
طيبة أيقونة الحضارة والحياة
مدينة الأقصر مدينة الكنوز الساحرة ؛ يجري النيل كالتبر السائل علي شاطئيها ليمنحها الحياة والسحر وشعب الاقصر كان ولازال الحارس الأمين علي كنوزها وأسرارها من قديم الأزل
بقلم المهندسه / رشا سالم
تفجرت طاقات النور في أحتفالية تخطت العالمية لاعادة طريق الكباش للحياة مرة آخري ؛ أيادي مصرية خالصة اعادت للمعابد رونقها القديم المميز بألوان مبهرة نقوشها ؛ لتعيد حكي لأساطير مصرية لعصور ما قبل الميلاد ؛ لتنير أرض طيبة ( الأقصر ) بضياءها علي عالم السياحة العالمية كواحدة من اكبر المتاحف المكشوفة التي عرفت علي مر التاريخ.
طريق الكباش..
ويبلغ طول طريق الكباش نحو 2700 متر. وقد بُني في عهد الأسرة الثامنة عشرة، قبل نحو ثلاثة آلاف عام ؛ يسير الداخل إلى معبد الكرنك على رصيف من الحجر الرملي على جانبيه صفان طويلان من التماثيل على هيئة أبي الهول بعضها له رؤوس بشرية، ومعظمها برؤوس كباش، أو بنات آوى.
ويرمز الكبش في الثقافة المصرية القديمة إلى الخصوبة.
وكان أبناء طيبة يحتلفون بعد انتهاء موسم الحصاد بعيد إله مدينتهم “آمون”، حيث يخرج الكهنة بتمثال الإله من معبد الكرنك في زيارة خاصة لنسائه في معبد الأقصر، حيث يقضي هناك أحد عشر يوما.
وكان يتعين على الكهنة القيام بتلك الطقوس مرتين سنويا – الأولى في عيد الحصاد، والثانية في عيد جلوس الملك.
وبذلك يعدّ هذا الطريق، الذي يطلق عليه اسم “طريق المواكب الملكية”، أقدم طريق احتفالي ديني في التاريخ ؛ يقول باحثون إن “الأقصر” اسم أطلقه العرب على “طيبة” القديمة التي واتساب كان اسمها يعني لدى المصريين القدماء مدينة الإله الكبرى.
ويعزي باحثون التسمية العربية الحديثة للمدينة إلى كثرة ما بها من معابد والتي ظنّها الفاتحون قصورًا، فأطلقوا عليها اسم الأقصر.
ويصف مؤرخون طيبة بأنها “المدينة ذات المئة باب”، وذلك لاتساعها وتعدد أبواب معابدها.
وتقع الأقصر في أقصى صعيد مصر على مسافة حوالي 670 كيلومترا إلى الجنوب من العاصمة القاهرة. ويرجع تأسيس المدينة، إلى عصر الأسرة الرابعة عام 2575 قبل الميلاد.
وتمتاز الأقصر بطابعها الأثري الفريد، وتضم المدينة أكبر قدر من الآثار الفرعونية المقسمة على البرّين الشرقي والغربي لنهر النيل.
ويضم البرّ الشرقي معبد الأقصر، ومعبد الكرنك، وطريق الكباش الرابط تحميل واتساب بلس بينهما وغيرها من الآثار. أمّا البر الغربي فيضم وادي الملوك، ووادي الملكات، ومعبد الدير البحري، وغيرها.
وعن مدينة الأقصر يقول عالم المصريات الفرنسي الشهير شامبليون: “”طيبة، تلك أعظم كلمة بين كل اللغات .. جمال آثارها وسموّها مدهش .. ”
عيد الأبت او ما يسمي بالهيروغليفية حب نفر إن إپت
هو احتفال مصري قديم كان يقام سنوياً في طيبة (الأقصر) في عهد الدولة الحديثة وما بعدها، وفيه كانت تصطحب تماثيل آلهة ثالوث طيبة – آمون وموت وابنهما خونسو – مخفيين عن الأنظار داخل مراكبهم المقدسة في موكب احتفالي كبير، من معبد آمون في الكرنك، إلى معبد الأقصر، في رحلة تمتد لأكثر من كيلومترين، وما يتم إبرازه في هذا الطقس هو لقاء أمون رع من الكرنك مع أمون الأقصر وتجديد الولادة هو الموضوع الرئيسي في احتفال الإبت، وعادة ما يتضمن احتفالية لإعادة تتويج الملك كذلك .
في الاحتفالات الأولى من مهرجان الإبت ؛ كانت تماثيل الإله تؤخذ عبر طريق الكباش الذي يربط بين المعبدين، وتتوقف في المعابد الصغيرة التي شيدت خصيصاً في طريقها ؛ وهذه المعابد الصغيرة أوالأضرحة كان يمكن أن تكون مليئة بالقرابين، المهداة للآلهة أنفسهم وللكهنة الحاضرين للطقوس كذلك. وفي نهاية الاحتفالات في معبد الأقصر، تغدو المراكب المقدسة عائدةً مرة أخرى إلى الكرنك ؛ وفي الاحتفالات المتأخرة من تاريخ مصر، كان يتم نقل التماثيل من وإلى الكرنك / الأقصر عن طريق القوارب في النهر وليس عبر طريق الكباش البري ؛ويُعقد احتفال إبت في الشهر الثاني من فصل أخت، وهو موسم فيضان نهر النيل ؛ كما كان يبحر قارب ملكي كذلك مع قوارب الآلهة المقدسة، وكانت الطقوس في ما يعرف بـ “غرفة الملك الإلهي” تعيد الاحتفال بتتويج الملك وبالتالي تؤكيد أحقيته بالمُلك.