كأس العرب – كرة القدم في بلاد الشام.. التأثر بالحروب من البداية إلى الآن
تأثرت كرة القدم في بلاد الشام منذ ظهورها لأول مرة وحتى الآن بالحروب سواء كانت عن طريق الاحتلال أو حروب أهلية.
تستضيف قطر كأس العرب في الفترة من 30 نوفمبر الجاري وحتى 18 ديسمبر المقبل ولمن لا يعلم فأول مباراة أقيمت في تاريخ البطولة كانت دربي بين منتخبات الشام.
تضم دول الشام كل من الأردن ولبنان وسوريا وفلسطين، وكانت أول مباراة في تاريخ البطولة العربية بين منتخبي سوريا والأردن في مارس 1963.
استضافت الشام النسخة الأولى من البطولة العربية في لبنان بمشاركة خمس منتخبات عام 1963.
وحسم نسور قاسيون الفوز لمنتخب سوريا في أول دربي بالبطولة العربية بل وأول مباراة في تاريخ المسابقة بعد الانتصار على الأدرن بأربعة أهداف دون مقابل.
بداية كرة القدم
تتشابه بلاد الشام في ظهور كرة القدم على أرضها عن طريق دول الاحتلال وبالتحديد الاحتلال البريطاني.
فمع بدايات القرن العشرين وتحديدا عام 1908 بدأت كرة القدم في الظهور داخل فلسطين خلال فترة الاحتلال البريطاني وتم تكوين أول فريق للعبة في القدس.
وفي العام نفسه ظهرت كرة القدم أيضا في لبنان والتي كانت وقتها تابعة للدولة العثمانية وتواصلت في الانتشار بعد الحرب العالمية الأولى عن طريق الاحتلال الفرنسي.
وكان للقوات البريطانية دورا في بداية ممارسة لعبة كرة القدم في الأدرن بعد تأسيس إمارة شرق الأردن وبدأت اللعبة في الانتشار تدريجيا حتى تم تأسيس الأندية الرياضية.
أما سوريا فظهرت كرة القدم لأول مرة مع بداية القرن العشرين عن طريق الرحالة حسين أبيش والذي تشير التقارير إلى أن أسرته تمتلك أول كرة قدم دخلت الملاعب السورية في 1905 عن طريقه حتى الآن.
التأسيس
بعد انتشار كرة القدم في بلاد الشام بدأت الدول في اتخاذ القرارات الرسمية لتأسيس الاتحاد المحلي ومن ثم الانضمام إلى الاتحادين الآسيوي والدولي.
وكانت فلسطين أول من أسس اتحادا لكرة القدم وكان ذلك في 1928 قبل أن تنضم إلى الاتحادين الدولي والآسيوي.
بينما لحق لبنان بفلسطين بعد 5 سنوات وتحديدا في مارس 1933 وبعدها بثلاث سنوات انضم الاتحاد اللبناني كعضو في الاتحاد الدولي لكرة القدم.
أما سوريا فأسست الاتحاد الوطني لكرة القدم في 1936 وانضمت إلى فيفا بعد عام واحد فقط.
وأخيرا أسس الأردن الاتحاد المحلي لكرة القدم في 1949 ومن ثم الانضمام إلى فيفا بعد سبع سنوات.
الحروب
عانت دول الشام من الحروب والاضطرابات السياسية طوال تاريخها وأغلبها ما هو مستمر حتى الآن وبطبيعة الحال أثر ذلك على كرة القدم والرياضة كما يؤثر على كافة المجالات.
فمثلما أثر الاحتلال والحروب في البداية على ظهور كرة القدم، أثرت الحروب الأخيرة على تقدم دول الشام أكثر في كرة القدم.
فشهدت لبنان حربا أهلية استمرت لمدة ما يزيد عن 15 عاما من 1975 وحتى 1990.
كما عانت لبنان من عدوان إسرائيلي عام 2006، وتعاني البلاد حاليا من اضطرابات سياسية.
ورغم هدوء الأوضاع في سوريا إلى حد كبير عن جيرانها مع بداية الألفية الجديدة إلا أن الاضطرابات السياسية التي شهدتها قد تحولت إلى حرب أهلية بعد 2011 ولم تتعاف منها حتى الآن.
بينما تعاني فلسطين منذ عام 1948 من الاحتلال الإسرائيلي وتعاني البلاد حتى الآن.
وأثر الاضطراب السياسي والحروب على تقدم كرة القدم والرياضة في بلاد الشام مثلما تؤثر على جميع المجالات المختلفة.
كأس العرب
لا توجد بطولة تجمع منتخبات بلاد الشام فقط مثلما يحدث في كأس الخليج العربي على سبيل المثال، لذلك تكون المواجهات بينهم في البطولات القارية آسيويا أو إقليميا مثل كأس العرب.
وتشهد نسخة 2021 من كأس العرب مواجهة شامية بين منتخبي الأردن وفلسطين في ختام منافسات المجموعة الثالثة.
أما منتخب لبنان فيتواجد في المجموعة الرابعة وسيلاقي أحد منتخبات الشام في ربع النهائي إذا تأهل عن مجموعته وتأهل أحد منتخبا الأردن وفلسطين.
بينما يقع منتخب سوريا والذي سبق له الوصول لنهائي كأس العرب مرتين من قبل في المجموعة الثانية ويبتعد عن فرق الشام إذ لا توجد مواجهة محتملة بينهما إلا في نصف النهائي إن حدثت.
ويبقى منتخب سوريا صاحب الإنجاز الأكبر من بلاد الشام في بطولة كأس العرب بالحصول على فضية نسختي 1966 و1988.
وكانت المفارقة خسارة المنتخب السوري في النهائيين أمام منتخب العراق، وكانت الخسارة الأولى بنتيجة 2-1 عام 1966 بينما الأخرى بركلات الترجيح في 1988.