
ميرزا. الصايغ بمؤتمر الإتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة تطوير منظومة البحث العلمي وتوحيد بحوث الجامعات العربية
هناء السيد
انطلقت بالقاهره أعمال المؤتمر العلمي الدولي الحادي عشر” تكامل المؤسسات العلمية في بناء وتطوير المجتمعات بالدول العربية” ويعقده الإتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة تحت رعاية جامعة الدول العربية بالتعاون مع جمعية المهندسين الكويتية بحضور وفود من الدول العربية
وفي كلمته قال الأستاذ ميرزا الصايغ عضو مجلس أمناء هيئة آل مكتوم الخيرية بالإمارات العرببة المتحدةيأتي هذا المؤتمر في مرحلة من أهم مراحل التحديات التي تواجهنا كعرب في الفترة المقبلة وهذا هو عنوان مؤتمرنا هذا اليوم فاقول . صاحبت الحضارة الإنسان منذ أن عرف الاستقرار والاجتماع مع الآخر في كل مراحل تطوره وعلى الرغم من التداخل بين مفهومي النهضة والحضارة الا انه يمكن القول أن النهضة هي مشروع للعمل يؤدي حتما إلى نشوء حضارة ما وهي مقدمة ضرورية بالاستناد الى التراكم والتفاعل والتحول . و امعانا في النظر في هذه العناصر الثلاث يتضح لنا انه ليس منها أي عنصر ثابت فهي جميعها متحركة أينما اتجه الإنسان في مراحل حياته اما نحو الزراعة أو الاقتصاد او الامن او الفن أو الإبداع وغيرها وقد سرع التطور الكبير للعلوم و الاكتشافات في احداث تقنيات جديدة للتعجيل بهذا التفاعل بين الثقافات الإنسانية وهنا يأتي دور المؤسسات التعليمية في إضفاء الطابع الإنساني الرحب على هذا التفاعل وليس التوظيف المكاني للمفاهيم المشتركة فليس هناك من مخرجا لأية أزمة يواجهها أي مجتمع إلا بتوفير الشروط الضروريةرللتحول إلى المجتمع المنتج . و في هذا السياق فإنه من الضروري صياغة خطة تنموية صناعية زراعية اسكانية اقتصادية طموحه بالتعاون مع المؤسسات التعليمية في كل البلدان ومنها الجامعات ومراكز البحوث الصحية والعلمية وتغيير ثقافة التلفى إلى ثقافة التحليل والمنافسة والبعد عن التطرف والأنانية و الاتكالية والتردد والانتقال إلى ثقافة المبادرة والإبداع والاستفادة من الآخر لمصلحة كل بك وخلاصة القول أنه يجب علينا تحويل الطلبة من مستقبنين للمعرفة إلى منتجين لها وهنا تتكامل مفاهيم النهضة والثقافة والحضارة للبقاء في مسيرة الفكر الناضج للوصول الى صياغة برامج المستقبل بالاستناد الى أسس علمية راسخة لتوثيق البناء والعمل مع الارتقاء بمجالات العلم والثقافة والمعرفة والفنون ضمن المنظور الاستراتيجي الشامل بهدف الخروج من حالة التوقف عن النهوض إلى صناعة المستقبل الأفضل بإطلاق مبادرة الحوار لتحديد الفجوات ومواكبة التطورات الحديثة في البرامج الثقافية ودعم برامج المنح والبحوث لتوفير التعليم المتوازن للقطاعات بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل كرافد مهم للاقتصاد الوطني تمكنه من التنافس على المستويات العالمية باعتماد الابتكار والتقنية المتقدمة لجمع وتحليل البيانات الاحصائية التي تخدم أهداف المجتمع في إطار إحصائي متكامل من المؤسسات والجامعات على كافة المستويات لإعداد منهجية إحصائية لقياس مساهمة كل هذه القطاعات في التنمية المستدامة المطلوبة كما تهدف كذلك إلى دعم الشراكه بين القطاعين العام والخاص لتطوير الصناعة الثقافية و الإبداعية و إطلاق كل حكومة من حكومات بلادنا العربية الموقرة الاستراتيجية الخاصة لهذه الصناعات الإبداعية تعكس اهتمامها بهم وتوفير مقومات النجاح الهادف الى ترجمة الرؤية المستقبلية لدولنا لبناء منظومة اقتصادية قوية للسنين القادمة تحفز نسبة الناتج المحلي في الاقتصاد الوطني لتحقيق التنمية المستدامة وخلق فرص النمو التي تعزز التنافسية على الصعيد العالمي من خلال السياسات والأنظمة والتشريعات ذات الصلة مع اشراك الجامعات والمعاهد العلمية المتخصصة في وضع هذه السياسات التي تدعم منظومة البحث والتطوير بإطلاق سياسة تعليمية حديثة لضمان أعطاء النشئ تعليم بمعايير عالمية وداعم للصناعات الثقافية و الإبداعية المستدامة ومحفز للصناعات الثقافية إضافة إلى الاهتمام بتأهيل كوادر علمية جديدة بأساليب متطورة وتعزيز المرافق والأدوات اللازمة لذلك و من الجدير بالذكر ان التعاون بين الجامعات والمراكز البحثية من جهة و الحكومات الموقرة من جهة أخرى هو عامل مهم في وضع المؤشرات الرئيسية للإداء تستشرف مستهدفات الحكومات أولا بأول شريطة ضخ الاستثمار المالي اللازم لتحقيق ذلك الهدف الذي يرمي الى ضمان التنمية المستدامة وحماية البيئة تحقيق التوازن بين الجهود التنموية الاقتصادية والبشرية بموجب أجندة وطنية شاملة لكل دولة على حدة لتصبح الدولة الأقوى في مجال الموانئ والطرق و توفير الكهرباء والاتصالات والغاز الطبيعي لكل المرافق الجاهزة لذلك وهنا يأتي دور الجامعات للتنبؤ بالتحديات المقبلة لمواجهتها بأدوات مبتكره في قياس التحضر والإسكان والنقل والبناء والتكنولوجيا بما يستهدف التكاملية والتشارك على مستوى الدولة للتحول إلى التعليم الذكي ضمن المنظومة التعليمية المطورة باستحداث أفضل الحلول والتطبيقات التكنولوجية لتحسين تجربة الطلاب و تطوير البحوث في مجتمع الحرم الجامعي بهدف توفير الطاقة مثلاوا إقامة حرم جامعي ذكي اعتمادا على أحدث الحلول والتطبيقات التكنولوجية بما يجعل الحرم الجامعي بيئة تعليمية أكثر استدامة
ومن جانبه قال الوزير مفوض محمد خير عبد القادر مدير إدارة المنظمات والإتحادات بجامعة الدول العربية أكد فيها أن المؤتمر يشكل فرصة ممتازة لقضايا محورية في مرحلة فاصلة وتأثير تشهده المنطقة العربية من تحديات وتحولات ومتغيرات على مستقبل المنطقة، هذا المؤتمر يتحدث عن الشراكات والتكامل بين المؤسسات العلمية، ونحن من خلال هذا اليوم في حضرة أهل العلم والتعليم والبحث العلمي القاطرة لصناعة الأمم والشعوب ونهضتها – بناء البشر.
الوطن العربي يتبوأ موقع استراتيجي في العالم مهبط الرسائل السماوية، ومعظم دوله تتمتع بمقومات وموارد هائلة وكثافة بشرية أكثر من 400 مليون نسمة ومتوقع في عام 2050 أن نتجاوز ال 650 مليون لكن الوطن العربي يستورد أكثر من 50% من احتياجته الغذائية من خارج المنطقة العربية ومعدل البطالة بها هو الأعلى على مستوى العالم وهناك تراجع في معدلات النمو بسبب هذه الحروب المتواصلة في بعض الدول وعدم اتساق مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل، وهناك اهمية لتكثيف مقمات التكامل والتعاون بين مختلف الاطراف وبخاصة مؤسسات الأبحاث والدراسات والمؤسسات التشريعية لاستمرارية النهوض بمجتمعاتنا العربية وبخاصة في المجالات الحيوية المرتبطة بالتكنولوجيا والتحول الرقمي.
العالم الآن يتغير في إطار هذا التطور العلمي والتكنولوجي الكبير،والحديث الآن عن الأبداع والابتكار وصناعة المعرفة والتعليم والدول المتقدمة هي التي ذهبت في هذا الاتجاه أم ان تمتلك هذا الثالوث المعرفة والمهارة والعلم أو تكون خارج المنافسة ولا يظل العالم يتحدث عن الثورة الرقمية ونحن نتحدث عن الفجوة الرقمية، نحن بحاجة إلى التكامل بين المؤسسات التعليمية لتطوير الكفاءات وبناء القدرات في المنطقة العربية في حاجة إلى تكامل المؤسسات العلمية والتربوية في تعزيز قيم المواطنة لدى الطلبة وشباب الجامعات وغيرهم الآن بعض دولنا العربية تتآكل من الداخل من ابنائها بسبب ذرع الفتن والحروب الأهلية وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية والقبلية بين أبناء الوطن الواحد ونجد أنفسنا في حياة ملونة بل مشوهة أو ما يسمى بالهويات القاتلة(الطائفة- الجماعة – العرق- القبيلة) وغاب مفهوم المواطنة المربوط بعقد اجتماعي في الوطن الواحد – الانسان بطبعه ميال إلى ملاذ اجتماعي فمع غياب هذه المواطنة يبحث الانسان عن ملاذات أخرى يحتمي بها او يتقوى بها على الآخر الذي هو في النهاية شيكه في الوطن الواحد وتصبح الطائفة أو القبيلة أو العشيرة أو العرق أو الجماعة هي البديل مقابل الوطن
ومن هنا تبرز أهمية التربية الشاملة بما فيها من تعليم وإعلام وثقافة وخطاب سياسي رشيد وديني معتدل هذه القيم التي تؤسس لمفهوم المواطنة في الانسان العربي ولهذا فإن المؤسسات العلمية والتعليمية مطالبة بالاستمرار في اعادة صياغة المواطنة في الانسان العربي( حب الوطن وليس غيره