بهية التى صرخت “هنحارب”.. كيف أصبحت محسنة توفيق رمزًا لمصر وللمقاومة؟
يمراليوم الأربعاء 82 عاما على ميلاد بهية الفن الفنانة الكبيرة محسنة توفيق التى ولدت فى مثل هذا اليوم الموافق 29 ديسمبر من عام 1939.
محسنة توفيق الفنانة الصادقة المبدعة المناضلة التى قدمت العديد من الأعمال الفنية الباقية فى وجدان الجماهير ومن شدة صدقها وإبداعها أصبحت رمزاً لمصر حين قدمت دور بهية الخياطة الصابرة المبتسمة الراضية التى تشقى لتوفير لقمة العيش، ولكنها تثور فى نهاية الفيلم لترفض الهزيمة وتصرخ ” هنحارب..هنحارب” فيخرج وراءها الجميع ، والتى كتب عنها الشاعر أحمد فؤاد نجم وغنى لها الشيخ إمام «مصر يا أمة يا بهية»، فأصبحت رمزا لمصر وللوطنية والمقاومة والنضال.
وخلال مشوارها الفنى شاركت محسنة توفيق فى العديد من الأعمال الفنية الهامة وتعاونت مع كبار المخرجين ومنهم المخرج العالمى الراحل يوسف شاهين لذى تعاونت معه فى عدد من أهم أفلامه: «إسكندرية ليه، العصفور، الوداع يا بونابرت، العصفور»، كما قدمت فيلم «البؤساء» مع المخرج عاطف سالم ، وفيلمى «قلب الليل» و«الزمار» مع المخرج عاطف الطيب، وكان آخر أعمالها السينمائية فيلم «ديل السمكة» مع المخرج سمير سيف، الذى جسدت فيه دور سيدة قعيدة مسنة تعيش بمفردها.
وشاركت بهية الفن فى عدد من أهم مسلسلات الدراما التليفزيونية، ومنها: «ليالى الحلمية، الشوارع الخلفية، الوسيه، أم كلثوم، المرسى والبحار»، ولا أحد ينسى دورها فى شخصية أنيسة أم على البدرى التى لم تلده فى ليالى الحلمية، وكان مسلسل «أهل إسكندرية» عام 2014، آخر عمل شاركت فيه محسنة توفيق عام 2014، ولكنه لم يُعرض حتى الآن، كما شاركت فى عدد كبير من الأعمال الإذاعية.
عرفت الفنانة الكبيرة على مدار مشوارها الفنى بمواقفها المناضلة حيث شكلت حادثة كوبرى عباس ونضال الطلبة عام 1946 وجدانها وهى طفلة ، وكانت محسنة توفيق ابنة لأسرة متوسطة تتكون من ثلاث شقيقات، فشقيقتيها أبلة فضيلة توفيق الإذاعية الكبيرة وأشهر مذيعات الأطفال، والثانية يسرا توفيق وكانت مغنية بدار الأوبرا المصرية، ورغم أنها كانت وقت حادث كوبرى عباس طفلة لا يتعد عمرها 7 سنوات إلا أنها ظلت تسأل عن تفاصيل وأسباب الحادث طوال الوقت، وأثر فى شخصيتها طوال حياتها.
كانت محسنة توفيق موهوبة منذ طفولتها ، حيث كانت تغنى وتحب الغناء، ولكن مدرس اللغة العربية اقترح عليها التمثيل، وبالفعل أصبحت «دوبليرة» لبطلة عرض مسرحى أثناء دراستها بالمدرسة، ولكنها أذهلت الجميع بأدائها مما جعل المخرج يسند لها بطولة العمل.
بدأت الفنانة الكبيرة نشاطها الفنى عام 1962 خلال دراستها بكلية الزراعة عندما قامت ببطولة مسرحية «مأساة جميلة»، التى اعتبرها من أحب الأعمال إلى قلبها، ثم توالى تألقها فى العديد من الأعمال المسرحية، ومنها: «منين أجيب ناس» و«حاملات القرابين» و«الدخان» و«إيرما» و«عفاريت مصر الجديدة»، كما بدأت مسيرتها السينمائية عام 1971 بفيلم «حادثة شرف» بدور «مسعدة» زوجة فرج الذى قام بدور الفنان شكرى سرحان.
كان للفنانة الكبيرة العديد من المواقف الوطنية، كما أنها ذهبت للمخيمات الفلسطينية.
ورغم هذه المسيرة إلا أن محسنة توفيق كانت تمتلك الكثير من الإمكانيات والطاقات التى لم تستغل أو تستثمر فى المزيد من الروائع، حيث كشفت فى أحد حواراتها أن عدد من مواقفها السياسية تسبب فى عدم ترشيحها لأعمال فنية خلال فترات سابقة.
وحصلت محسنة توفيق على وسام العلوم والفنون عام 1967 من الرئيس جمال عبد الناصر، وفى عام 2013 حصلت على جائزة الدولة التقديرية عن مجمل أعمالها الفنية.
وبدموع حارة بكت محسنة توفيق فى آخر تكريم لها بمهرجان أسوان الدولى عام 2019 وكأنها تشعر بأنها تودع جمهورها وأنه سيكون آخر ظهور لها، حيث رحلت الفنانة الكبيرة بعد شهرين من هذا التكريم فى 6 مايو من نفس العام وتركت أعمالاً تشهد بعبقريتها الفنية وصدقها وإبداعها.