آراء وتحليلات

كلمة العدد 1291 لماذا افريقيا الان؟

يكتبها د. محمود قطامش

هذا السؤال اصبح شرعيا ويبحث عن اجابه علي ضوء المؤتمر الامريكي الافريقي الذي نظمته امريكا للدول الافريقيه وحضره الرئيس المصري فبعد سنوات طويله من الاهمال للقارة الافريقيه من الولايات المتحده الامريكيه تكتشف امريكا ان النفوذ الصيني والروسي في القارة الافريقيه بدا يزيد خصما من رصيد النفوذ الامريكي المتناقص عام بعد اخر وتكتشف امريكا ايضا ان عليها تغيير منهج واستراتيجية التعامل مع القارة الافريقيه فالعلاقات لابد ان يحكمها الاحترام والمصالح المشتركه وعليها ايضا ان تكون شريكا يستمع وعليه ان يستجيب واكتشف الامريكان ايضا ان حجم التبادل التجاري بين الصين وافريقيا هي اربعة اضعاف حجم التبادل مع امريكا ليكتشف الامريكان ان حاجتهم الي افريقيا اكثر من حاجه افريقيا اليهم .

وهنا كان علي امريكا اعتماد استراتيجيه جديده مع القارة الافريقيه لتستجيب في هذه القمه وتعد بتقديم دعم للقارة الافريقيه قدره 55 مليار دولار تصرف علي مشروعات التنميه في القارة علي ثلاث سنوات مع دعم القارة الافريقيه للحصول علي مقعد دائم في مجلس الامن وضمان ضم القارة الافريقيه الي مجموعه العشرين واقرار مساعدات انسانيه عاجله قدرها 2.5 مليار دولار .

وفي القمة الامريكيه الافريقيه كان الحضور المصري متميزا وكانه امتداد لرؤية مصر اثناء رئاستها للقمه الافريقيه حيث نادي الرئيس السيسي بحاجه افريقيا لجهود دوليه وامريكيه لتدعيم البنيه التحتيه وحركة التجاره والاقتصاد تمهيدا لدمجها في التجاره العالميه مع ضمان التعويضات عن تاثيرات المناخ وتمتلك مصر ايضا رؤيه واضحه لمشاكل القارة الافريقيه والحلول الواجبه لها والبدايه من دعم الاقتصاد وخلق فرص عمل لقارة شابه سيصل مجموع سكانها في عام 2050 الي ربع سكان العالم والتاكيد علي حاجة افريقيا لدعم الامن والاستقرار ومواجهة الارهاب والتطرف .

اكتشفت امريكا بعد غياب اهمية القارة الافريقيه بعد ان كادت ان تفقد دورها في الخليج واكتشفت القارة الافريقيه اهميه وجودها بسوق ومستقبل واعد بشبابها ومصدر هام للماده الخام في العالم واكتشف العالم كله اهمية ان يكون للعالم اكثر من قطب يرغب في الرياده وتستطيع الدول الناميه ان تجد لها نصيبا من التنميه مستقبلا وبرهنت الصين لدول العالم ان التحالف معها والمشاركه معها لا يتطلب اخذ مواقف سياسيه معينه وعلي الولايات المتحده ان تتعامل بهذه الكيفيه مع دول العالم وترك مساحه من الحريه بالحركه تتحرك فيه الدول بما يخدم مصالحها وتوجهاتها الاقليميه واستبعاد المفهوم القديم (( من لم يكن معنا فهو ضدنا ))

ولكم تحياتي

محمود صلاح قطامش

[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *