سفير بولندا بالقاهرة يشيد بالاجراءات الفعالة للحكومة المصرية لتعافى الاقتصاد الوطنى
وثمن السفير البولندي، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط بمناسبة العيد القومي لبولندا، الذي يوافق يوم غد الخميس، التدابير اللازمة التي اتخذتها الحكومة المصرية لتكثيف حملة التطعيم ضد (كوفيد- 19) من أجل تقليل أعداد المصابين، وكذلك تطوير البنية التحتية الصحية التي أدت إلى الاستجابة السريعة والأكثر كفاءة لانتشار الوباء، معربا عن فخره بالتعاون مع مصر لمواجهة هذه الجائحة من خلال إهدائها نحو نصف مليون جرعة من لقاح “استرازينيكا”.
وأشار إلى أهمية الزيارة التي قام بها بافل يابلونسكي نائب وزير خارجية بولندا في يونيو الماضي بمرافقة وفد كبير يمثل وزارة الاقتصاد البولندية ومؤسسات مختلفة مهتمة من بينها بورصة وارسو، ووكالة خدمات الملاحة الجوية البولندية، وغيرها بجانب العشرات من رجال الأعمال البولنديين الذين يولون اهتماما بالتعاون مع مصر بشكل أكبر، مشددا على ضرورة أن يكون الحوار السياسي الديناميكي والمثمر مع مصر مصحوبًا بتعاون اقتصادي نشط بنفس القدر.
وأكد أن الجانبين ينفذان ويدعمان المشروعات الاقتصادية ذات القيمة المضافة، مشيرا إلى أن وارسو تري فرصا كبيرة للتعاون في مجالات الطاقة المتجددة والصناعة خاصة في انتاج الالات التي تستخدم في المحاصيل الزراعية وتكنولوجيا المعلومات وصناعة الأغذية والتكنولوجيات الخضراء.
وتابع قائلا: إنه من المتوقع مشاركة وفد من رجال الأعمال البولنديين في معرض “فود أفريقيا” الذي سوف ينظم في القاهرة الشهر المقبل؛ ونتوقع أن يشهد العام المقبل المزيد من الزيارات لوفود بولندية متخصصة في تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا المالية وغيرها، مشيرا إلى أن وارسو تعتبر مصر ليست فقط سوقا كبيرة بالنسبة لها ولكنها أصبحت بوابة لدخول أفريقيا.
ونوه إلى أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وقعت مع منطقة كاتوفيتسيه الاقتصادية البولندية مذكرة تفاهم في يونيو الماضي لإقامة قاعدة تكنولوجية وصناعية بولندية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، معربا عن اعتقاده بأن هذا المشروع سينتج عنه اهتمام المستثمرين البولنديين بهذا المجال الواعد.
وعن التجارة، قال وابيندا إن الاقتصاد المصري احتل مرتبة عالية من بين أفضل أداء الاقتصاديات في أفريقيا حيث قيم رجال الأعمال الأوروبيين بما في ذلك البولنديين بشكل إيجابي الاصلاحات المصرية التي استهدفت تسهيل النشاط الاقتصادي والاستثمار الأجنبي، مطالبا بالعمل على توفير المزيد من التسهيلات فيما يخص الاجراءات الادارية.
وأوضح أن التجارة الثنائية شهدت تراجعا طفيفا بسبب جائحة (كوفيد-19) حيث وصلت إلى 6ر579 مليون دولار عام 2020 بالمقارنة بـ 3ر678 مليون دولار عام 2019، مشيرا إلى قيمة الصادرات المصرية لبولندا بلغت 2ر195 مليون دولار عام 2020 بينما الصادرات البولندية لمصر 5ر384 مليون دولار.
وأضاف أن الأشهر الثمانية الأولي من هذا العام شهدت انتعاشا حيث تخطت الصادرات المصرية لبولندا 3ر220 مليون دولار بالمقارنة بـ3ر220 مليون دولار العام الماضي بينما بلغت الصادرات البولندية 5ر243 مليون دولار بزيادة 10%، معربا عن اعتقاده بأن التبادل التجاري الثنائي سوف يشهد أداء أفضل هذا العام.
وأفاد بأن أهم الصادرات المصرية لبولندا هي: المنسوجات والمنتجات ذات الأصل النباتي والبلاستيك والسلع المصنوعة من المعادن الأساسية بينما تستورد مصر من بولندا المعدات الميكانيكية والكهربائية، والسيارات وقطع غيارها، والمنتجات ذات الأصل النباتي، ومنتجات الصناعات الكيماوية، ومنتجات المعادن الأساسية و الورقية.
وأعرب عن اعتقاده بأن تأثير جائحة (كوفيد-19) علي التعاون الاقتصادي وعلى مجالات أخرى لم يكن عميقاً وسلبياً كما كان متوقعاً وبدأ العالم يتعايش مع فيروس كورونا وما نحتاجه هو تحويل هذه التجربة السلبية إلى فرصة إيجابية، مشددا على ضرورة استغلال هذه الفرصة – سواء على الصعيد العالمي أو علي مستوي العلاقات الثنائية مع مصر – لتعزيز التعاون في كافة المجالات.
وعن السياحة، أكد وابيندا أن مصر تعد واحدة من المقاصد السياحية المفضلة لسنوات عديدة للسائحين البولنديين حيث بلغ عددهم نحو 70 ألف سائح عام 2020، مشيرا إلى أن نحو 180 ألف سائح بولندي زاروا مصر حتى سبتمبر الماضي؛ ومن المتوقع زيادة أعدادهم إلى 350 ألفا عام 2022 مع الرفع التدريجي للقيود على السفر.
وعن الآثار، أوضح أن بولندا تتعاون مع مصر بشكل وثيق في مجال الاثار منذ أكثر من 80 عاما وقد تعاون علماء الآثار المصريين والبولنديين في العديد من الاكتشافات المشهورة عالميًا، مضيفا أن العلماء البولنديين يعملون في عدة أنشطة من بينها: أعمال الترميم في معبد حبشبسوت في الدير البحري وكذلك في مدرج كوم الدكة الشهير في الإسكندرية، مشيرا إلى تكريم رئيس بولندا بمنح الدكتور خالد العناني وزير الاثار والسياحة والدكتور زاهي حواس وسام الاستحاق وقد سلمتهما الوسام بمقر السفارة في أكتوبر عام 2020.