بدء فعاليات المؤتمر العربي للأساليب الحديثة في إدارة المستشفيات لتداعيات جائحة كورونا بمشاركة ١٨ دولة عربية بالقاهرة
هناء السيد
بدأت بالقاهرة اليوم فعاليات المؤتمر العربي العشرون للأساليب الحديثة في إدارة المستشفيات تحت عنوان “النظم الصحية العربية في ظل الثورة الصناعية الرابعة وتداعيات جائحة كورونا” برعاية الأستاذ الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي القائم بأعمال وزير الصحة، والذي تعقده المنظمة العربية للتنمية الإدارية ـ جامعة الدول العربية بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان بجمهورية مصر العربية، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ومنظمة الصحة العالمية – المكتب الإقليمي لشرق المتوسط، وإمبريال كوليدج لندن، وبشراكة استراتيجية مع مجموعة المواساة للخدمات الطبية بالمملكة العربية السعودية.
وبمشاركة ما يزيد عن 300 مشارك من الخبراء والمختصين في مجال الإدارة والرعاية الصحية والقيادات الإدارية في وزارات الصحة بالدول العربية، ورؤساء الهيئات العربية ومجالس اعتماد المنشآت الصحية، وأعضاء الاتحادات الطبية والنقابات المهنية وعدد من المستثمرين بالقطاع الصحي من ١٨ دولة عربية.
وفي كلمته الافتتاحية للمؤتمر رحب الدكتور ناصر الهتلان القحطاني مدير عام المنظمة العربية للتنمية الإدارية – جامعة الدول العربية – رئيس المؤتمر بالحضور من أصحاب المعالي والوزراء والمسؤولين وقال أن الأزمة التي تعرضت لها الأنظمة الصحية على مستوى العالم مع مطلع عام 2020 نتيجة تداعيات جائحة كورونا مثلت تحدياً كبيراً أمام تلك الأنظمة ومدى قدرتها على التعامل مع تلك الجائحة.
وأضاف أنه كان لابد من التفكير في كيفية إحداث نقلة نوعية في إدارة المنظومة الصحية سواء في طريقة التفكير أو أسلوب العمل أو طريقة تقديم الخدمات الصحية فضلا عن تطبيق منهجية واضحة لتحقيق تلك النقلة تدريجياً، إلى جانب تطبيق الأنظمة الصحية التقليدية.
ونوه الدكتور ناصر القحطاني بأهمية توظيف التقنيات الرقمية وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، ومن بينها الذكاء الاصطناعي، واستخدام الروبوتات، في تعزيز النظم الصحية ودعم قدراتها في مواجهة الأزمات الصحية، لتكون نظم صحية مرنة قادرة على الصمود في ظل جائحة كورونا، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية للمستشفيات والمراكز الصحية، ووضع بروتوكولات ناجحة لمواجهة أية أزمات مماثلة في المستقبل، بما يسهم في تحسين الرعاية الصحية الأولية والرعاية السريرية على حدٍ سواء.
وأشار د. ناصر القحطاني إلى أن الأمر يتطلب تحقيق نقلة نوعية في إدارة المنظومة الصحية، واستخدام التقنيات الرقمية مما يمثل تكاليف كبيرة لتطوير الأنظمة الصحية العربية ولذالك فإن الأمر يتعين دراسة الجوانب الاقتصادية لهما، وكيفية تدبير الدول العربية متوسطة ومنخفضة الدخل الموارد اللازمة لتحقيق هذا التطوير، بالإضافة إلى كيفية تأهيل العنصر البشري، وتنمية مهاراته وقدراته للتعامل مع التوجهات الجديدة لإدارة المنظومة الصحية واستخدام التقنيات الحديثة، فضلاً عن أهمية وجود بنية تحتية مناسبة لاستخدام هذه التقنيات، وهو ما يشكل أيضاً تحدياً كبيراً للدول العربية- خاصة الدول منخفضة الدخل والأقل نمواً.
وأختتم الدكتور ناصر القحطاني كلمته قائلاً: حرصت المنظمة على استقطاب مجموعة من الخبراء المتميزين من كافة الدول العربية الشقيقة لتغطية محاور المؤتمر وورش العمل المصاحبة له ووضع برنامج علمي متميز يتضمن طرح ومناقشة عشرين بحث علمي وورقة عمل خلال خمس جلسات بالإضافة إلى ورشتي عمل سيتم عقدهم على مدار يومين لتغطية كافة محاور المؤتمر، وذلك من خلال عدد كبير من الخبراء يشاركون بالمؤتمر.
وفي كلمته وجهة الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس جمهورية مصر العربية للشئون الصحية والوقاية – وزير الصحة الأسبق – الشكر إلى الجهات المنظمة لهذا المؤتمر الهام وفي مقدمتها المنظمة العربية للتنمية الإدارية والتي تحرص على دعوتنا دائماً في أنشطتها منذ فترة طويلة وحرصها الكبير على تعزيز الجهود العربية في النهوض بالقطاع الصحي من خلال هذه المؤتمرات.
وأكد الدكتور محمد عوض تاج الدين على أن النظم الصحية على مستوى العالم، واجهت أزمة كبيرة خلال جائحة كورونا ولا زالت تلك النظم تعيد النظر مرة ثانية في كيفية مواجهة الكوارث والجوائح الصحية وما يتطلبه ذلك من قدرات بشرية مؤهلة وإمكانيات مادية وتقنيات حديثة.
ونوه بأن هذا المؤتمر يكتسب أهمية كبيرة في ضوء الهدف منه والذي يتلخص في بحث آليات تحقيق نقلة نوعية في إدارة المنظومة الصحية العربية، وكيفية توظيف التقنيات الرقمية وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة في تعزيز النظم الصحية ودعم قدراتها في ضوء الدروس المستفادة من جائحة كورونا.
ومن جانبه أكد الوزير المفوض سعيد الحاضي مدير إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية بجامعة الدول العربية على حرص جامعة الدول العربية على التعاون لعقد مثل هذه المؤتمرات والتي تأتي انطلاقاً من المسئولية المشتركة للارتقاء بصحة المواطن العربي، موضحاً أن هذا المؤتمر يعد دعماً كبيراً لرسالة إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية بجامعة الدول العربية، وترجمة واضحة لأهدافها.
وأشار إلى أن جائحة كورونا استوجبت التفكير في تطوير المنظومة الصحية في الدول العربية وبحث أفضل السبل والتدابير اللازمة من كافة الجوانب الطبية والإدارية والفنية والتمويلية لبناء نظم صحية عربية قادرة على التعامل مع الجوائح والأزمات الصحية.
وأضاف أن التقنيات الرقمية وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة واستخدام الروبوتات لها أهمية كبيرة في تعزيز النظم الصحية ودعم قدراتها في مواجهة الأزمات الصحية والاستجابة لتحديات الأزمات والكوارث الصحية من جانب والقدرة على تقديم خدمات صحية متميزة من جانب اخر.