كلمه العدد ١٢٣٠ “الغراب الذي يتشبه بالطاووس!”
يكتبها د.محمود قطامش
لازلنا نسجل الوصف الدقيق للدكتور جمال حمدان عالم الجغرافيا حيث قال واصفا تركيا بانها وطن ك( الغراب )يتشبه (بالطاووس )وكما قال عن تركيا، فى كتابه «شخصية مصر » ربما نفهم منه سر عداء تركيا الي مصر كما أن ما بين تركيا ومصر متشابهات على السطح قد تغرى بالمقارنة، فتركيا بين آسيا وأوروبا، مثلما مصر جسر بين آسيا وأفريقيا، بل إن الجسم الأكبر فى كل منهما يقع فى قارة، بينما لا يقع فى القارة الأخرى إلا قطاع صغير ، وفى كلا الحالين إنما يفصل بينهما ممر مائى عالمى خطير(( قناه السويس وبحر مرمره ))ويضيف الدكتور جمال حمدان: «لقد تمددت تركيا فى أوروبا حتى فيينا، كما وصلت مصر إلى البحيرات فى أفريقيا، واندفعت كل منهما فى آسيا من الناحية الأخرى».و يؤكد الدكتور جمال حمدان أنه ورغم كل هذا التشابه بين البلدين، فإنه تشابه مضلل لأنه سطحى، فربما ليس أكثر من تركيا نقيضا تاريخيا وحضاريا لمصر حيث تركيا قوة «شيطانية» مترحلة، واتخذت لنفسها من الأناضول وطنا بالتبنى، وبلا حضارة هى، بل كانت «طفيلية» حضارية استعارت حتى كتابتها من العرب.ويسترسل جمال حمدان فى وصف الدولة المشوهة ومنزوعة الجذور الحضارية والتاريخية، عندما قال نصا فى كتابه: «ولكن أهم من ذلك أنها تمثل قمة الضياع الحضارى والجغرافى، غيرت من جلدها وكيانها أكثر من مرة، الشكل العربى استعارته ثم بدلته بالشكل اللاتينى والمظهر الحضارى الآسيوى نبذته وادعت الوجهة الأوروبية، إنها بين الدول بلا تحامل، الدولة التى تذكر بـ«الغراب» يقلد مشية الطاووس، وهى فى كل أولئك النقيض المباشر لمصر ذات التاريخ العريق والأصالة الذاتية والحضارة الانبثاقية… إلى آخره.الدكتور جمال حمدان استطاع التوصل إلى توصيف علمى موثق للدولة التركية، فى كتاب صدر عام 1967 أى منذ ما يقرب من اكثر من خمسين عاما، حتى لا يخرج البعض ليؤكد أن سبب هذا التوصيف لوريثة الدولة العثمانية، الآن يأتى فى ظل احتضانها جماعة الإخوان، وحلفائها وكل أعداء مصر، كما لن ينسى الأتراك، خاصة رجب طيب أردوغان، ما فعله الجيش المصرى بأجداده العثمانيين عام 1839 فى معركة «نصيبان»، عندما لقن الجيش التركى درسا قاسيا وتسرد بعض الروايات التاريخية أن الجيش المصرى أفنى كل الجيش العثمانى فى تلك المعركة، وأسروا ما يقرب من 15 ألف جندى وضابط، واستولوا على كل الأسلحة والمؤن، وحاصر إسطنبول، واستسلم الأسطول التركى لمصر فى الإسكندرية، وأصبحت الدولة العثمانية بلا جيش أو أسطول، ولولا التدخل الأوروبى، لكانت تركيا من بين ممتلكات مصر ..!! بالطبع، مصر ظلت وستظل تمثل للأتراك كل العقد وليس عقدة وحيدة، فهى الدولة التى يحتسب عمرها بعمر هذا الكون، بينما تركيا بلا تاريخ، ووطن بالتبنى، فاقد الهوية، وغيرت جلدها أكثر من مرة، بالشكل العربى تارة، ثم استبدلته بالشكل اللاتينى تارة أخرى، وأخيرا إلى الشكل الأوروبى. ليس هذا فحسب نصر كبير حققته مصر على تركيا فى القرن الإفريقى خلال الفتره القليله الماضية عندما فازت شركة المقاولون العرب بمناقصة بناء سد «ستيجلر جورج» فى تنزانيا، والذى سيقام على نهر «روفيجى»، بعد منافسة شرسة مع شركة تركية، مارست كل الحيل القانونية وسلكت كل الطرق غير الشرعية. الانتصار كبير ومهم، ويؤكد أن مصر استطاعت فى عهد القيادة السياسية الحاليه أن تكون لاعبا أساسيا فى مباراة المصارعة والمبارزة، للسيطرة على إفريقيا، بقوة وصلابة وحرفية، ودون ضجيج، ويوما بعد يوم توجه ضربة قوية لخصومها، وتكتسب أرضية جديدة مع أشقائها الأفارقة.هذه بعض معالم المقارنه وكما سجل التاريخ تفوقا مصريا سنشهد قريبا حاضرا مصريا قويا ينجح في إغلاق كل الملفات الاستراتيجية لصالحه في ليبيا والسودان وفي حقول الغاز في المياه الاقتصادية والإقليمية لمصر ..انها مصر ياساده ومن لا يعرفها عليه ان يعرف !!!!!
وحاول تفهم
مصر تلاتين