حكاية “طعم الدنيا”.. متى نغير نظرتنا لأبناء دور الأيتام؟
فى مشهد الخطوبة بين ماجد – إسلام جمال، ودنيا – إيمان العاصى، بحدوتة “طعم الدنيا” من مسلسل “إلا أنا “، يقول إسلام جمال أثناء حفل خطوبته على إيمان العاصى: “أنا مش عايز حد يعرف أنك اتربيتى وعايشة فى دار أيتام، أنا محامى مشهور واسمى معروف، وبحب أحافظ على شكلى قدام الناس”.
نظرة ذهول من دنيا – إيمان العاصى، ثم تتوقف الدنيا وقررت أن تفسخ الخطوبة أثناء الحفل وتهرب وتأخذ معها عائلتها (أشقاءها ووالدتها بالتنبى) وتترك الحفل.
مشهد يعبر عن حالة الحزن والقهر التي يعيشها أبناء دور الأيتام من نظرة البعض لهم في المجتمع، أو بمعنى أدق شعور النبذ الذين يعانون منه من الجهلاء وعديمى الرحمة، فبدلا من دعمهم والأخذ بأيديهم، خصوصا أنه يوجد منهم نماذج مشرفة يحتذى بهم في المجتمع، نقسوا عليهم وكأنهم ليس لهم مكان وسط البشر.
الحقيقة أن حدوتة “طعم الدنيا” بطولة إيمان العاصى، وإسلام جمال وكمال أبو رية، خاضت وعالجت بعمق شديد كيفية تغيير نظرة المجتمع لأبناء دور الأيتام، خصوصا أن هؤلاء البشر ليس لهم ذنب في ما تعرضوا له من قسوة الحياة، وقسوة العائلة، أو قسوة الظروف، أو قسوة المجتمع نفسه، لاسيما أن قلة قليلة جاهلة تعتبر أن “خريجى دار الايتام” يعتبرون وصمة عار في حياتهم، أو يعتبرونه شخصا منبوذا، والحقيقة أن هؤلاء يعدون من الجهلاء وعديمى الإنسانية، مثلما فعل ماجد – إسلام جمال في الحكاية، التى تعرض حالياً على قناة dmc.
خريجو دور الايتام، أو الذين يعيشون فيها، هم ضحية عدم وجود أب أو عائلة، لا يعرفون شعور الدفء العائلي وإحساس الطمأنينة، وهنا تكمن الأزمة، فبدلاً من أن يحنو أفراد المجتمع عليهم، ويعاملونهم بكل حب واحترام، يقابلونه بالرفض، فعلى سبيل المثال، (رفض في العمل، رفض في الزواج، رفض في تكوين حياة إجتماعية سليمة..) وحتى بعد زواجهم يظل ماضيهم يطاردهم من أقرب الناس.
ما ندعو إليه ونتمناه.. هو البدء بأنفسنا بالتغيير ونزرع فى أبنائنا هذا التغيير، يجب أن نغير نظرتنا لأبناء دور الأيتام، يجب القضاء على المفاهيم المغلوطة التى عيشنا فيها لسنوات.