عاش اللى قال
بقلم المهندس / عادل محسن
ان يسبق فكرك عصرك فتلك احيانا مشكلة.
فى ظلمة ليل بهيم تولى المسئولية بعد كارثة تعرض لها الوطن تركت جرحا غائرا فى كرامته ظل ينزف رغم كل محاولات استردادها .
لم يسقط الوطن وإن انحنت هامته.. اهتزت وبشدة ثقة شعبنا فى قواته المسلحة درعه وسيفه رغم انها كانت من ضحايا النكسة المهينة عام ١٩٦٧ فلم تنل شرف القتال وسط تخبط قيادات ظلمت مصر ظلما بينا .
تولى الداهية المسئولية تلاحقه شائعات بضعف شخصيته وتردده عرضته لاتهامات قاسية من قطاعات عريضة من الشعب خاصة شبابها فقدت الأمل فى قرب استعادة الكرامة و رفع الهامة.. اتهامات وراء اتهامات واحتجاجات ومظاهرات تقارن بينه وبين غيره رغم أنه لم يهزم بل ورث تركة مثقلة بالديون اثقلها دين الكرامة والعزة المفقودتين فهل يستطيع؟.
هداه الله و أوحى له دهاؤه ان يستغل هذا المزاج العام المحبط ضمن خطة محكمة للخداع الاستراتيجي للعدو الصهيوني البغيض .
كانت كل المعطيات تؤكد أن قرار خوض حرب جديدة ضد إسرائيل هو عملية انتحار جماعي لمصر لن تقوم لها قائمة بعدها لكنه أمن بالله وبقدرة أمته الخالدة على النصر فلم يكن أمامه الا الخيار صفر أن يحارب أو يحارب.
مر على النكسة ٦ سنوات فقط وهى فترة تبدو غير كافية لشن حرب تحرير لكنه مستعينا بالله واثقا فى شعب وجيش يلتمس النور فى غياهب جب الانكسار و فى العاشر من رمضان المبارك السادس من اكتوبر العظيم
ويوم الكيبور عيد الغفران اليهودى اتخذ القرار المستحيل ففاجأ العالم و زلزل جيشنا البطل الأرض تحت اقدام العدو الغاشم و حل المساء علينا منتصرين واقدامنا من جديد ثابتة فى سيناء واعلامنا ترفرف عليها فى لحظات يصعب بل يستحيل وصف المشاعر خلالها.
آمنا أننا نستطيع أن ننتصر من جديد.
ابدا لا يمكن لأحد أن يشعر بحلاوة النصر كمن ذاق مرارة الهزيمة .
كنت من بين الذين ذاقوها طفلا بالعريش لم يكمل السابعة من عمره علقت بذاكرتى اكثر المشاهد ايلاما وهوانا لذا فأنا مع كثيرين أكتوبرى الهوى ساداتى المزاج..
كان الرئيس محمد أنور السادات فى موعد مع النصر و المجد ..
أعطى القائد العبقرى الجميع الدرس البليغ حينما استخدم صوت القوة بدلا من اللعب بقوة الصوت .
كان الرئيس الشهيد بإذن الله حلم ليلة صيف .
حتى وان كان قضى نحبه و لقى ربه شهيدا بأذن الله فلا زلت دوما اردد :
عاش عاش . عاش اللى قال الكلمة بحكمة وفى الوقت المناسب.
عاش عاش..عاش اللى قال لازم نرجع ارضنا من كل غاصب.
من ينسى كلماته الخالدة بعد النصر؟
( نعم سوف يجىء يوم نجلس فيه لنقص ونروى ماذا فعل كل منا فى موقعه.. وكيف حمل كل منا أمانته وأدى دوره.. وكيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة في فترة حالكة ساد فيها الظلام ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتي تستطيع أمتهم أن تعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء”. )
طبت حيا وميتا بطلا ان حضرت وإن غبت
وتحيا مصر حرة ابية وتبقى سيناء عزيزة بهية.
مهندس / عادل محسن