كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية في الجلسة الافتتاحية المجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري الدورة العادية ( 156 )
هناء السيد
معالي الشيخ د . أحمد ناصر المحمد الصباح وزير الخارجية ووزير الدولة لشئون مجلس الوزراء الكويتي رئيس الدورة العادية 156 لمجلس الجامعة علي المستوي الوزاري أصحاب السمو والمعالي الوزراء ، السيدات والسادة ، اسمحوا لي في البداية أن أتقدم بالتهنئة لكم معالي الأخ الوزير ، على تولي بلادكم رئاسة أعمال الدورة 156 للمجلس الوزاري متمنية لكم كل التوفيق والنجاح .. كما أتقدم بالشكر لمعالي الأخ الوزير الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ، وزير خارجية دولة قطر ، الذي قاد أعمال الدورة المنقضية بكل اقتدار .. كما أرحب بالسادة الوزراء المنضمين حديثة إلى المجلس الموقر معالي السيد رمضان العمامرة وزير خارجية الجزائر ، ومعالي الوزيرة دينا عكر وزير الخارجية والمغتربين بالوكالة للجمهورية اللبنانية . السيد الرئيس ، ما زال العالم العربي يعيش حال الأزمة على مستويات مختلفة .. سواء الأزمة الصحية لجائحة كورونا ، وتبعاتها المختلفة على معدلات النمو وحركة التجارة والنشاط الاقتصادي .. أو غير ذلك من الأزمات السياسية والأمنية المستمرة منذ عقب تقريبا في عدد من الدول العربية ، من دون إرادة للحل وبكلفة مروعة على كافة الأصعدة .
غير أن الشهور الماضية قد شهدت تطورات تنطوي على بعض العناصر الإيجابية التي ينبغي البناء عليها .. لقد أظهرت الوقفة الباسلة للشعب الفلسطيني في مواجهة الة الاحتلال الإسرائيلي في مايو الماضي أن القضية الفلسطينية لا زالت حية نابضة .. وأنها قادرة على حشد التأييد الدولي ، وتحظى بإجماع عربي شامل على ثوابتها الرئيسية .. إن أهم ما تمخض عن هذه الجولة من المواجهات هو احتفاظ القضية الفلسطينية بجوهرها الأخلاقي والإنساني والسياسي … فقد صار واضحا أن البديل لحل الدولتين هو استمرار منظومة الاحتلال التي تقوم على التطهير العرقي والتهجير القسري والعنصرية الفجة . إن إطلاق عملية سياسية على أساس حل الدولتين والعودة إلى حدود الرابع من يونيو 1967 ثمثل الطريق الوحيد لسلام حقيقي ومستدام وشامل المنطقة … والجامعة العربية ترحب بكافة الخطوات والجهود التي بذل حالية من أجل الوصول إلى هذه الغاية .. بما في ذلك ما يتعلق بالعمل على تحقيق المصالحة الفلسطينية أو إعادة إعمار غزة .. باعتبارها خطوات مهمة وضرورية من أجل إسناد الموقف الفلسطيني سياسية ، ودعم الشعب الفلسطيني الصامد في القدس المحتلة وغزة ، وكافة الأراضي الفلسطينية . وأشير هنا إلى إن الصعوبات الاقتصادية والمالية التي يواجهها أهلنا في فلسطين ثحتم تواصل هذا الدعم بكل السبل الممكنة في الفترة القادمة .
وعلى الصعيد الإقليمي .. لا زالت القوى الإقليمية غير العربية ثمارس سياسات تستنزف عدة دول عربية وتطيل أمد أزماتها الداخلية .. واليمن مثال هام على ذلك حيث يجري تنفيذ أجندة خارجية تعادي الدول العربية وتهدد أمنها .. هو وضع لا يمكن أن يستمر .. فمن يدفع الثمن الحقيقي للحرب اليمنية هو الشعب الذي صار يعاني الأزمة الإنسانية الأخطر في العالم اليوم .. حيث 80 % من أبنائه بحاجة إلى المساعدات … إننا نؤكد مجددا على أن وقف إطلاق النار ، الشامل والكامل ، في كافة ربوع اليمن .. يمثل الخطوة الأولى نحو تسوية سياسية يمكن أن تفضي إلى سلام شامل في هذا البلد .. وبما يحفظ تكامله الإقليمي ووحدته وسيادته .. وأيضا بما يصون عروبته وعلاقاته التاريخية بجيرانه . السيد الرئيس إننا نقف مع الشعب اللبناني في محنته .. ونؤكد على ضرورة أبعاده عن كافة الإستقطابات في المنطقة .. فما صارت إليه الأوضاع في هذا البلد العزيز .. وما يتعرض له أبناؤه من معاناة .. هو أمر مؤسف حق .. وإننا نؤكد مجددا على أن المصادقة على تشكيل حكومة لبنانية جديدة وخروجها إلى النور يمثل مفتاح مهمة لإخراج البلاد من أزمة استحكمت حلقاتها منذ أكثر من عام .. وتتوالى المؤشرات المقلقة على تدهور الأوضاع بما يحتم على الجميع تحمل مسئولياتهم تجاه الوطن والتاريخ .
وفي ليبيا .. فإن تاريخ 24 ديسمبر القادم .. تاريخ عقد الانتخابات .. صار يمثل محطة هامة وحاسمة ومعترف بها دولية على طريق الاستقلال الليبي .. وإنني أناشد الإخوة الليبيين في ملتقى الحوار الوطني على الإسراع بالاتفاق على القاعدة الدستورية اللازمة لإجراء الانتخابات … ونؤكد على أهمية تطبيق مخرجات مؤتمر برلين ( 2 ) ، ومؤتمر دول الجوار الذي قد بالجزائر نهاية الشهر الماضي ، وفي مقدمتها خروج كافة المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية .. باعتبار ذلك سبيلا مهمة وشرطة ضرورية لتحقيق الاستقرار في ليبيا ، وعلى المستوى الإقليمي بوجه عام . الماضي .. السيد الرئيس .. لا شك أن قمة بغداد للتعاون والشراكة التي عقدت في 28 أغسطس مثل خطوة مهمة تعطي الرسالة الصحيحة لكافة الأطراف .. فدعم سيادة العراق وإبعاده عن التجاذبات والصراعات يمثل مفتاحة أساسية الاستقرار المشرق العربي … فالعراق المزدهر .. العراق المستقر والآمن .. هو مصلحة أكيدة لجميع جيرانه . إن الحوار مع الأطراف الإقليمية ، كما نفهمه ونتطلع إليه ، ينبغي أن ينطلق من أساس واضح .. وعلى أرضية احترام الدولة الوطنية العربية وعلى أساس مبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية .. والتخلي عن الطائفية كأداة لإدارة السياسة الخارجية .
السيد الرئيس . يتطلع العالم العربي إلى أحداث مهمة لها علاقة بقضية العصر .. التغير المناخي .. وهي ظاهرة ربما تكون المنطقة العربية من بين أكثر المناطق تضررة من آثارها المختلفة .. ومن المنتظر أن تستضيف مصر قمة المناخ في العام القادم 27 COP .. كما تقدمت الإمارات بترشيح لاستضافة 28 COP .. ونتمنى فوزها بهذا الترشيح بدعم منكم جميعا .. ونتطلع إلى أن توفر هاتان القمتان الفرصة للدول العربية لتسليط الضوء على أولويات المنطقة وشواغلها في مجال التغير المناخي .. باعتبارها قضية الحاضر والمستقبل معا . السيد الرئيس . أود في الختام إلى أن ألفت عناية الحضور الكريم إلى أن هذه الدورة ، وتحت رئاستكم سيدي الرئيس ، تجري ولأول مرة من دون أوراق … فقد تم الانتقال إلى النظام الإلكتروني بالكامل كما تلاحظون سيادتكم .. وهي ا مطلوبة في عمل الأمانة العامة للجامعة .. وأتقدم بالشكر لكل من ساهم في إنجاح هذا العمل المهم من أطقم الأمانة العامة من موظفين وفنيين وخبراء . وشكرا سيادة الرئيس