كيف تناولت الأعمال الدرامية والسينمائية شخصية الرئيس صدام حسين ؟
نفذ حكم الإعدام يوم 30 ديسمبرعام 2006م في بغداد علي الرئيس العراقي صدام حسين ، واليوم يتزامن مع رحيل ذلك القائد العربي الذي اختلف حوله الجميع في حياته وبعد مماته ، ونحن لسنا هنا بصدد ذلك ولكن فقط سنرصد كيف تناولته الأعمال الفنية ما بين السينما والتليفزيون في نفس اليوم الذي أعدم فيه في مشهد كان مؤثرا جدا ، وهذه الأعمال بعضها قدم في حياة الرئيس العراقي الراحل ، والبعض الآخر قدم بعد وفاته .
فيلم بيت صدام
قدم عن صدام فيلم سينمائي بعنوان ” الشيطان المزدوج ” قام ببطولته الممثل الإنجليزي “دومينيك كوبر”، حيث قدم شخصية “عدي صدام حسين ، وكتب له السيناريو مايكل ثوماس مستندا الي كتاب «كنت ابناً لصدام» والذي ألفه لطيف يحيى قبل 10 سنوات، بعد هروبه من بغداد، وقد صدر الكتاب بالألمانية وحقق مبيعات عالية جداً في أوروبا والفيلم يسلط الضوء على حياة عدي، الذي كان يتم إعداده ليكون خليفة لأبيه صدام.
سيد بدرية مجسدا صدام
قدم أيضا عام 2008 من خلال الإذاعة البريطانية، مسلسلًا تليفزيونيًا مكون من 4 حلقات بعنوان “بيت صدام”، أو ” بين نهرين ” وتدور أحداثه حول حياة الرئيس العراقي الراحل، ويرصد أهم المحطات التي مر بها في حياته قبل إعدامه ، ولكن قوبل هذا العمل بالانتقادات لأنه أزظهر صدام بصورة سيئة ، وشارك في بطولته ممثل إسرائيلي الأمر الذي زاد من الانتقادات للعمل من جانب العرب جميعا .
في حياة صدام نفسه قدم عام 1980 فيلم ” الأيام الطويلة ” ، وهذا الفيلم تم عرضه بدور العرض العراقية وتناول السيرة الذاتية لصدام حسين وعائلته ، ووقع الاختيار على رجل عسكري قريب الشبه من صدام، لتقديم شخصيته على الشاشة أمام الجمهور، وكان الرجل هو الحارس الشخصي للرئيس الراحل، وأحد أبناء عمومته.
صدام حسين في السينما والدراما
في عام 2012 خرج علينا الممثل البريطانى «ساشا بارون كوهين» وأعلن عن تقديمه لشخصية صدام حسين في فيلم كوميدي ساخر، وبالفعل قدم العمل باسم “The Dictator ” ، والفيلم تناول قصة بطولية عن دكتاتور يُخاطر بحياته في سبيل أن لا تأتي الديمقراطية إلى بلده الذي يقمعه بحب.”! وهذا الديكتاتور هو القائد الاميرال علاء الدين رئيس جمهورية خيالية ، وهذا الفيلم كان مستوحى من رواية ” زبيبة والملك ” ومن شخصية صدام حسين نفسه ، برغم أن الشكل الذي ظهر به في العمل ربما يكون أقرب لشخصية الزعيم الليبي معمر القذافي، حيث يوضحه في زيارة للولايات المتحدة وسط حرسه النسائي ، وما يعزز هذا الاعتقاد هو المقاطع من خطب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ورئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون المُدينة لتصرفات القذافي أثناء الحرب الليبية عام 2011. وإن كان هناك مقطع لهيلاري كلينتون هو جزء من خطاب تُدين فيها الرئيس السوري بشار الأسد، مما يعني أن المُراد بالدكتاتور ليس شخصاً واحداً في هذا الفيلم .
افلام عن صدام
وفى السينما المصرية ظهرت شخصية صدام حسين فى فيلم “معلش احنا بنتبهدل” للفنان أحمد أدم، حيث تدور أحداث الفيلم حول القرموطى الذى يرسل ابنه وحيد إلى بغداد لتوصيل شحنة مانجو طلبها صديقه العراقى، وهناك يتم القبض على وحيد بسبب سخريته وانتقاده الحاد لصدام حسين ونظامه الحاكم وقت الغزو الأمريكى على العراق، وتدور الأحداث فيضطر القرموطى السفر للعراق والبحث عن ابنه وحيد، لكنه يفاجأ بوجود أكثر من صدام حسين فى شوارع بغداد، ثم يقابله فى مخبأه الذى سكنه بعد دخول القوات الأمريكية للعراق.
قدم أيضا عمل بعنوان “ذكريات منقوشة على حجر” أخرجه المخرج الكردى شوكت أمين كورك، وتناول الفيلم حملة الأنفال التى نفذتها قوات نظام صدام حسين ضدّ الأكراد، التي يعتبرها الأكراد أنها أدّت إلى قتل ما يقرب من 180 ألف كردى وتشريد ما يقرب من نصف مليون شخص، بعد تدمير حوالى ألفى قرية من القرى الكردية، وأعدت هذه العملية نوعا من أنواع الإبادة الجماعية فى حق الأكراد.
وفي عام 2016 بثت القناة الرابعة البريطانية الفيلم الوثائقي “صدام يذهب إلى هوليوود” الذي تحدث فيه فريق العمل في هذا الفيلم وقالت صحيفة التلغراف البريطانية إن صدام حسين أشرف بنفسه على إنتاج هذا الفيلم.
صدام حسين
كانت هناك مشاريع فنية كثيرة عن صدام حسين تم الإعلان عنها عقب وفاته بعضها أخذ طريقه للتنفيذ والبعض الآخر كانت مجرد أفكارا حماسية ومشاريع وقتية مرتبطة بالحدث ولكن مع مرور الأيام يتراجع عن تقديمها من يتحمسون لها إما لأسباب إنتاجية أو لفقدهم الحماسة أو لأسباب سياسية ومن المشاريع التي أعلنت عنها شركة «Glitterati Entertainment Solutions» الهندية العاملة فى مدينة «بوليوود» تجهيزها لمشروع فيلم روائى عن صدام حسين، والمفاجأة أن الفيلم يحمل إنصافا للرئيس الراحل، حيث سيجرى تقديمه بطلا على حد وصف الشركة، وليس شخصية شريرة وديكتاتوراً سيئاً ومستبداً كما حدث فى أعمال عديدة تناولت العراق .
يحمل الفيلم اسم «من الرئيس إلى السجين»، ومن المقرر البدء فى تصويره سبتمبر المقبل، فى عدد من البلدان منها العراق نفسه على حد تأكيد الشركة المنتجة.
كما أعلن الممثل الهندى الشهير «أكبر خان»، تطلعه لتجسيد شخصية صدام حسين واصفا ذلك بتحد كبير بالنسبة له، وقال «خان» فى تصريحات لجريدة «مومباى ميرور» الهندية وقتها : أعتبر صدام بطلا قومياً كبيراً، يكفى قوته وتصديه للسياسة الخارجية المزدوجة للإدارة الأمريكية، والتى استخدمته كأداة لتنفيذ أهدافها فى احتلال العراق، ومن الممتع تقديم عمل عنه وكان سينتج الفيلم ويخرجه «سوريش خولى»، وهو مخرج أفلام وثائقية، واختار له اسم «من الرئيس إلى السجين» ، ولكن يبدو أن هذا المشروع لم يخرج إلي النور .
ومن المشروعات أيضا مسلسل يتم التجهيز له حاليا بعنوان ” صدام حسين ” يقدم في 6 حلقات علي القنوات العربية من تأليف وإخراج المنتج العراقي سيف عريبي ، الذى أكد أن مسلسل “صدام حسين” يتناول قصة عم حسين السائق المصري الذي تعرف عليه صدام في القاهرة، ووفر له شقة وعمل سائقا خاصا في قصره ثم تزوج عراقية وأنجب منها طفلا وقام باختيار اسم “صدام” له ليصبح الطفل يحمل اسم “صدام حسين“.
كما اعلن من قبل الممثل المصري المقيم في أمريكا سيد بدرية عن تقديمه لشخصية صدام حسين في عمل فني وارتدي بالفعل ملابس عسكرية واقترب من ملامحه ، وربما قدمه في فيلم وثائقي .