “متابعة القرار أهم من إصداره”.
وعبر حمدي عرفة، أستاذ الإدارة المحلية بالجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا، عن استيائه من انتشار سير مركبات “التوك توك” بالمدن والشوارع الرئيسية، على الرغم من حظر عملها في تلك المناطق، متوقعًا إهدار ما يقرب من مليار و150 مليون جنيه سنويًا في صورة إيرادات لخزانة الدولة في صورة إجراءات تراخيص سنوية لتلك المركبات.
وأضاف عرفة لـ”الشروق”، أنه لابد من الانتهاء من تراخيص تلك المركبات في المحافظات، لحين تفعيل مبارة استبدالها بسيارات “الميني فان”، لذا يجب تقنين أوضاعهم القانونية، كون المحافظين يقع عليهم عبء تحديد المناطق المقرر السير بها في القرى والنجوع وفقًا لقرار مجلس الوزراء.
وتابع: “أصحاب مركبات التوك توك يتجولون بها بالقرب من مكاتب الأغلبية العظمى من المحافظين، على الرغم من حظر سيرها في تلك الأماكن، دون أي وجود حلول رادعة لذلك منهم”.

سائقو توكتوك: مستعدون للتحويل إلى “الميني فان” لكن أين القرار؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *