هناك كثير من الأعمال الفنية والأفلام التي لم تخرج للنور إلا بعد معاناة وتعرضها للعديد من المشكلات، ومنها ما توقع له الفشل الذريع، ولكن خالفت هذه الأفلام كل التوقعات وحققت نجاحات كبيرة وظلت فى ذاكرة وتاريخ الفن إلى الأبد كعلامات فارقة وأصبحت من أهم الأفلام المصرية.
وكان من بين هذه الأفلام فيلم عنتر وعبلة الذي عرض عام 1945 بطولة سراج منير الذى قام بدور عنتر وكوكا التى قامت بدور عبلة إخراج نيازى مصطفى وإنتاج استديو الأهرام.
فحين رأى أحد أعضاء مجلس إدارة الشركة المنتجة الفيلم قبل عرضه للجمهور أكد أن الناس لن يقبلوا على مشاهدة الفيلم، لأن الأفلام البدوية التى سبق عرضها لم تحقق نجاحًا كبيرًا، وبدأ موزعو الأفلام يقدمون عروضهم للشركة لشراء الفيلم، وبالطبع قدموا عروضًا زهيدة فرفضت الشركة هذه العروض وحددت مبلغًا معين لن تقبل أقل منه لبيع الفيلم، ولم يوافق الموزعون على هذا السعر.
وبعد عرض الفيلم أقبل عليه الجمهور بشكل غير عادى وحقق نجاحًا غير متوقع، ووصلت أرباحه فى العام الواحد أكثر من 20 ألف جنيه، وهو مبلغ كبير جدًا فى هذا الوقت، وكادت الشركة المنتجة أن تفقد كل هذه الأرباح لو باعت الفيلم طبقاً لرأى أحد أعضاء مجلس إدارتها.
ووصل من نجاح الفيلم وإقبال الجماهير عليه أن أعيد تقديم القصة اكثر من مرة ومنها فيلم عنتر بن شداد الذى قام ببطولته وحش الشاشة فريد شوقى مع كوكا وعرض عام 1961 وحقق نجاحًا كبيرًا، وبعدها بسنوات قليلة ، حاولت نفس الشركة استثمار نجاح فيلم عنتر بن شداد فقدمت فيلم ” بنت عنتر” الذى قامت فيه الفنانة سميرة توفيق بدور عنيترة بنت عنتر وكان بطولة فريد شوقى وكوكا اللذين قاما بدور عنتر وعبلة بعدما كبرا.
