أبو شقة لشباب الوفد: أنتم جنود المستقبل.. حافظوا على ثوابت الزعماء
ووجه أبو شقة، التحية والتقدير للجنة المشرفة على معسكر شباب الوفد 2021 وكل من ساهم في إعداد وتنظيم المعسكر الذي كشف عن أن الحزب به شباب وطني مخلص لوطنه وحزبه، وهو أهم ما يميز حزب الوفد بأنه شباب يتحلى بالالتزام وذو خبرة تمتد إلى أكثر من 100 عام، هي خبرة وطنية تؤكد أن مصر فوق الجميع.
وأكد أن مصلحة الوطن هي أساس ومهمة حزب الوفد عبر تاريخه، والذي أرّخ له المؤرخون ومازالوا يؤخرون في الداخل والخارج أن حزب الوفد يمثل جزءًا أساسيًا من الحركة الوطنية المصرية في الـ 100 عام الأخيرة، بل البعض أكد أنه يمثل جزء من الحركة الوطنية العالمية، مشيرًا إلى أن حزب الوفد وضع على عاتقه مسئولية استقلال الإرادة الوطنية والحرية والدستور، فكانت معارك الحزب نحو الدفاع عن هذه المسئولية.
وعرض رئيس حزب الوفد عددًا من المشاهد التي تؤكد مكانة وقيمة حزب الوفد الوطنية منذ اندلاع ثورة 1919 التي كان عمادها هم الشباب والمرأة، فكانت المرأة لأول مرة تخرج وتشارك في المظاهرات، وليقف الجميع أمام التاريخ ليستلهم من شباب الوفد في ثورة 1919 الذين أصبحوا وزراء ورؤساء وزراء بعد ذلك، وهو ما يجب أن يعيه شباب الوفد بأنه امتداد لتاريخ مشرف.
وقال أبو شقة إن الزعيم مصطفى باشا النحاس كان مثالًا لهذا النموذج المشرف الوطني، فعندما أبرم معاهدة 1936 أبرمها بحنكة سياسية حاصرة القوات في منطقة القناة، وعندما جاءت حكومة الوفد بأغلبية ساحقة في 1952، قال باسمكم أدعوكم بإلغاء معاهدة 1936، وكان فؤاد باشا سراج الدين وزير الداخلية الوفدي الذي فتح الأبواب لتسليح الشرطة المصرية دفاعًا عن الوطن.
وأكد أبو شقة أن شباب الوفد يجب أن يتعلم ويعي هذا التاريخ المُشرف ليستلهم منه روح الوطنية الحقيقية، لافتًا إلى دور قطاع الشباب في الداخلية المصرية في الدفاع عن محافظة الإسماعيلية، إذا كانت المعركة غير متكافئة أجبرت القوات البريطانية على أداء التحية تقديرًا وتشجيعًا للجندي المصري، فكان سببًا في احتفال بعيد الشرطة في 25 يناير.
وتابع أبو شقة أن استمرارًا لسلسلة الكفاح، وعندما ألغيت الأحزاب في 1953 كانت مواقف فؤاد باشا سراج الدين النادرة، وهو يقترب من الـ 80 من عمره يعيد بناء الحزب من جديد، الأمر الذي يؤكد أن حزب الوفد راسخٌ في قلوب الوفدين فكانت معجزة بأن حزب يعود قوي على الساحة السياسية ليفرض نفسه من جديد كحزب قوي بعد هذه الحروب التي شُنت عليه.
وأضاف أبو شقة أنه منذ هذا التاريخ الذي عاد فيه الوفد، يستمر بمبادئه وقيمه التي رسخها الزعماء الثلاثة، موضحًا أنه في 30 مارس 2018 وعندما طالب الوفديون ترشحي لرئاسة الحزب أكدت على أن ترشحي سيكون على مبادئ حزب الوفد الممتدة التي نسير على هداها.
وشدد رئيس الوفد على أنه رغم التحديات والمراهنات بأنه لن يستطيع الصمود في رئاسة الحزب، كانت معركة التحدي على بقاء الوفد أو نهايته، وكنا أمناء على ذلك، مؤكدًا أنه التزم أمام الجميع بالتعهد على أن صحيفة الوفد لن تُغلق وأن التزم بذلك التزامًا كاملًا، وأنه أدرك الأزمة الاقتصادية التي يمر بها حزب الوفد الذي تسلمه وفي خزينته 600 ألف جنيه وديون تصل إلى 48 مليون جنيه، ووفقًا للجهاز المركزي للمحاسبات كانت الأرصدة صفر، لكن قبل التحدي حماية لهذا الحزب وتاريخه، وخاض معاركًا كثيرة لعودة المفصولين لأنهم وفديون أصلاء وقرر العودة وفقًا للمادة الخامسة من اللائحة، لأنها مسألة حزب يجب أن نحافظ عليه جميعًا، وعلى الجميع أن يُدرك أن الحزب والجريدة يتعرضان لمؤامرات ووشايات كثيرة.
وأشار أبو شقة إلى أن الجميع يشهد بأن الحزب كان أمام التزام شهري 2 مليون جنيه، وكانت ديون الأهرام التي قمنا بتسديدها وهي 8 مليون و600 ألف جنيه، وتم سدادها يوم 19 يناير 2021، الأمر الذي أدى إلى توفير الكثير، ونتابع الجريدة والصحفيين وكل ما يهمهم ويُسعدهم نضعه نصب أعيننا، فلم يحدث في تاريخ الصحافة أن يتم تعيين 121 صحفي دفعة واحدة، إلا أن إرادة التحدي التي يتعهد بها حزب الوفد انتصرت على الأقاويل والإشاعات والأكاذيب والدفع باحتجاجات، وهي شائعات مجرمة قانونًا.
وأكد أن الصحفيين داخل جريدة الوفد والبوابة الإلكترونية مؤمنين برسالتهم الوطنية، وأن كل المحاولات البائسة اليائسة لن تصمد أمام إرادة ووعي الصحفيين الوفدين، إذ كانت هناك مؤامرة ضد الصحيفة لكنها لم تفلح، وإن كانت هذه المحاولات غرضها النيل مني فأنا موجود بإرادة الوفدين، لكن هذه المحاولات إما من ناقم أو حاسد أو حاقد، لذا أؤكد التزامي الشخصي باستمرار جريدة الوفد، ولن تثنيني هذه الأمور عن المضي في هذا الالتزام، وهو ما أؤكد عليه أمام الجميع أن صحيفة الوفد لن تُغلق لأي سبب من الأسباب.
وأشار إلى أن هذه الأمور عبارة عن أحلام عصافير ولا يمكن أن تؤثر على حزب الوفد وجريدته، وهو ما التزم به أمام زعماء الوفد والوفدين باعتبار أن حزب الوفد يجب أن يدرك الجميع عظمته، فهو جزء من النظام السياسي المصري الذي يقوم على التعددية الحزبية، فهو الذي يمثل المعارضة الوطنية الشريفة.
ونوّه بأنه منذ الإعلان عن الترشح لرئاسة الحزب وأكدت بأن الحزب يقف إلى جوار الدولة الوطنية والمشروع الوطني للرئيس عبد الفتاح السيسي لبناء جهورية جديدة ودولة عصرية حديثة، فالمعارضة ليست مجرد معارضة ولكن عندما أن نكون أمام رئيس وطني يواصل الليل بالنهار من أجل الوطن ويضع الإنسان المصري ومصر على الخريطة الدولية التي تستحقها بأن تكون في مسار الدولة المتقدمة.
وأوضح رئيس الوفد أن المعارضة الوطنية ذات جناحين، وأنها تتم دون تجريح وعندما تقف عند تصيد الأخطاء فلن تكون معارضة وطنية.
ووجه أبو شقة رسالة لشباب حزب الوفد قائلًا: “أنتم جنود المستقبل وأمل هذا الحزب، حافظوا على ثوابت هذا الحزب وتاريخه، لا تتركوا مجالًا لحاسد أو حاقد، فإرادة الوفدين لا يمكن أن يشتريها أحد بأموال الدنيا، فالمال الأسود لن يستطيع أن يقيد قيد أنملة من شباب حزب الوفد، حافظوا على الحزب ودافعوا عنه وواجهوا أي متآمر، الحزب كان في خطر حقيقي وكانت نهايته يوم 13 فبراير، وعندما تصديت لهذه المؤامرة لم يكن لمصلحة شخصية أو ذاتية، وإنما من أجل الحفاظ على هوية هذا الحزب، والله على ما أقول شهيد”.
واختتم، رئيس الوفد حديثه بتوجيه الشكر للمحاضرين الذين كانوا بمثابة تقدير لحزب الوفد، وهم: إبراهيم الشهابي والدكتور محمد عادل العجمي، والمهندس عمرو آدم، وأحمد المسلماني، والإعلامي حمدي رزق، والكاتب الصحفي محمود مسلم، والكاتب الصحفي عماد الدين حسين، وحلمي النمنم، والدكتور هاني صبري، مؤكدًا أن هذه الكوكبة وحضورها لها دلالة ورسالة بأنها تقدير لحزب الوفد وهو ما نبادلهم إياه، حبًا وتقديرًا.