مع بواكير الاستعداد للعيد الوطني الـ “51” للسلطنة .. الشباب العُماني أسهم في صياغة رؤية 2040 وبلورة مقتضياتها
هناء السيد
إن المتتبع لنهضة سلطنة عُمان منذ مطلع السبعينيات من القرن الماضي، يدرك أنها بُنيت بسواعد شبابها في كافة الميادين، وهذا ما أكدته التجربة العُمانية في البناء والتنمية وهي تستعد للاحتفال بالعيد الوطني الـ51، والذي يتوج مسيرة نصف قرن من العطاء والبناء.
ولعل مفردات الخطاب السياسي العُماني عكست قيمة الشباب في استدامة النهضة المتجددة، والتي يدير دفتها السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان، منذ توليه مسئولية الحكم في 11 يناير 2020، ليواصل مسيرة البناء التي أرسى دعائمها السلطان قابوس بن سعيد ـ طيَّب الله ثراه ـ ووفق رؤية كلية مفادها أن الشباب العُماني هم “عماد الوطن وسبيل تقدمه”.
ويمثل السادس والعشرين من أكتوبر من كل عام يوماً للشباب العُماني، وقد أولى السلطان هيثم بن طارق، اهتمامه البالغ بالشباب والعمل على تحقيق آمالهم وطموحاتهم وتفعيل كل ما من شأنه إيجاد شراكة حقيقية فاعلة في بناء النهضة العُمانية المتجددة.
وبات الأمر أمام الشباب غير قاصر على مسارات محددة وإنما أسهم الشباب العُماني في الاشتغال على الاستراتيجيات الوطنية والخطط الخمسية ومواكبة تطورها تصاعدياً، ورؤية 2040 خير مثال على ذلك.
وإشارة إلى دورهم في مسيرة التنمية لكونهم حاضر الأمة ومستقبلها، أكد السلطان هيثم بن طارق في اجتماع مجلس الوزراء الذي عُقد خلال شهر أكتوبر الجاري، على أهمية إيجاد آليات وقنوات اتصال معهم لإيضاح كافة الجهود المبذولة لتلبية متطلبات مسيرة التنمية فـي مختلف القطاعات، والاستماع إلى تطلعاتهم واحتياجاتهم، موجهاً بعقد لقاءات دورية مع الشباب والاستماع إلى آرائهم ووجهات نظرهم، بمـا يساعدهم على أداء دورهم المنشود في الإسهام بمسيرة البناء والتنمية الشاملة لهذا الوطن العزيز.
وكان السلطان هيثم بن طارق، قد أكد في خطابه الثاني، في 23 فبراير 2020، على أن الشباب هم ثروة الأمم وموردها الذي لا ينضب وسواعدها التي تبني، هم حاضر الأمة ومستقبلها، مع العمل على الحرص للاستماع لهم وتلمس احتياجاتهم واهتماماتهم وتطلعاتهم، وسيجدون العناية التي يستحقونها.
كما أكد أن الحكومة ستولي كل الاهتمام والرعاية والدعم، لتطوير إطار وطني شامل للتشغيل، باعتباره ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد الوطني، يستوجب استمرار تحسين بيئته في القطاعين العام والخاص، ومراجعة نظم التوظيف في القطاع الحكومي وتطويره، وتبني نظم وسياسات عمل جديدة تمنح الحكومة المرونة اللازمة والقدرة التي تساعدها على تحقيق الاستفادة القصوى من الموارد والخبرات والكفاءات الوطنية، واستيعاب أكبر قدر ممكن من الشباب، وتمكينهم من الانخراط في سوق العمل؛ لضمان استقرارهم، ومواكبة تطلعاتهم؛ استكمالاً لأعمال البناء والتنمية.
ومن جانبه، أكد ذي يزن بن هيثم وزير الثقافة والرياضة والشباب العُماني، بمناسبة يوم الشباب العُماني، على إيمان السلطنة الراسخ والثابت بالدور الحيوي للشباب في مواصلة مسيرة البناء لنهضة عُمان المتجددة، ووضع تطلعاتهم وآمالهم نحو مستقبل أكثر إشراقاً يسهمون فيه لرفعة وازدهار عُمان.
ومما يؤكد على الدور الحيوي للشباب، فقد شارك الشباب العُماني في صياغة وبلورة رؤية عُمان 2040، والتي تعول الحكومة عليهم للتقدم والنمو والازدهار، حيثُ ركزت الرؤية على أهمية تطوير معارفهم ومهاراتهم ودعمهم لتبني مشاريع ومبادرات وطنية تُسهم في دفع عجلة التنمية مع مواكبة التطور الذي يشهده العالم في مجالات الثورة الصناعية الرابعة والعلوم وظهور نشاطات اقتصادية جديدة.
وتشير الإحصائيات الوطنية إلى أن إجمالي الشباب العُماني وحسب تعداد 2020 قد بلغ، 549,969، ومنهم من أسهم بشكل مباشر في صياغة رؤية 2040 وبلورة مقتضياتها، فهم المحرك الرئيسي والشريك الفاعل لأهم أهدافها.