نحات تمثال ممشى أهل مصر لـ الشروق: إعداد فيلم وثائقي يتضمن مراحل تصميمه وتركيبه

في قلب ممشى “أهل مصر” الجديد، بالقرب من حي الزمالك، تجد تمثالًا حديديًا ضخمًا لسيدة تجلس وترفع يدها وكأنها تتلقى الماء من السماء لتنساب من بين يديها لتروي الأرض؛ دلالة على عظمة نهر النيل كشريان للحياة.

يقع ممشى “أهل مصر” على مسار نهر النيل في القاهرة، حيث يستهدف تحسين جودة الحياة للمصريين، وزيادة نصيب الفرد من المسطحات الخضراء، كما يضم مشروعات متنوعة للتنمية السياحية والاستثمار، وقد أنهت وزارة الإسكان تشييد المرحلة الأولى بطول 1.8 كم وعرض 4.5 متر.

من جهته، عبّر النحات أحمد موسى، مدرس النحت في كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان، وصاحب تمثال “ممشى أهل مصر”، عن سعادته بوجود أعماله الفنية في هذا الموقع الاستراتيجي العظيم، وفوق نهر النيل، موجهًا التحية لكل القائمين عليه.

وكشف موسى، لـ”الشروق”، كواليس تصميم وتنفيذ التمثال، مؤكدًا أن فكرته تعبر عن حبنا واهتمامنا وتقديرنا لماء النيل، واستوحاها من أعمال المصري القديم، وهي عبارة عن فتاة جالسة في وضع يدل على الاحترام والتبجيل لماء النيل الذي يحيط بنا من كل جانب، وكأنها تتلقى الماء في يديها وينساب على السلالم أو الدرجات المكونة للقعدة، كأنه يروي الأرض.

استغرق موسى 5 أشهر لعمل التمثال، بارتفاع 3 أمتار ونصف، وارتفاع القاعدة متر، بإجمالي 17 طنا من طبقات الحديد الصاج المعالج ضد الصدأ والعوامل الجوية المختلفة؛ للحفاظ عليه.

تم تنفيذ التمثال على مرحلتين، الأولى نحت يدوي تمثال من الطين بطريقة كلاسيكية، ثم يمر بمراحل تكنولوجية لتكبير حجمه وتقطيعه لشرائح وتجميعه مرة أخرى حتى يصبح بالخامة الجديدة.

وعبّر موسى عن سعادته بالإشادة التي تلقاها على التمثال فور انتشار صوره على مواقع التواصل الاجتماعي، متمنيًا أن يساهم في رفع الوعي البصري والفني لدى المصريين، وأن يشجع المؤسسات على تنفيذ أعمال نحتية في كل ميادين مصر، قائلًا: “الحمدلله رب العالمين، يعني رد الفعل أسعدني جدا من الناس على السوشيال ميديا، طبعا اتشرفت بكل تعليق وكل مشاركة وكل حد قال كلمة حلوة عن التمثال أو أبدى إعجابه بيه، لما مشروع نحتي نقدر نقول بينجح جماهيريا، ده بيبقى مشجع جدا لكل الهيئات والمؤسسات، سواء الخاصة أو التابعة للحكومة، إنها تزيد من هذه المشاريع”.

وأكد أن مصر مليئة بالفنانين والنحاتين العظماء، كما أن كانت لها الريادة في النحت: “مصر مليئة بالنحاتين العظماء، وسواء معايا أو مع غيري إن شاء الله نرجع نشوف مصر تاني (بلد النحت)، ونشوف أعمال نحتية في كل مكان نمشي فيه”.

ولموسى أعمال فنية أخرى مشابهة لتمثال الممشى، منها تمثال في مدينة 6 أكتوبر، ونصب تذكاري عن الجندي المجهول في الأقصر، وتمثال عن الجيش الليبي في ليبيا.

لفت موسى إلى أنه يعمل حاليا على إعداد فيلم وثائقي عن مراحل تصميم تمثال الممشى وتركيبه، التي تضمنت لحظات استثنائية، قائلًا: “أول ما تم الاتفاق على هذا التمثال وابتديت أشتغل فيه، حبيت أسجل كل خطوات عمله في فيلم تسجيلي يتضمن مراحل العمل كلها، من أول مرحلة الطين وحتى يوم التركيب”.