آراء وتحليلات

حرب إكتوبر إنتصار شخصى بإمتياز

بقلم : قدرى يونس الكاشف

من المؤكد ان مصر الدولة بقيادة القوات المسلحه لكل المؤسساة التى تشكل منها هيكل هذه الحب من المواطن كنواه جوهرية فهو الذى ضحى بقوته وجهد الحكومية والمدنية هى المنتصر الاول والاخير في حرب اكتوبر 73 تخطيطا واعدادا وتنفيذا…ومع ذلك يظل الانسان المصرى هو النواه القوية وعرق ودماء ابنائه ثمنا غاليا لهذا النصر الذى كانت خلفيته العميقة الانسان المصرى في كل مكان الذى اصيب في كرامته الحضارية بـ “نكسة” يونيو 67خاصة داخل سيناء التى وقعت تحت سيطرة القوات الاسرائيلية التى مارست كل سياسات العنف والقمع ضد المواطن المصرى في سيناء قتلا واعتقالا وتجويعا وتهجيرا…حيث شكل مواطنو سيناء خط امداد اول على ظهور الجمال الى غرب القناة حيث تشكلت منهم النواه الاولى لمساندة جيشنا من خلال تأمين جنوده وقادته بالغذاء والعلاج والتمويه باحتضانهم كافراد ينتمون للاسر والعائلات والقبائل ثم تسهيل انسحابهم الآمن لمواقع الدفاع عن خط النار بقناة السويس وبالتالى اعادة بناء القوات المسلحة استعدادا للعبور العظيم الذى تحقق حصادا لرصيد التضحبات على المستوى الشخصى لكل المصريين خاصة ابناء سيناء…فهذه الصواريخ والقذائف والرصاص الاسرائيلى في حرب67 حصدت ارواحا زكية ومن بينها اسر بكاملها مثل اسرة عم اجميعان الذى سقط صاروخ اسرائيلى على منزله في وسط مدينة العريش وادى الى تحول زوجته واطفاله الى اشلاء جمعها بنفسه في قبر بفناء الدار لانه الناجى الوحيد في مشهد تكرر كثيرا في سيناء كزميل دراستى في الاعداية عبد العزيز الضمرانى الذى حولته قذيفة اسرائيلية اخرى الى بركة دماء وسط اسرته …وكم كانت روايات ابناء سيناء الذين تداولوها فيما بينهم اليمة فقد كان لكل واحد منهم قصة حزينه عن فقد عزيز اوجار اوصديق في الوقت الذى كانت تطارد فيه القوات الاسرائيلية الشباب في شوارع مدن وقرى سيناء للعمل معها وحالت وطنية هؤلاء الشباب دون ذلك حيث دفعتهم وطنيتهم المصرية للهرب والاختباء رغم “سحر” الاجر الذى سيحصلون عليه وهو ارغفة “الليخم ” الاسرائيل بالدقيق الامريكانى الفاخر تحت وطأة سياسة التجويع الاسرائيلية التى طالت كل ابناء سيناء الذين وقعوا تحت سيطرة الاحتلال الاسرائيلى وادت فيما ادت اليه سياساته الاخرى الى تهجير ممنهج لنصف سكان سيناء الى المحافظات الاخرى لينقسم ابناء سيناء الى “صامدين” فيوجه مخططات اسرائيل داخل سيناء المحتله و”مهاجرين” منتشرون في انحاء محافظت مصر ليشكلوا بذلك جبهتين في حصار اسرائيل جبهة المواجهة تشكلت من “المهاجرين” في منظمة سيناء العربية” التى كانت ظهيرا قويا لقواتنا المسلحة بعمليات فدائية بطوليه بطول قناة وخليج السويس اما جبهة الصامدين داخل سيناء المحتلة فتشكلت منهم منظمات مقاومة مسلحة ورصد للتحركات الاسرائيلية وبين هاتين الجبهتين امتدت خيوط شبكة مقاومة وطنية مصرية قوية امام وخلف اسرائيل في سيناء لتبادل المعلومات وعمليات المقاومة ومعاونة القوات المسلحة في ملحمة بطولة ثأرية شخصية جمعها هدف وطنى واحد هو غسل مهانة يونيو 67واستعادة الكرامة الوطنية الشخصية في اكتوبر 73كان من مظاهرها تكاتف الشعب بكل اطيافه مع جيشه بكل اسلحته في كل الوطن المصرى فلقد خلت اقسام الشرطة في كل محافظات مصر من الخصوم وسارع المواطنون الى استخدام سياراتهم الخاصة في الانتقال والتنقل بالجنود من مكان لآخرمع الالتحاق بفرق الدفاع المدنى والاسعاف… اما في سيناء المحتله فلقد قام المواطنون بقطع طرق هروب الجيش الاسرائيلى من قناة السويس عبر دروب سيناء وهاجم ابطال منظمة سيناء العربية تحصينات خط بارليف من الامام والخلف والاجناب في ايام وطنية خالدة توحدت فيها مصر جيشا وشعبا وكان لابناء سيناء فيها دورا وطنيا بارز اموثقا في قائمة رسمية تضم757 بطلا حصلوا على وسام الجمهورية ونوط الامتياز من الطبقة الأولى تكريما لدورهم الشخصى البارز في نصر اكتوبر العظيم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *