محمود المليجى الشرير الطيب.. ترك الملاكمة من أجل التمثيل فأصبح من فتوات الفن
يمر اليوم 111 أعوام على ميلاد الفنان الكبير محمود المليجى أحد عظماء وعمالقة الفن المصرى الذى ولد في مثل هذا اليوم الموافق 22 ديسمبر من عام 1910 ليكون أحد علامات الفن ويخلد اسمه في سجلات المبدعين، الذين أثروا الفن وعاشوا في وجدان الملايين بأعمالهم الخالدة إلى الأبد.
محمود المليجى شرير الشاشة الطيب القادر على أداء كل الأدوار والذى أبهر نجوم العالم بأدائه وقدراته وعبقريته الفنية، وترك رصيداً فنياً يقترب من 700 فيلم سينمائى، وهو ما يتجاوز 20% من إنتاج السينما المصرية، وأبدع في أدواره واستطاع أن يجسد الخير والشر.
وهناك الكثير من المعلومات التي قد لا يعرفها الكثيرون عن الفنان الكبير محمود المليجى ومنها أنه كان فى صباه وبداية حياته يهوى الملاكمة ويفكر فى احترافها.
وفى حوار للفنان الكبير محمود المليجى تحدث عن تحوله من رياضة الملاكمة التى أحبها إلى هواية التمثيل الذى احترفه ليشتهر فيه أيضًا بأدوار الفتوة الشرير.
وقال الفنان الكبير إنه كان يلعب فى بطولة وزن الريشة حيث أقيمت مباراة كبرى للملاكمة على مستوى القطر المصرى، وكان الخصم الذى سيلعب معه المليجى اسمه “جاك بلتر” وعندما نزلا حلبة الملاكمة كان جاك عنيفاً خاصة أنه كان يزيد عن المليجى فى الوزن بنحو 15 كيلو، وبدأ المليجى يترنح من ضرباته الجبارة وفى الثالثة انسحب مفضلاً الاحتفاظ برأسه فوق كتفه وتنازل عن البطولة.
وأكد الفنان الكبير أنه قرر بعد هذه المباراة أن يهجر رياضة الملاكمة، ويركز فى هواية التمثيل حيث شارك فى حفلات وفرق المدرسة.
وضحك المليجى قائلاً: “الغريب أننى تركت هواية الملاكمة لألعب أدوار الأشرار والفتوات أيضًا فى التمثيل وأتلقى العديد من اللكمات أثناء التصوير”.
كما كان المليجى في بداياته يتمنى أن يكون مطرباً، ليس هذا فحسب بل كان يتوق إلى منافسة موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب وأن يتفوق عليه، خاصة وأن والده كان من هواة الموسيقى والطرب وكان لديهم فى المنزل بيانو وبعض آلات العزف وجهاز “فونوغراف”، ومجموعة من اسطوانات المطربين والمطربات القدامى، وكان والده يجمع أصدقاءه كل ليلة للاستماع إلى اسطوانات عبده الحامولى وغيره، ثم يقوم بعضهم من الهواة بالغناء والعزف، فعشق المليجى الموسيقى والغناء، وتعرف على عدد من الموسيقيين وبدأ يتلقى دروساً فى أصول الغناء والطرب والموسيقى على يد أحد المطربين المغمورين، الذى استغل ما يدفعه المليجى له من أجر شهرى يقتطعه من مصروفه كمصدر رزق له، فكان يجامله ويوهمه بأنه سيصبح من أشهر مطربى عصره بل وسينافسهم، وأن صوته أفضل من صوت المطرب الناشئ فى ذلك الوقت محمد عبدالوهاب وسيحقق نجاحاً أكثر منه فى عالم الطرب.
ولكن حين قرر المليجى أن يغنى أمام عدد من أصدقائه، جمعهم فى البيت أثناء غياب والده وطلب منهم أن يصارحوه بالحقيقة وألا يجاملوه، وبمجرد أن انتهى من الغناء التفت حوله فلم يجد زملاءه الذين هربوا من الاستماع إلى صوته، وقال لع أحدهم: “أن صوته يشبه صوت المدفع “، فكانت هذه الجلسة آخر صلة بين المليجى وبين الموسيقى، وقرر بعدها أن يبتعد عن الغناء.
وهكذا تجول المليجى بين عدة هوايات حتى استقر على التمثيل وأصبح من عباقرته الكبار.