تعرف على السيرة والمسيرة لشيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب فى عيد ميلاه الـ76
أكمل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، اليوم الخميس، السادس من يناير، عامه الـ76، حيث لقب بإمام السلام نظراً لإعادته العلاقات بين الأزهر والفاتيكان، بالإضافة إلى توقيعه وثيقة الأخوة الإنسانية بحضور بابا الفاتيكان، وننشر السيرة الذاتية لفضيلته:
أحمد محمد أحمد الطيِّب الحساني، شيخُ الأزهرِ الشَّريفِ، رئيس مجلس حكماء المسلمين، مفتي الديار المصرية الأسبق، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، وهو الإمام الخمسون للجامع الأزهر، تولى مشيخة الأزهر الشريف في: 3 ربيع الثاني: 1431هـ، الموافق: 19 مارس 2010م خلفًا للإمام الراحل أ.د.محمد سيد طنطاوي.
ينتمي الإمام الطيب لأسرة صوفية عريقة ونَسَبٍ هاشِميٍّ عَلَوِيٍّ شريف، وهو أستاذ في العقيدة الإسلامية وصاحب فكرٍ إصلاحي معتدل، لا يميل إلى التشدد في الدين ولا يقبل التفريط فيه، بل يفضل الوسطية التي يراها أفضل ما يميز الدين الإسلامي، مجسدًا في ذلك المنهج الأزهري الوسطي الأصيل بكل ما يحمله من إعمال للعقل وقبولا للآخر وانفتاح على الحضارات والثقافات المختلفة.
تدرج في سلم التعليم الأزهري حتى حصل على العالمية (الدكتوراه) من كلية أصول الدين بالقاهرة. درس اللغة الفرنسية في المركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة بعدما تخرج من أصول الدين وقضى به قرابة خمس سنوات، وكان يعرف الإنجليزية من دراستها في المرحلة الثانوية الأزهرية (1960-1965) والكلية، وترجم عددًا من المراجع الفرنسية إلى اللغة العربية.
ويولي الإمام الأكبر أهمية كبرى للحوار بين الحضارات والثقافات والاديان المختلفة، مع الإيمان بخصوصية كل منها وضرورة احترام الاختلاف بين الأمم وأتباع الديانات، وهب حياته لنشر ثقافة التعايش والسلام والاندماج الإيجابي والأخُوة الإنسانية ، وكان دائما -ولا يزال- مدافعًا عن قضايا الأمة الإسلامية ومواقفها الثابتة، وهو ما جعله يحظى بمكانة رفيعة في العالم العربي والإسلامي وعلى الساحة الدولية، فضلا عن تقلده العديد من الأوسمة والتكريمات العالمية، كما اُختير على رأس قائمة أكثر خمسمائة شخصية مسلمة تأثيرًا في العالم لعامي 2016 و 2017 على التوالي، وذلك في التصنيف الذي يصدره مركز الدراسات الاستراتيجية الملكي الإسلامي في عمان بالأردن.
مَولدُه ونشأتُه:
وُلِدَ أحمد محمد أحمد الطيب الحسَاني، بقرية القُرنةِ التابعة لمحافظة الأَقْصُر في صعيد مصر، في 3 صفر 1365هـ الموافق 6 يناير عام 1946م، لأسرةٍ صوفية زاهدةٍ، وبيتِ عِلمٍ وصلاحٍ، ويعود نَسَبُ أسرتهِ إلى سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
نشَأ في القُرنة في كَنَفِ والدِه، وحفظَ القرآنَ وقرأَ المتونَ العلميَّةَ على الطريقةِ الأزهريةِ الأصيلةِ، والتحقَ بمعهدِ (إسنا الدينيِّ)، ثم بمعهدِ (قنا الدينيِّ). ثم التحق بقسم العقيدةِ والفلسفةِ بكليةِ أصولِ الدينِ بالقاهرةِ، حتى تخرَّجَ فيها بتفوقٍ عامَ 1969م.
تلقَّى العلمَ في الأزهر على يدِ كبارِ علمائِه في جميع مَراحِله التعليميَّة، وقد حَرِصَ منذُ صِغَرِه على حُضورِ مجالسِ العلماء والصالحين، وتعلُّمُ أصولَ التربيةِ والسلوكِ والحكمةِ في الطريق إلى الله.
كما شهد -في صغره- مجالسِ المُصالَحاتِ والمحاكمِ العُرفيَّةِ التي قادَها جَدُّه الشيخُ أحمد الطيِّب، ووالده الشيخ محمد الطيب في “ساحة الطيب”، وعندما بلغ من العمر 25 عامًا أصبح مشاركًا ومحققًا في مجالس المصالحات وفض النزاعات مع والده وأشقائه، ولا يزال حتى الآن يشارك شقيقه الأكبر الشيخ محمد في هذه المهام النبيلة.
الدرجات العلمية:
– حَصَلَ على الإجازةِ العاليةِ (الليسانس) في العقيدةِ والفلسفةِ من جامعةِ الأزهرِ الشريفِ بتقدير عام جيد جدًا مع مرتبة الشرف، وكان ترتيبه الأول على قسم العقيدة والفلسفة عامَ 1969م، وعُيِّنَ مُعيدًا في قسم العقيدةِ والفلسفةِ بجامعةِ الأزهرِ في 20 جُمادى الآخِرةِ 1389هـ، الموافقِ 2/9/1969م، بعد تخرجه بأقل من شهرين.
– حصل على درجةِ التخصصِ (الماجستير) عامَ 1391هـ/1971م، وعُيِّنَ مدرِّسًا مساعدًا في العامِ نفسِه.
– حصل على درجةِ العالِميَّةِ (الدكتوراه) عامَ 1397هـ/ 1977م تحت عنوان (موقف أبي البركات البغدادي من الفلسفة المشائية)، فعُيِّنَ مدرِّسًا في قسمِ العقيدةِ والفلسفةِ.
– ترقَّى إلى درجةِ أستاذٍ مساعدٍ عامَ: 1402هـ/ 1982م.
– حصلَ على الأستاذيَّةِ في 17من جُمادى الأُولى عامَ1408هـ، الموافق 6/1/1988م.
· تفرغه للبحث بفرنسا:
جمع الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب بين تعاليم المنهج الأزهري والانفتاح على الثقافة الأوروبية الحديثة فسافر في مَهمَّةٍ علميَّةٍ إلى فرنسا لدراسة مناهج العلوم وطرق البحث في ديسمبر عامَ 1977م، واستكمل إجادته للفرَنسيَّةَ، وحضر دروس كبار المستشرقين والمختصين في الفلسفة.
· المشاركة في المؤتمرات والندوات العلمية
تزخر المسيرة العلمية للشيخ أحمد الطيب بالعديد من الأنشطة العلمية من أبرزها المشاركة في العديد من المؤتمرات والندوات واللقاءات العلمية المحلية والدولية، ومنها:
المؤتمرات والندوات الدولية
– الملتقى الدولي التاسع عشر من أجل السلام بفرنسا.
– المؤتمر الإسلامي الدولي حول حقيقة الإسلام ودوره في المجتمع المعاصر بالأردن.
– مؤتمر القمة للاحترام المتبادل بين الأديان المنعقد في نيويورك وجامعة هارفارد.
– مؤتمر الأديان والثقافات «شجاعة الإنسانية الحديثة» والذي نظمته إحدى الجامعات بإيطاليا.
– مؤتمر الثقافة والأديان في منطقة البحر المتوسط والذي نظمته الجامعة الثالثة بروما
– المؤتمر العالمي لعلماء المسلمين بإندونيسيا تحت شعار «رفع راية الإسلام رحمة للعالمين»
– المؤتمرِ الدوليِ عنِ ابنِ عربيٍّ في الفترةِ من 7 – 15 مايو 1997م بمدينة مَرَّاكُشَ بالمغرب
– ندوةُ بمعهدِ العالم العربي LIMA في باريس عن التصوفِ في مصر من 22 –29 أبريل 1998م.
– مؤتمر الثقافة والسلام في مدينة ليون بفرنسا.
– مؤتمر حوار الأديان في ميلانو بإيطاليا
المؤتمرات والندوات المحلية
يصعبُ حصر كل المؤتمرات التي حضرها وحاضر فيها فضيلة الإمام الأكبر، منها:
– المؤتمرِ الدوليِّ الأولِ للفلسفةِ الإسلاميةِ بكليةِ دارِ العلومِ بالقاهرةِ 20 – 22 من أبريل سنةَ 1996م
– ندوة كليةِ أصولِ الدينِ بالقاهرةِ حول قضيَّةِ تحريفِ القُرآنِ المنسوبةِ للشيعةِ الإماميَّةِ، في 1 مايو سنةَ1997م
– المؤتمر العالميِّ للمجلسِ الأعلى للشئون الإسلاميةِ بالقاهرة، في الفترة من 31 مايو – 3 من يونيو 2001م
هيئات علمية تولى رئاستها وعضويتها
شغل فضيلة الإمام الأكبر خلال مسيرته العلمية والتعليمية عضوية العديد من الهيئات والمؤسسات، منها:
– هيئة كبار العلماء بالأزهر
– مجلس حكماء المسلمين
– الجمعية الفلسفية المصرية
– المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
– مجمع البحوث الإسلامية
– رئيس اللجنة الدينية باتحاد الإذاعة والتليفزيون
– مقرر لجنة مراجعة وإعداد معايير التربية بوزارة التربية والتعليم
– عضو أكاديمية مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي
جامعات حاضر بها
عَمِلَ فضيلتُه بعددٍ من الجامعات خارج جامعة الأزهر، وهي:
– جامعةُ الإمامِ محمد بن سعود الإسلامية بالرياضِ
– جامعةُ قطــر
– جامعةُ العين بالإماراتِ العربية المتحدة
– الجامعةُ الإسلاميةُ العالميةُ -إسلام آباد- باكستـانَ
المؤلفات:
1. الجانبُ النَّقديُّ في فلسفةِ أبي البركاتِ البغداديِّ (ت. 560هـ) دار الشُّروقِ بالقاهرةِ، عام: 1425هـ/2004م. ثم طبع الطبعة الثانية بعنوان: موقف أبي البركات البغدادي من الفلسفة المشَّائيَّة، الحكماء للنشر، القاهرة: 1448هـ/2019م.
2. مباحثُ الوجودِ والماهيَّةِ من كتابِ المواقفِ: عرضٌ ودراسةٌ، دار الطباعة المحدية، القاهرة 1402هـ/ 1982م.
3. مفهومُ الحركةِ بينَ الفلسفةِ الإسلاميةِ والماركسيةِ، دار الطباعة المحدية، القاهرة سنةَ1982م.
4. مدخلٌ لدراسةِ المنطقِ القديمِ، دار الطباعة المحدية، القاهرة، سنةَ 1407هـ/1987م.
5. مباحثُ العلَّةِ والمعلولِ من كتابِ المواقفِ: عرضٌ ودراسةٌ، دار الطباعة المحدية، القاهرة 1402هـ/ 1982م.
6. بحوثٌ في الثقافة الإسلاميةِ بالاشتراكِ مع آخَرين، جامعة قطر، الدوحة 1414هـ/ 1993 م.
7. تعليقٌ على قسمِ الإلهيَّاتِ من كتابِ تهذيبِ الكلامِ للتَّفتازانيِّ، القاهرة سنةَ 1997م.
8. نظراتٌ في فكرِ الإمامِ أبي الحسنِ الأشعريِّ، دار القدسِ العربيِّ بالقاهرة، سنةَ 1434هـ.،2014م. الطبعة الثانية، كما طبع في دار المعارف بالقاهرة، عدة طبعات.
9. التُّراثُ والتَّجديدُ: مناقشاتٌ وردودٌ، دار القدسِ العربيِّ، القاهرة، سنةَ 1434هـ ،2014م، الطبعة الثانية، كما طبع في دار المعارف بالقاهرة، عدة طبعات.
10. حديثٌ في العللِ والمقاصدِ، دار القدسِ العربيِّ، القاهرة، سنةَ 1434هـ،2014م. الطبعة الثانية، كما طبع في دار المعارف بالقاهرة، عدة طبعات.
سلسلة محاضرات الإمام:
1. «أهل السنة والجماعة» والمحاضرةُ مترجمةٌ أيضًا إلى الفرنسيَّة والإنجليزيَّة، الحكماء للنشر، القاهرة: 1440هـ-2019.
2. «أهل السنة والجماعة» والمحاضرةُ مترجَمةٌ أيضًا إلى الفرنسيَّة والإنجليزيَّة، الحُكماء للنَّشر، القاهرة: 1440هـ/2019م.
3. «كلمة في المنهج الأزهري» والمحاضرةُ مترجَمةٌ أيضًا إلى الفرنسيَّة والإنجليزيَّة، الحُكماء للنَّشر، القاهرة: 1440هـ/2019م.
4. «رأي في حوار الشرق والغرب» والمحاضرةُ مترجَمةٌ أيضًا إلى الفرنسيَّة والإنجليزيَّة، الحُكماء للنَّشر، القاهرة: 1440هـ/2019م.
5. «الشرق والغرب والسلام المفقود» والمحاضرةُ مترجَمةٌ أيضًا إلى الفرنسيَّة والإنجليزيَّة، الحُكماء للنَّشر، القاهرة: 1440هـ/2019م.
6. «حضارة الإسلام وحضارة الغرب والسلام المفقود» والمحاضرةُ مترجَمةٌ أيضًا إلى الفرنسيَّة والإنجليزيَّة، الحُكماء للنَّشر، القاهرة: 1440هـ/2019م.
7. «السلام أوَّلًا» والمحاضرةُ مترجَمةٌ أيضًا إلى الفرنسيَّة والإنجليزيَّة، الحُكماء للنَّشر، القاهرة: 1440هـ/2019م.
8. «حديث في السلام» والمحاضرةُ مترجَمةٌ أيضًا إلى الفرنسيَّة والإنجليزيَّة، الحُكماء للنَّشر، القاهرة: 1440هـ/2019م.
9. «من أجل السلام» والمحاضرةُ مترجَمةٌ أيضًا إلى الفرنسيَّة والإنجليزيَّة، الحُكماء للنَّشر، القاهرة: 1440هـ/2019م.
10. «كلمة في البرلمان الألماني» والمحاضرةُ مترجَمةٌ أيضًا إلى الفرنسيَّة والإنجليزيَّة، الحُكماء للنَّشر، القاهرة: 1440هـ/2019م.
11. «العودة إلى الإيمان» والمحاضرةُ مترجَمةٌ أيضًا إلى الفرنسيَّة والإنجليزيَّة، الحُكماء للنَّشر، القاهرة: 1440هـ/2019م.
12. «نحو اجتهاد فقهي معاصر» والمحاضرةُ مترجَمةٌ أيضًا إلى الفرنسيَّة والإنجليزيَّة، الحُكماء للنَّشر، القاهرة: 1440هـ/2019م.
13. «الأزهر الشريف ووحدة المسلمين» والمحاضرةُ مترجَمةٌ أيضًا إلى الفرنسيَّة والإنجليزيَّة، الحُكماء للنَّشر، القاهرة: 1440هـ/2019م.
14. «كلمة إلى الشباب» ألقيت بجامعة القاهرة والمحاضرةُ مترجَمةٌ أيضًا إلى الفرنسيَّة والإنجليزيَّة، الحُكماء للنَّشر، القاهرة: 1440هـ/2019م.
15. «نحو عالم متكامل ومتفاهم» والمحاضرةُ مترجَمةٌ أيضًا إلى الفرنسيَّة والإنجليزيَّة، الحُكماء للنَّشر، القاهرة: 1440هـ/2019م.
16. «في المصطلح الكلامي والصوفي» ضمن سلسلة كتب المنطق وعلم الكلام والفلسفة (7)، التي يصدرها مجلس حكماء المسلمين، الحكماء للنشر، القاهرة: 1440هـ/2019م.
الأعمال العلمية المترجمة
في ظل إجادته للغة الفرنسية، اضطلع فضيلة الإمام الأكبر أ.د/أحمد الطيب بترجمة عدد من الابحاث والكتب عن الفرنسية إلى العربية، منها:
1. ترجمةُ المقدماتِ الفرَنسيةِ للمعجمِ المفهرسِ لألفاظِ الحديثِ النبويِّ، نشر بمجلة مركز بحوث السيرة والسنة، جامعة قطر، العدد الأول، سنةَ 1414هـ/1998م، ثم في تركيا مع طبع المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي.
2. ترجمة كتاب: Osman Yahya, Histoire et classification de loeuvre dIbn Arabi بعنوانِ: «مؤلفاتُ ابنِ عربيٍّ: تاريخُها وتصنيفُها»، القاهرة، سنةَ 1413هـ/ 1992م. ثم أعيد نشره بالحكماء للنشر، بالقاهرة: 1441هـ/2020م.
3. ترجمةُ كتابِ: Ptophetie et saintete dans la doctrine dIbn Arabi ,Chodkiewiez بعنوانِ: الوِلايةُ والنبوةُ عندَ الشيخِ محيي الدينِ بنِ عربيٍّ، دار القبةِ الزرقاءِ للنشرِ، مَرَّاكُشَ- المغرب، سنةَ 1419هـ/1998م، ثم أعيد نشره بالحكماء للنشر، بالقاهرة: 1440هـ/2019م.
الأوراق العلمية بالمؤتمرات والندوات
1. “دراساتُ الفرَنسيِّين عن ابنِ عربيٍّ”، وهو بحثٌ أُلقِيَ في المؤتمرِ الدوليِّ الأولِ للفلسفةِ الإسلاميةِ بكليةِ دارِ العلومِ بالقاهرةِ 20 – 22 من أبريل سنةَ 1996م ونُشِرَ بكتابٍ للمؤتمرِ.
2. “نظراتٌ في قضيَّةِ تحريفِ القُرآنِ المنسوبةِ للشيعةِ الإماميَّةِ”، وهو بحثٌ أُلقِيَ بندوةِ كليةِ أصولِ الدينِ بالقاهرةِ، في 1 من مايو سنةَ1997م.
3. “ابنُ عربيٍّ في أروقةِ الجامعاتِ المصريةِ”، بحثٌ أُلقِيَ في المؤتمرِ الدوليِ عنِ ابنِ عربيٍّ في الفترةِ من 7 – 15 من مايو سنة 1997م بمدينة مَرَّاكُشَ بالمغرب.
4. “الشيخُ مصطفى عبد الرازق المفتَرى عليه”، وهو بحثٌ أُلقِيَ في ندوةِ معهدِ العالم العربي LIMA بباريس عن التصوفِ في مصر من 22 –29 من أبريل سنةَ 1998م.
5. “ضـرورةُ التجديدِ”، وهو بحثٌ أُلقِيَ بالمؤتمر العالميِّ للمجلسِ الأعلى للشئون الإسلاميةِ بالقاهرة، في الفترة من 31 من مايو – 3 من يونيو سنة 2001م.
التحقيق
1. تحقيقُ رسالةِ «صحيحُ أدلَّةِ النَّقلِ في ماهيَّةِ العقلِ» لأبي البركاتِ البغداديِّ، مع مقدمةٍ باللغةِ الفرَنسيَّةِ، نُشِرَ بمجلةِ المعهدِ العلميِّ الفرنسيّ بالقاهرة.
2. «المستصفى في علم الأصول» لأبي حامد محمد بن محمد الغزالي (ت. 505هـ) اعتمد في تحقيقه على نسخ خطية نادرة لم تعتمد في الطبعات السابقة. وهو تحت الطبع.
3. «معيار النظر في علم الجدل» لأبي منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي (ت. 429هـ) اعتمد فيه الإمام على نسخة فريدة في العالم، وهو تحت الطبع.
المناصبُ والمهام القيادية
– انتُدِبَ عميدًا لكليةِ الدراساتِ الإسلاميةِ والعربيةِ للبنينَ بمحافظة قنا، اعتبارًا من 8 ربيعٍ الآخِرِ 1411هـ، الموافقِ27/10/1990م، وحتى 21 صفرٍ 1421هـ، الموافقِ 31/ 8/ 1991م.
– انتُدِبَ عميدًا لكليةِ الدراساتِ الإسلاميةِ بنينَ بأسوانَ، اعتبارًا من 22 جُمادى الآخرةِ 1416هـ، الموافقِ 15/11/1995م.
– عُيِّنَ عميدًا لكليةِ أصولِ الدينِ بالجامعةِ الإسلاميةِ العالميةِ بباكستانَ، في العامِ الدِّراسيِّ 1999/ 2000م.
– اختُيرَ أ.د/ أحمد الطيِّب مفتيًا للديارِ المصريةِ، في يومِ الأحدِ 26 ذي الحِجَّةِ 1422هـ، الموافقِ 10/ 3/ 2002م وحتى غُرَّةِ شعبان 1424هـ، الموافقِ 27/9/2003م، وقد أصدرَ خلالَ فترةِ تولِّيه الإفتاءِ حَوالَي (2835) فتوى مسجَّلةً بسجلَّاتِ دارِ الإفتاءِ المصريةِ.
– عُيِّنَ رئيسًا لجامعةِ الأزهرِ منذُ غُرَّةِ شعبانَ 1424هـ،الموافقِ 28 /9/ 2003م، حتى 4 ربيعٍ الثَّاني، سنةَ 1431هـ، الموافقِ 19 /3/ 2010م.
– تولى فضيلةِ الأستاذِ الدكتور أحمد الطيِّب منصب شيخ الأزهر في 19/3/2010 خلَفًا للإمام الراحلِ الأستاذ الدكتور/ محمد سيد طنطاوي.
– يرأس فضيلتُه المنظمة العالميَّةَ لخرِّيجي الأزهرِ، وقد تم إنشاؤها عامَ 1428هـ، الموافق 2007م، خلال توليه منصب رئيس جامعة الأزهر، ويَترأَّسُ فضيلته المؤتمراتِ الدوليةَ التي تعقدُها.
– يرأس فضيلة الإمام الأكبر بيتَ الزكاةِ والصدقاتِ المصريِّ الذي تم إنشاؤه عام 2014، ويُشرِفُ بنفسِه على جهاتِ الإنفاقِ لصالح الفقراء والمحتاجين
– يرأسُ الإمام الطيب مجلسَ حكماءِ المسلمين، الذي تأسَّسَ في 21 من رمضانَ 1435 هـ، الموافقِ 19 يوليو 2014م، والذي يَهدُفُ إلى تعزيزِ السِّلمِ في المجتمعاتِ، كأول رئيس منتخب لهذا المجلس.
– بحكم منصبه كشيخ للأزهر، يرأس الإمام الطيب: هيئة كبار العلماء، ومجمع البحوث الإسلامية، والمجلس الأعلى للأزهر. هذا بالإضافة إلى عضوية المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب.
الأوسمةُ والتكريمُ
• تسلَّم جائزةَ الشخصيةِ الإسلاميةِ التي حَصَلَت عليها جامعةُ الأزهرِ من سُمُوِّ الشيخِ محمدِ بنِ راشدٍ آل مكتوم وليِّ عهدِ دبيَّ عام 2003م.
• قامَ جلالةُ الملكِ عبدُ اللهِ الثاني ملك المملكةِ الأردنيةِ الهاشميةِ بمنحِ فضيلتِه وِسامَ الاستقلالِ من الدرجةِ الأولى، وكذلك شهادةَ العضويةِ في أكاديميةِ آلِ البيتِ المَلَكيةِ للفكرِ الإسلاميِّ؛ وذلك تقديرًا لما قامَ به فضيلتُه في شرحِ جوانبِ الدِّينِ الإسلاميِّ الحنيفِ بوسطيَّتِه واعتدالِه، وذلك خلال مشاركته في المؤتمر الإسلامي الدولي الذي عُقد بالعاصمة الأردنية عمَّان في الفترة من الرابع إلى السادس من يوليو 2005م.
• اختارت جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في دورتها الـ17 لعام 2013م الإمام الأكبر، شخصيةَ العام الإسلامية لخدمة القرآن الكريمِ، نظرًا لما قدمه فضيلته من خدمات للإسلام والمسلمين على مستوى العالمين العربي والإسلامي، ودعمه المتواصل وعطائه في الداخل والخارج، فضلا عن إسهاماته المتميزة في المجالات الشرعية والفكرية والعلمية وإبراز الوجه الحضاري للإسلام، وإسهامه في تقدم البشرية، وإثراء الفكر الإنساني.
• اختار مهرجان “القرين الثقافي” بدولة الكويت الإمام الطيب شخصية العام الثقافية خلال دورته الـ22، وذلك ضمن فعاليات احتفالية الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2016م، وجاء التكريم اعتزازًا بجهود فضيلته في النهوض بالثقافة الإسلامية، ومواجهة الأخطار الفكرية والثقافية التي تهدد المسلمين، ودعم قيم السلام في جميع أنحاء العالم، بالإضافة لما يتمتع به فضيلته من علم وفهم للواقع وحرص على مصالح المسلمين.
• منح الشيخ صباح الأحمد الصباح، أمير دولة الكويت- رحمة الله- فضيلة الإمام الطيب، وسام دولة الكويت ذا الوشاح من الدرجة الممتازة في يناير عام 2016م، تقديرا لجهوده الكبيرة والمميزة في المجال الديني، والخدمات الجليلة التي قدمها لنشر وسطية الدين الإسلامي، والدفاع عن المسلمين عبر العالم.
• قلدت جامعة “بولونيا” الإيطالية، أقدم وأعرق جامعات أوروبا، فضيلة الإمام الطيب، شيخ الأزهر، “وسام السجل الأكبر” في أكتوبر2018م، مشيرة إلى أنه يجسد نموذج رجل الدين المنفتح والمعتدل الذي يكرس حياته لمواجهة الأفكار المتطرفة ونزعات الكراهية والإقصاء، ولتوضيح تعاليم الأديان الحقيقية، القائمة على التسامح والحوار وقبول الآخر. ويعد هذا الوسام من أبرز وأرفع الأوسمة التي تمنحها الجامعات عبر العالم، وتقدمه الجامعة لنخبة محدودة من الشخصيات البارزة، ومن أبرز من تقلدوا هذا الوسام: البابا جون بول الثاني، بابا الفاتيكان الأسبق، وروماني برودي، رئيس وزراء إيطاليا الأسبق، وهيلموت كول، مستشار ألمانيا الأسبق، والبابا فرنسيس، بابا الفاتيكان.
• منحت دولة الإمارات العربية المتحدة، “جائزة الأخوة الإنسانية – من دار زايد” في دورتها الأولى، في فبراير 2019م، لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، تقديرا لجهود المباركة التي قاما بها لنشر السلام في العالم، والتقريب بين الأديان.
• منحت دولة أوزباكستان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ، شيخ الأزهر الشريف صفة مواطن فخري لمدينة سمرقند ؛ تقديرًا لجهود الإمام الأكبر في نشر السلام والتسامح ونشر الفكر الوسطي في ربوع العالم، وتدعيم الروابط المصرية الأوزباكية، وذلك إثر مبادرة للنشطاء والعلماء في مدينة سمرقند ، وبموجب قرار مجلس نوابها، وموافقة رئيس جمهورية أوزباكستان، وهي المرة الرابعة في الخمسين سنة الأخيرة التي يتم فيها منح المواطنة الفخرية في مدينة سمرقند .
الدكتوراة الفخرية
نظرًا لجهود فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في تعزيز السلم ونشر ثقافة الحوار والتعايش بين اتباع مختلف الأديان، سعت جامعات العالم إلى تقدير تلك الجهود وتكريمها بمنح فضيلتة درجة الدكتوراة الفخرية تعبيرًا عن تقديرهم لصاحب تلك الجهود، وقد تقلد فضيلة الإمام الأكبر منذ توليه منصب مشيخة الأزهر الشريف في 19 مارس 2010 درجة الدكتوراة الفخرية 6 مرات من جهات مختلفة هي على النحو التالي:-
1. يونيو 2012م، تقلد فضيلة الإمام الأكبر الدكتوراة الفخرية من جامعة “الملايا” بالعاصمة كوالالمبور، تقديرًا لجهوده فى خدمة قضايا الإسلام والمسلمين.
2. فبراير 2016م، تقلد فضيلته الدكتوراة الفخرية من جامعة “مولانا مالك إبراهيم الإسلامية الحكومية” بإندونيسيا.
3. إبريل 2016، تقلد فضيلته الدكتوراة الفخرية من جامعة “بني سويف” المصرية في العلوم الاجتماعية تقديرَا لدوره في تعميق روح التسامح والتعايش المشترك في جميع انحاء العالم، ونشر وسطية الإسلام، فضلا عن دور فضيلته الملموس في تطوير مناهج الأزهر.
4. أكتوبر 2017م، مُنح فضيلته الدكتوراة الفخرية من جامعة “أمير سونجكلا” التايلاندية، في الآداب والدراسات الإسلامية لدوره في خدمة الدين الإسلامي والعلوم الإنسانية، واستمراره في البحث والتأليف رغم مناصبه المتعددة ليقدم للإنسانية العديد من المؤلفات العلمية الرصينة والهامة.
5. أكتوبر 2018، تقلد فضيلة الإمام الأكبر الدكتوراة الفخرية من “أكاديمية أوزبكستان الإسلامية الدولية”، تقديرا لجهود فضيلته الدؤوبة في توضيح سماحة الإسلام وتعزيز ثقافة التسامح والتعايش والحوار بين اتباع مختلف الاديان والثقافات.
6. أكتوبر 2018، جامعة “أوراسيا الوطنية” في كازاخستان تمنح فضيلة الإمام الأكبر الدكتوراة الفخرية تقديرا لجهوده في تعزيز قيم السلام والتعايش، وقيادته للعديد من مبادرات الحوار والتعاون بين المؤسسات والقيادات الدينية عبر العالم.
قوافل السلام
أطلق الإمام الطيب شيخُ الأزهرِ الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، في عام 2015م، مشروع “قوافل السلام”، وهو جهد مشترك بين الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، وتنوعت أنشطة تلك القوافل ما بين قوافل إغاثية وقوافل دعوية علمية يتم من خلالها إيفاد مجموعات علمية، من علماء وشباب وفتيات الأزهر المتخصصين في الشريعة الإسلامية وعلومها، إلى إحدى الدول التي يتحدثون لغتها، وتقومُ هذه القوافلُ بتنظيم أنشطةٍ علميةٍ وفكرية مكثفة بالتعاون مع المؤسساتِ الدينيةِ والأكاديميةِ والتجمعات الشبابية في تلك الدول، كما تنظم عددًا من الندواتِ الدينيةِ واللقاءاتِ الفكريةِ والمحاضراتِ العلميةِ؛ تهدُف كلُّها لتصحيح المفاهيم، ودعوة المسلمين إلى الإندماج الإيجابي في مجتمعاتهم وتحصينهم من الوقوع في براثن جماعات التطرف والإرهاب وذلك من خلال الرد على ما يدور في أذهانهم من تساؤلات واستفسارات وفقاً للمنهج الأزهري الوسطي القويم، ومواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا ،وتخفيفِ حدةِ التوتر الدينيِّ الذي يحيطُ بكثيرٍ من المجتمعات المسلمة.
وجابت هذه القوافل العديد من الدول المختلفة في جميع قارات العالم، منها:-
· من قارة أوروبا 5 دول: ( إنجلترا، فرنسا، ألمانيا، أسبانيا، إيطاليا)
· من قارة آسيا 4 دول: ( باكستان، إندونيسيا، الصين، كازاخستان)
· من قارة أفريقيا 5 دول: ( نيجيريا، تشاد، جنوب أفريقيا، أفريقيا الوسطى، كينيا).
· من الأمريكتين دولتين: ( الولايات المتحدة الأمريكية، كولومبيا).
قوافل إنسانية وإغاثية
لم تقتصر قوافل الأزهر على الوفود العلمية والدعوية فقط، حيث كلف فضيلة الإمام الأكبر، إدارة القوافل الطبية والإغاثية في الأزهر بتكثيف عملها في داخل مصر وخارجها، للتخفيف من معاناة المحتاجين وآلام المرضى، وذلك انطلاقًا من الدَّور الإنساني والاجتماعي الذي يضطلع به الأزهرُ الشريف، والذي يعد مكملا لدوره الدعوي والتعليمي.
وانطلقت العديد من القوافل الإنسانية والطبية والإغاثية، التي هدفت جميعها إلى إغاثة المنكوبين وتنظيم مساعدات إنسانية وطبية وأنشطة علمية وفكرية ودعوية وندوات دينية ولقاءات فكرية وكان أبرزها:
إرسال قوافل طبية وإنسانية إلى مخيمات مسلمي الروهينجا اللاجئين في بنجلاديش وإلى تشاد والصومال ونيجيريا وأفريقيا الوسطي وبوركينا فاسو، وقطاع غزة .
فضلا عن القوافل التي تجوب مختلف أنحاء مصر خاصة في المحافظات الحدودية والمناطق النائية: محافظتي البحر الأحمر وسوهاج، رأس غالب، محافظة سوهاج، مدينة “سيوه” بمحافظة “مرسى مطروح”، محافظة أسوان ، جنوب سيناء، مدينة بئر العبد بشمال سيناء، الواحات البحرية، حلايب وشلاتين.
مؤسسات استحدثها أو ساهم في انشائها
أحدثت أفكار الإمام الطيب نقلةً مشهودةً في مؤسسة الأزهر الشريف، في ضوءِ سعيِ فضيلتهِ لتحويل الأفكار إلى هيئات حديثة متطورة، بما يضمن للفكرة استدامتها وتطويرها بشكل منتظم.. ومن أبرز هذه المؤسسات:
المنظمة العالمية لخريجي الأزهر
في إطار سعي فضيلة الإمام الطيب إلى استعادة مكانة الأزهر العالمية طرح مبادرة تأسيس رابطة عالمية ينطوي تحت مظلتها جميع خريجي الأزهر الشريف في مختلف بقاع العالم عندما كان رئيسًا لجامعة الأزهر آنذاك، وتم إنشاؤها عام 2007 بهدف تفعيل قوة الأزهر الشريف الناعمة المتمثلة في خريجيه المنتشرين حول العالم، والتواصل معهم بما يجعل للأزهر صوتًا مسموعًا في كافة ربوع المعمورة.
وتأسست المنظمة -في البداية- كمؤسسة غير حكومية مشهرة بجمهورية مصر العربية، ثم أخذت الفكرة في التطور إلى أن أصبحت منظمة دولية غير حكومية بعد توقيع اتفاقية بين المنظمة ووزارة الخارجية المصرية.
وبفضل مساعي فضيلة الإمام الأكبر، منح المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع لهيئة الأمم المتحدة. (ECOSOC) المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الصفة الاستشارية الخاصة، وهو ما يمكّنها من المشاركة مع المجلس وهيئاته الفرعية وبرامجه ولجانه، كما يمكّنها من طرح
موضوعات متعلقة بقضايا العالم الإسلامي ضمن جدول الأعمال الخاص بلجان المجلس.
وقد وضع فضيلة الإمام الأكبر نصب عينيه زيادة حجم التواجد العالمي للمنظمة، لذا امتدت فروعها إلى 17 فرعًا في دول (ماليزيا، إندونيسيا، تايلاند، الهند، فلسطين، الصومال، السودان، تشاد، بريطانيا، جزر القمر، مالي، كينيا، وأخيرا سلطنة بروناي)، إضافة إلى عدة فروع تحت التأسيس في كل من: كُردستان العراق، اليمن، النيجر، أفغانستان، نيجيريا، أوكرانيا، والفلبين، كما قدم أزهريون من دول مختلفة طلبات لتأسيس فروع للمنظمة في دولهم.
بيت العائلة المصرية
إدراكًا من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب لقوةِ العَلاقةِ التاريخيةِ بين جناحيِ الوطنِ مُسلميه ومسيحيِّيه، ولقطع الطريق على أي محاولة للعبث أو تعكير صفو تلك العلاقة، طرح فضيلة الإمام الطيب فكرة إنشاء هيئة وطنية مستقلة باسم “بيت العائلة المصرية”عام 2011، وذلك بالتعاون مع قداسة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية الراحل.
ويجمع بيت العائلة المصرية: الأزهر الشريف والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والكنيسة القبطية الكاثوليكية، والكنيسة القبطية الإنجيلية، والكنيسة الأسقفية الإنجليكانية.
وقد ساهم بيت العائلة المصرية -ولا يزال- برئاسة فضيلة الإمام الأكبر وقداسة البابا تواضروس الثاني في الحفاظ على نسيج الأمة المصرية والتأكيد على مبدأ المواطنة وإعلاء قيمة الوطن، كما نجح في احتواء العديد من المشاكل التي تثار من وقت لآخر بين مسلمين ومسيحيين ومن ثم قطع الطريق على من يحاولون الوقيعة بين أبناء الوطن.
وفي أكتوبر 2017، وقّع الدكتور محمود حمدي زقزوق، أمين عام بيت العائلة المصرية، والسفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، بروتوكول تعاون لنشر مبادرة “بيت العائلة المصرية” بين أبناء الجاليات المصرية في الخارج، ويستهدف البروتوكول أن يصبح “بيت العائلة” بمثابة “مظلة وطنية” تجمع المصريين في الخارج، على اختلاف مشاربهم تحت سقفها، داخليًّا وخارجيًّا.
ونظرًا للجهود الوطنية المخلصة التي قدمها بيت العائلة في خدمة القضايا المصرية والحفاظ على اللحمة الوطنية ونزع فتيل الطائفية؛ كان جديرًا أن يعبر هذا النموذج الفريد حدود الوطن وتسعى إلى تطبيقه بعض الدول والمنظمات الدولية، إضافة إلى تكريمه من بعض المؤسسات الدولية والتي كان آخرها إعلانُ منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة بدولة الإمارات، عن فوز “بيت العائلة المصرية” بجائزة الإمام “الحسن بن على” للسلم الدولي، وهو ما يؤكد أهمية دوره الكبير في خدمة القضايا الوطنية.
بيت الزكاة والصدقات المصري
كان الإمام الاكبر ـ ولا يزال ـ دائما منحازا الفقراء والمساكين من أبناء الشعب شاعرا بآلامهم، فأنشأ بيت الزكاة والصدقات المصري كمؤسسة مستقلة ملك للشعب لأول مرة في تاريخ مصر، قائلا مقولته المشهورة (أنا رجل بسيط أحب الفقراء وأعيش دائماً بينهم)”، وانطلاقًا من الدورِ الاجتماعي لمؤسسة الأزهر الشريف، أشرف فضيلة الإمام الأكبر على إعداد مشروع قانون لإنشاء بيت مستقل للزكاة، ليكون مصدر ثقةِ المواطنين المتبرعين ودافعي الزكاة وإيصال الأموال لمستحقيها بكفاءة وفاعلية حسب أحكام الشريعة الإسلامية.
وفي 9 سبتمبر 2014، صدر القانون رقم القانون رقم (123) لسنة 2014 بإنشاء “بيت الزكاة والصدقات المصري” تحت إشراف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بهدف صرف أموال الزكاة في وجوهها المقررة شرعًا، ولبث روح التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع. وحدد القانون موارد البيت، ومنها على وجه الخصوص أموال الزكاة التي تقدم طوعًا من الأفراد أو غيرهم، وكذلك الصدقات والتبرعات والهبات والوصايا والإعانات التي يتلقاها البيت ويقبلها مجلس أمناء البيت.
وقد توسع دور بيت الزكاة وحجم الأعمال التي يتلقاها في السنوات الأخيرة، حيث يتم توزيع مساعدات شهرية على أكثر من 80 ألفًا من المحتاجين، كما كان للبيت دور فاعل في رفع وعي المواطنين بأهمية فضل فريضة الزكاة في تحقيق التنمية.
كما دعم بيت الزكاة بعض المشروعات القومية التي تستهدف الفقراء والمحتاجين في مجالات التعليم والصحة والإسكان ومياه الشرب والصرف الصحي، وتطوير المناطق الأكثر احتياجًا.
مجلس حكماء المسلمين
قاد الإمام الأكبر مبادرةً لتأسيس مجلس لحكماء المسلمين يكون بمثابةِ هيئةٍ دوليةٍ مستقلةٍ، تهدف إلى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، وترسيخ قيم الحوار والتسامح واحترام الآخر، وتجنب عوامل الصراع والانقسام والتشرذم، وبالفعل تم إنشاء المجلس في 21 رمضان 1435هـ الموافق 19 يوليو 2014م، ليضم ثلة من علماء الأمة الإسلامية ممن يتسمون بالحكمة والعدالة والاستقلال والوسطية.
ويُعتبر المجلسُ أولَ كيانٍ مؤسسي يهدف إلي توحيد الجهود في لم شمل الأمة الإسلامية، وساهم بفضل جهود فضيلة الإمام الطيب في إطلاق مشروع “قوافل السلام” بهدف تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام وتخفيف حدة التوتر الديني الذي يحيط بكثير من المجتمعات المسلمة، ومحاربة “الإسلاموفوبيا”.
وبرئاسة فضيلة الإمام الأكبر واجه مجلس حكماء المسلمين العديد من القضايا الملحة التي تشغل الأمة الإسلامية مثل خطر الإرهاب والفكر المتطرف ودعا من خلال العديد من المؤتمرات علماء وحكماء الأمة للتحاور ووضع آليات مشتركة لمواجهة خطر الجماعات الإرهابية المتطرفة التي تنسب نفسها عنوة للإسلام.
كما أولى مجلس حكماء المسلمين اهتماما بالغًا بالقضية الفلسطينية وقضية مسلمي الروهينجا فضلا عن قضايا الحوار بين الشرق الغرب والسلام العالمي.
كما قام المجلس بطبع سلسلة من كتب المؤتمرات التي عقدها المجلس، إضافة إلى عيون من كتب التراث القديم والحديث، يشمل مختلف مواضيع العلوم الإسلامية، قد بلغت منشورات الحمكاء للنشر حتى اليوم (سنة: 1441هـ/2020م) أكثر من: 130 عنوانا، بعض العنوان يحتوي على أكثر من مجلد.
مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية والترجمة
حرصًا من فضيلة الإمام الطيب على محاربة الأفكار الهدامة والمتطرفة التي تُشَوه صورة الإسلام، ومواجهة الفتاوى الشاذة وتفنيدها وضبط فوضى الفتاوى في العالم الإسلامي، أصدر فضيلة الإمام الأكبر توجيهاته بإنشاء “مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية”، ليقوم بدور عالمي فعال في مكافحة الإرهاب والتطرف، وذلك من خلال رصد كل ما تبثه التنظيمات الإرهابية والمتطرفة على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بواسطة 12 لغة حية، والرد عليها بنفس اللغات، بما يحصن الشباب المسلم في مختلف دول العالم من تلك الأفكار الضالة.
ولقد حقق المركز خلال السنوات الماضية نجاحاتٍ كبيرةً في مجال الملاحقة الإلكترونية للأفكار الضالة التي تبثها جماعات التطرف والإرهاب ومحاربة الإسلاموفوبيا، بما يسهم في تصحيح صورة الإسلام في العالم.
شعبة العلوم الإسلامية
تعد شعبة العلوم الإسلامية من أولى المبادرات التي اتخذها فضيلة الإمام الأكبر عقب توليه مشيخة الأزهر، وذلك انطلاقًا من قاعدة مفادها أن تطوير الأزهر الشريف لا يستقيم إلا بإصلاح العملية التعليمية إصلاحًا شاملًا، ولذا حرص فضيلته على اصطفاء نخبة من طلاب الأزهر الأوائل المتميزين الذين يفهمون مسائل العلوم فهما صحيحًا، للالتحاق بتلك الشعبة.
وأطلق الإمام الأكبر شيخ الأزهر عام 2010 مشروعًا تجريبيًّا في عشر محافظات، باستحداث شعبة جديدة بالمرحلة الثانوية تحت اسم “الشعبة الإسلامية” بجانب شعبتي الأدبي والعلمي، ويتم اختيار الطلاب عقب مسابقات واختبارات، مع توفير مميزات خاصة لهم من حيث الإقامة ووسائل التعليم والترفيه والاهتمام بتعليمهم اللغات الأجنبية، ليكونوا نواة لجيل أزهري على مستوى عال من الكفاءة والجاهزية، مؤهلين للالتحاق بالكليات الشرعية، وقادرين على حمل رسالة الأزهر الشريف ومنهجه الوسطى للعالم كله.
وفي إطار اهتمام الإمام الطيب بالشعبة وطلابها؛ تم إنشاء مجمع شعبة العلوم الإسلامية، على مساحة 18 ألف مترًا مربعًا في مدينة القاهرة الجديدة، وهو يستوعب 1500 طالب، ويضم عيادة صحية وأخرى نفسية و42 فصلاً دراسيًا، كما تم تزويد المجمع بوسائل تعليمية متقدمة وقاعات دراسية مجهزة، إضافة إلى سكن داخلي للطلاب يضم غرف إقامة ومطاعم وملاعب، فضلا عن انتقاء هيئة تدريس على أعلى مستوى في ظل مناهجَ متطورةٍ ومتميزةٍ.
إنشاء لجنة المصالحات العليا
إيماناً من الإمام الطيب بدور الأزهر الشريف في تحقيق وحدة الصف ولم الشمل، ونبذ الفرقة والخلاف ليس فقط بين أبناء المجتمع المصري وإنما في مختلف المجتمعات التي تعاني من انقسامات داخلية وحروب أهلية، أصدر فضيلتهُ توجيهاتهِ بإنشاء “لجنة للمصالحات” بالأزهر في عام 2014م، بحيث يكون نشاطُها داخلَ مصرَ وخارجَها من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار وصيانة النفس والدم، وذلك إعمالاً لمقاصد الشريعة الإسلامية العليا.
وقرر فضيلته بأن يكون للجنِة الحقُ في الاستعانة بمن تراه من المثقفين والسياسيين ووجهاء البلدة محل النزاع ممن يتمتعون بالسمعة الطيبة والسيرة الحسنة، ويقوم الأزهر بإرسال خيرة علمائه من أصحاب الحضور والقبول عند الناس لتسهل بهم عملية الصلح ووأد الفتنة فى مهدها، على أن يتم توثيق أعمال اللجنة بموجب محاضر معتمدة من الجهات التنفيذية بالبلدة محل النزاع، وتكون قراراتها ملزمة للجميع بما لا يتعارض مع القانون في شأن الأحكام الجنائية والمدنية، كما يمكن الاستعانة ببيت العائلة إذا لزم الأمر.
وقد نجحت اللجنة في إتمام مصالحات عدة في ربوع مصر، على رأسها الصلح الكبير في أسوان بين الدابودية وبني هلال يوم 1/ 7/ 2014م، كذلك الصلح الكبير في برديس جرجا يوم 9/ 12/ 2014م. وفي الخارج قامت اللجنة بالعديد من المصالحات، على رأسها المشاركة في مؤتمر مصالحةً إفريقيا الوسطى.
مركز الأزهر لتعليم اللغات الأجنبية
إيمانًا من الأزهر الشريف بأهمية الانفتاح على الحضارات والثقافات المختلفة والتقريب بين الشرق والغرب، حرص فضيلة الإمام الأكبر على إنشاء مركز الأزهر لتعليم اللغات وذلك في عام 2008 حينما كان رئيسًا لجامعة الأزهر آنذاك، وكان الهدف من انشاؤه تمكين طلبة وخريجي جامعة الأزهر من الاطلاع على ثقافات وحضارات العالم المختلفة بنفس لغته لاكتساب المعارف من منابعها الأصيلة، وتأهيلهم للمساهمة فى ترسيخ الصورة الصحيحة للتعاليم الإسلامية، وفق منهج الأزهر الوسطي المعتدل، دون غلو أو تفريط
بدأ الأزهر في حصد ثمار ذلك الصرح العلمي، الذي يعمل باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية، وفقا لاتفاقيات تعاون مع المركز الثقافي البريطاني والمركز الثقافي الفرنسي ومعهد جوته الألماني، سواء من خلال مئات الطلاب والباحثين من أبناء الأزهر الذين شقوا طريقهم للنهل من علوم وثقافات العالم المختلفة، من منابعها اللغوية الأصلية، أو عبر المنح التي نجح أبناء الأزهر في الفوز بها، لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعات أوروبا والولايات المتحدة، من خلال منافسات مفتوحة مع أقرانهم عبر العالم.
مركز الأزهر العالمي للحوار
في إطار اهتمام فضيلة الإمام الأكبر بضرورة الحوار بين الأديان والحضارات المختلفة، وتفعيل الحوار الحضاري بين الأزهر والمؤسسات الدينية والفكرية والعلمية في العالم، أنشئ مركز الحوار العالمي عام 2015 ليكون مركزًا عالميًا يسعى إلى ترسيخ العمل على قبول الآخر، ودعم التعايش المشترك، والتأكيد على القيم الدينية والإنسانية المشتركة بين الشعوب.
ومن أجل تعظيم دور المركز قرر فضيلة الإمام الأكبر عام 2018 مدّه بشخصيات فكرية جديدة قادرة على الحوار والإقناع وعرض الموقف الإسلامي حول مختلف قضايا العالم بموضوعية ومحاورة الآخرين بالعقل والمنطق واللغة التي يفهمونها وتصل إلى عقولهم وقلوبهم.
ويقوم المركز بدور كبير في التواصل مع المؤسسات الدينية في العالم وفي مقدمتها: الفاتيكان ومجلس الكنائس العالمي وكنيسة كانتربري ببريطانيا، حيث عقد المركز جولات حوار متعددة داخل مصر وخارجها. فضلاً عن دوره في المؤتمرات الحوارية التي نظمها الأزهر. وعلى المستوى الداخلي أيضًا كان للمركز دور في جلسات الحوار المجتمعي مع الشباب في عدد من محافظات مصر، بهدف إرساء قيم الحوار وتحصين الشباب والاستفادة من مقترحاتهم وأفكارهم، والمساهمة في بناء المجتمع دينياً وأخلاقياً وثقافياً واجتماعياً، وذلك بمشاركة مختلف الفئات العمرية مع التركيز على الشباب.
إنشاء “أكاديمية الأزهر الشريف لتأهيل وتدريب الأئمة والدعاة والوعاظ وباحثي وأمناء الفتوى”
في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بتجديد الفكر الدينى والخطاب الدعوي وتزويد العاملين في المجال الدعوي والإفتائي بالمهارات والأدوات التي تساعدهم على مواجهة الأفكار المتطرفة، وترسيخ قيم التعايش والحوار وقبول الآخر، وفقا لقواعد المنهج الأزهري القويم تم إنشاء “أكاديمية الأزهر الشريف لتأهيل وتدريب الأئمة والدعاة والوعاظ وباحثي وأمناء الفتوى”.
اللجنة العليا للأخوة الإنسانية
وتسعى اللجنة إلى تحقيق أهداف «وثيقة الأخوة الإنسانية»، من خلال وضع إطار عمل تنفيذي للأهداف والغايات التي نصت عليها وثيقة الإخوة الإنسانية التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ، شيخ الأزهر ، والبابا فرنسيس ، بابا الكنيسة الكاثوليكية في أبوظبي في الرابع من فبراير عام 2019 م ، وإعداد الخطط التنفيذية والبرامج والمبادرات الضرورية من أجل تفعيل بنود الوثيقة التي تنص على السلام العالمي والعيش المشترك وضمان مستقبل مشرق ومتسامح للأجيال القادمة، كما تتضمن مهام اللجنة العليا الإشراف على تنفيذ بنود الوثيقة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وعقد اللقاءات الدولية مع القادة والزعماء الدينيين ورؤساء المنظمات العالمية والشخصيات المعنية، إضافة إلى دورها المحوري في الإشراف على بيت العائلة الإبراهيمية في أبوظبي، الذي يعد إحدى مبادرات اللجنة ويمثل تجسيداً للعلاقة بين الأديان الإبراهيمية الثلاثة، ومنصة قوية الجذور للحوار والتفاهم والتعايش بين أصحاب الكتب السماوية.
«مركز الأزهر للتراث والتجديد»
وهو مركز يضم علماء المسلمين من داخل مصر وخارجها كما يضم مجموعة من أساتذة الجامعات والمتخصصين في مجالات المعرفة ممن يريدون ويرغبون في الإسهام في عملية «التجديد» الذي ينتظره المسلمون وغير المسلمين حول العالم.
مواقف تاريخية للإمام الطيب
استئناف الحوار بين الأزهر والفاتيكان
في إطار المساعي الحثيثة لتقوية أطر الحوار الحضاري بين الشرق والغرب، نجح الإمام الطيب في استعادة الحوار بين الأزهر الشريف والفاتيكان بعد توتر وقطيعة امتدت لنحو 10 سنوات، حيث بادر فضيلته بزيارة تاريخية للمقر البابوي بروما في 25 مايو 2016م وبحث مع البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، تعديل اتفاقية الحوار المبرمة بين الطرفين عام 1989، لتلائم مستجدات الأوضاع، والخروج منها برسالة قوية لمواجهة التطرف والعنف الذي يشهده العالم كله.
وتوجت العلاقات بين الجانبين بالزيارة التاريخية والأولى من نوعها لاحد باباوات الفاتيكان لمقر مشيخة الأزهر الشريف، حيث زار البابا فرانسيس في 28 إبريل عام 2017م مشيخة الأزهر، في إطار زيارته للقاهرة للمشاركة في مؤتمر السلام العالمي الذى عقده الأزهر بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين بالقاهرة، وجاء لقاؤه مع الإمام الأكبر ليمثل قمة تاريخية بين الرمزين الدينيين الأكبر في العالم، وتأكيدًا عمليًا على نجاح جهود فضيلة الإمام الأكبر في تنسيق الجهود بين الأزهر الشريف والفاتيكان من أجل ترسيخ قيم السلام والتعايش والحوار.
واعقبت تلك الزيارة زيارة أخرى لفضيلة الإمام الأكبر إلى الفاتيكان في 7 نوفمبر 2017م، على هامش زيارته إلى روما للمشاركة في جلسات حوار الشرق والغرب، وتطرقت المباحثات بين الرمزين الكبيرين إلى آليات تنفيذ توصيات مؤتمر السلام بالإضافة إلى التركيز على قضايا النزاعات الطائفية والاضطهاد الديني والعنصرية و قضايا نشر السلام والتسامح وقيم العدل والمساواة.
إحياء هيئة كبار العلماء بالأزهر
سعى الإمام الأكبر منذ توليه المشيخة إلى إعادة إحياء هيئة كبار العلماء باعتبارها أعلى مرجعية دينية تابعة للأزهر الشريف، بعد أن تم حلها عام 1961م، وهو ما تكلل بالنجاح في عام 2012، لتقوم الهيئة بعدد من الاختصاصات من ضمنها انتخاب شيخ الأزهر وترشيح مفتي الديار المصرية، وتقديم الرأي الفقهي والشرعي فيما يطرأ من قضايا ومستجدات تخص المسلمين في كافة ربوع العالم.
واتخذت هيئة كبار العلماء برئاسة فضيلة الإمام الأكبر موقفًا مؤيدًا للدولة المصرية في جهودها لمحاربة الإرهاب معلنة براءة الدين الإسلامي من كافة التيارات والجماعات المتطرفة وما تتبناه من أفكار ظلامية ليس لها علاقة بالدين الإسلامي من قريب أو من بعيد، كما تصدت الهيئة للعديد من القضايا الفقهية الشائكة، فضلاً عن مواقفها الداعمة للشعب الفلسطيني.
ترميمُ الجامع الأزهر وإحياءُ الأروقة الأزهرية
نجح الإمام الطيب في إعادة الحياة مجددًا إلى الأروقة الأزهرية، وانتشرت الحلقات والدروس والمجالس الدعوية والمحاضرات الأسبوعية في ساحات الجامع الأزهر، لتقدم العلم الشرعي، وفقا لمنهج الأزهر الوسطي، للمصريين والأجانب، في الفقه والحديث والتفسير والعبادات والمعاملات، والتراث الإسلامي، وأمهات الكتب التي يعاد تدريسها في هذه الحلقات، وذلك على مدار العام، وبالمجان.
وقامت رؤية الإمام الأكبر في إعادة تفعيل الأروقة الأزهرية على تحقيق الريادة التاريخية للأزهر الشريف وترسيخ المرجعية العالمية لمنهجه الوسطي محليًّا وعالميًّا، وتوفيرِ ملاذٍ آمنٍ لطالبي العلوم الشرعية وملجأ للحريصين على معرفة أمور حياتهم الدينية والدنيوية.
وبالتوازي مع ذلك، شهد الجامع الأزهر في عهد الإمام الطيب أكبر عملية ترميم في تاريخه، وذلك بمنحة من المملكة العربية السعودية، وشملت عملية الترميم، تغيير وتحديث البنية التحتية للجامع الأزهر بشكل كامل، بما في ذلك الأرضيات والفرش وشبكات الإضاءة والمياه والصرف والإطفاء والتهوية والصوت، وذلك وفقا لأحدث المعايير العالمية، وبخامات تماثل المستخدمة في الحرم المكي، مع مراعاة الطبيعة الأثرية للجامع، حيث تمت كافة الخطوات تحت الإشراف الكامل لوزارة الآثار، كما جرى توثيق جميع مراحل الترميم، بحيث أصبح هناك ملف شامل لكل حجر وركن وزاوية داخل المسجد، يتضمن وضعها قبل وخلال وبعد عملية الترميم. وتم افتتاح أعمال الترميم في السادس من مارس 2018، بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والأمير محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية.
مناصرة مسلمي الروهينجا
سعى الإمام الطيب جاهدا لإنهاء المأساة الإنسانية والعنف المستمر بحق المسلمين الروهينجا في ميانمار، فاتخذ فضيلته من الحوار منهجًا لحل الأزمة، حيث رعى في يناير 2017م، مؤتمرًا للسلام بين أبناء ميانمار دعا فيه مختلف الطوائف المعنية بالأزمة للوصول إلى تفاهم مشترك، ولكن مع استمرار السلطات الحكومية في ميانمار في ارتكاب المجازر بحق المسلمين، طالب الإمام الطيب المجتمع الدولي في بيان تاريخي، في سبتمبر 2017، بالتصدي بكل السبل لسلطات ميانمار التي ترتكب أبشع أشكال الإبادة الجماعية والتهجير القسري بحق المسلمين. وانتقد الصمت الدولي إزاء القضية قائلاً: “كل المواثيق الدولية التي تعهدت بحماية حقوق الإنسان أصبحت حبرًا على ورق”.
وفي نوفمبر 2017، قرر فضيلة الإمام الأكبر إيفاد فريق إغاثي من الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين إلى مخيمات اللاجئين الروهينجا في بنجلاديش، لتوزيع مئات الأطنان من المساعدات الإغاثية والإيوائية. كما قاد الأزهر تحركاتٍ عالميةً لإنهاء مأساة الروهينجا، وتواصل مع الدول المعنية بهذه القضية، مثل إندونيسيا وماليزيا وبنجلاديش.
زيارة قرية الروضة في شمال سيناء
كعادته في إقران الكلمات بالأفعال.. توجه الإمام الأكبر إلى قرية الروضة بمدينة بئر العبد في قلب سيناء في الأول من ديسمبر 2017، بعد أقل من أسبوع على الهجوم الإرهابي الغادر الذي استهدف مسجد القرية، مخلفًا أكثر من ثلاثمائة شهيد، ليؤكد أن الأزهر، برجاله ونسائه، يقف في خط المواجهة الأول ضد جماعات الإرهاب، التي تبتغي الفساد في الأرض وتهلك الحرث والنسل، وأكد الإمام الطيب أن قتلة المصلين في مسجد الروضة ممن تهجموا على الله ورسوله خوارج وبغاة ومفسدون في الأرض، وتاريخهم في قتل المسلمين وترويع الآمنين معروف.
وشكلت زيارةُ فضيلةِ الإمامِ الأكبرِ نقطةَ تحولٍ فاصلةٍ في مواجهة الأزهر للإرهاب، حيث تحدى الإمامُ الأكبر كلَّ المحاذير الأمنية وَأَصَرَّ على المرور على بيوت القرية لتعزية أهلها ومواساتهم بنفسه، واتخذ عدة قرارات مهمة لصالح القرية، من بينها صرف معاش شهري لذوي الشهداء والتكفل برحلات حج مجانية لهم وبناء مجمع أزهري متكامل لخدمة أبناء القرية، وإسكان طلاب وطالبات جامعة الأزهر من أهالي بئر العبد في المدن الجامعية، وتوجيه قوافل دعوية وطبية لأهالي شمال سيناء وخصوصاً بئر العبد. ومن الجدير بالذكر أن الإمام الأكبر كان من المقرر أن يتوجه إلى بنجلاديش لزيارة مخيمات لاجئي الروهينجا، لكنه قرر تأجيل الزيارة، بعد وقوع تلك الجريمة الإرهابية النكراء، ليشارك الشعب المصري ألمه وحزنه.
رفض مقابلة نائب الرئيس الأمريكي
“كيف لي أن أجلس مع من منحوا ما لا يملكون لمن لا يستحقون” بهذه الكلمات أعلن الإمام الأكبر في بيان رسمي رفضه استقبال نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس، في مشيخة الأزهر الشريف، وذلك على خلفية قرار الإدارة الأمريكية بنقل سفارتها إلى القدس وإدعائها أن القدس عاصمة لكيان الاحتلال الصهيوني، وأعلن الإمام رفضه القاطع لهذا القرار ووصفه بـ”الخطوة المتهورة الباطلة شرعًا وقانونًا”، والتي تمثل تزييفًا غير مقبول للتاريخ، وعبثًا بمستقبل الشعوب.
ودعا فضيلة الإمام الأكبر هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين لاجتماع طارئ لبحث تبعات هذا الأمر، كما دعا لعقد مؤتمر عالمي لنصرة القدس، حيث حظي المؤتمر الذي عقد في منتصف يناير 2018 بمشاركة عالمية مشهودة، وشدد البيان الختامي للمؤتمر على أن “القدس هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين المستقلة، التي يجب العمل الجاد على إعلانها رسميًّا والاعتراف الدولي بها”، كما تبنى المؤتمر دعوة الإمام الأكبر لجعل عام 2018 “عاما للقدس”.
تعزيز استقلالية الأزهر
دأب فضيلة الإمام الأكبر على تحقيق استقلال الأزهر الشريف رسميًا منذ توليه منصب شيخ الأزهر، وعندما سنحت الفرصة في عام 2012، اقترح فضيلته على المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم آنذاك تعديل قانون تنظيم الأزهر، فصدر في 19 يناير المرسوم بقانون رقم 13 لسنة 2012، تعديلا لقانون الأزهر رقم 103 لسنة 1961، وقد أسفر هذا التعديل عن عدد من الصلاحيات لمؤسسة الأزهر، في مقدمتها أنه جعل تقلد منصب شيخ الأزهر بالانتخاب من هيئة كبار العلماء بعدما كان بالتعيين.
مناصرة حقوق المرأة
أولى الإمام الأكبر منذ اعتلائه مشيخة الأزهر اهتمامًا كبيرًا لقضايا المرأة، واستنكر كافة اشكال التهميش والتمييز والعنف والاستغلال التي تتعرض لها المرأة حول العالم.
وخصص الإمام الأكبر جزءًا كبيرًا من خطاباته ومقالاته ولقاءاته التليفزيونية للتنبيه على حقوق المرأة وكافة القضايا الخاصة، كما دافع عن حقوق الفتيات الصغيرات ورفض زواج القاصرات لما يتضمنه من أذى نفسي وعقلي وجسدي للفتاة، وأعلن عن تأييد الأزهر للقانون الذي يحدد سن زواج الفتيات بـ 18عامًا. كما دافع فضيلة الإمام عن حق الأم المطلقة في رعاية ابنائها وعدم حرمانها منهم، وأيد تحديد سن الحضانة حتى الخامسة عشرة .
كما دعا إلى ضبط “ظاهرةِ فوضى تعدُّدِ الزواجِ وفوضى الطلاقِ” في إيطار الشريعة الإسلامية، ووجه فضيلته بتخصيص قسم لفتاوى المرأة بمركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية، يعمل به مجموعة من المفتيات المتخصصات للرد على تساؤلات النساء.
ولم يقتصر دعم الإمام الأكبر لقضايا المرأة على الجانب الشرعي، حيث عقد الأزهر الشريف بالتنسيق مع المجلس القومي للمرأة عدة حملات الكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، ومحاضرات وندوات بالمدارس والمعاهد والجامعات الحكومية والخاصة تستهدف التوعية بحقوق المرآة.
كما خصص فضيلته مبنى بفرع جامعة الأزهر المقام على مساحة 12 فدان بمدينة الخانكة بالقليوبية، لإنشاء أول كلية تربية رياضية للبنات تابعة لجامعة الأزهر، بما يعكس الاهتمام بالفتاة الأزهرية والحرص على مواجهة العادات والتقاليد البالية التي تحرم الفتيات من حقوقهم الطبيعية، وبدأت الدراسة بالكلية خلال العام الدراسي 2017/2018. ووضع الإمام الأكبر، بصفته رئيس مجلس أمناء بيت الزكاة والصدقات المصري، سداد ديون الغارمات كأحد أهم أولويات بيت الزكاة والصدقات، وطالب في 23 ديسمبر 2014م، وزير الداخلية ووزير العدل بموافاة بيت الزكاة بقاعدة البيانات الخاصة بالمحكوم عليهم في قضايا تتعلق بعدم سداد ما يستحق عليهم للدائنين حتى يتسنى لمجلس أمناء البيت اتخاذ ما يراه مناسبًا لأداء ديونهم.
وحفاظًا على استقرار الأسر المصرية ولمواجهة ظاهرة ارتفاع معدلات الطلاق والتفكك الأسري، أطلق الأزهر الشريف في شهر سبتمبر من عام 2018 حملة “وعاشروهن بالمعروف ” للتوعية بأسباب الطلاق ومخاطره، وتوضيح الأسس السليمة لبناء أسرة سعيدة ومتماسكة.
كما أسس الأزهر الشريف في السادس عشر من إبريل لعام 2018م وحدة “لَمِّ الشَّمْل”، بهدف لم شَّمْل الأسر المصرية والصلح بين المتخاصمين فضلًا عن نشر الوعي وتوعية المقبلين على الزواج عن طريق الندوات والدورات.
كما شدد فضيلة الإمام على أهمية الحفاظ على حقوق المرأة وعلى رأسها حقوقها المالية، ووجه فضيلته بضرورة التوعية بحق المرأة في الميراث، لذلك أطلق المركز الإعلامي للأزهر الشريف، بالتعاون مع مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، حملة بعنوان “نَصِيبًا مَّفْرُوضًا”، للتوعية بحق المرأة في الميراث، وعقوبة حرمانها من حقها الشرعي في الميراث، وتبعات ذلك على الأسرة والمجتمع.
وقد أتخذ الإمام الأكبر موقفًا تاريخيًا حاسمًا تجاه ظاهرة التحرش الجنسي كآحد أخطر الظواهر الاجتماعية ضد المرأة، منتصرًا لكرامتها وحريتها وحقوقها، حيث جرم فضيلته التحرش إشارة أو لفظًا أو فعلًا، تجريًما مطلقًا ومجردًا من أي شرط أو سياق، واعتبره فعل يأثم فاعله شرعًا ولا يجوز تبريره بسلوك أو ملابس الفتاة. ولم يكتفي فضيلة الإمام بمجرد إدانة واستنكار هذا الفعل المشين فقط ولكنه واجه الأفكار المغلوطة والتبريرات الخاوية التي يعتمد عليها أصحاب النفوس الضعيفة في تبرير أفعالهم بتحميل الضحية جزء من الذنب بل واعتبارها فاعل رئيسي ومحفز على هذا السلوك المنحرف. وقد أشادت مختلف المؤسسات والجهات الدولية والمحلية المعنية بحقوق المرآة بموقف الأزهر الشريف من تلك الظاهرة.
وحرصًا من فضيلة الإمام الأكبر على دعم وتمكين المرأة المصرية، وتهيئة الظروف المناسبة لها للعمل و تقديرًا لظروفها الأسرية، أصدر فضيلته القرار رقم 32 لسنه 2018 والذى ينص على حظر نقل السيدات من أماكن عملهن مالم يكن برغبتهن إلا بعد عرض مبررات النقل واعتمادها من فضيلته شخصيا. وجاء هذا القرار من أجل التخفيف على الموظفات بالأزهر وتقليل أعباء السفر للأماكن البعيدة عن عملهن في مناطق كثيرة.
رفض الإساءة للدين الإسلامي والتطاول على نبي الرحمة
تصدر الإمام الطيب الدفاع عن الدين الإسلامي الحنيف ودفع الإساءة عن نبي الرحمة، بعد مجموعة من التصريحات المسيئة التي أطلقها مسئولين فرنسيين اتهموا الإسلام بالانعزالية وحاولوا تشويه صورته من خلال المزج بينه وبين الإرهاب، وأعلن الإمام الطيب موقفه الرافض كليا لهذه التصريحات وأنها لا تليق أن تصدر في وقت نقوم فيه بجهود دولية كبيرة، نحاول من خلالها الربط بين الشرق والغرب وضرب المثل والأنموذج في الحوار البناء بين الأديان، وخلال لقاء الإمام الطيب بوزير الخارجية الفرنسية لو دريان، رفض الإمام الطيب اعتبار الإساءة لنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- من قبيل حرية تعبير، وأعلن رفضه لهذا الشكل من الحريات شكلًا ومضمونًا، مؤكدا أن الأزهر سوف يتتبع كل من يُسئ لنبينا الأكرم في المحاكم الدولية، حتى لو قضينا عمرنا كله نفعل ذلك الأمر فقط.، كما أكد الإمام الطيب وصف الإرهاب بالإسلامي، مشددا على أننا ليس لدينا وقت ولا رفاهية الدخول في مصطلحات لا شأن لنا بها، وعلى الجميع وقف هذا المصطلح فورًا؛ لأنه يجرح مشاعر المسلمين في العالم، وهو مصطلح ينافي الحقيقة التي يعلمها الجميع، وقام الإمام الطيب بتشكيل لجنة خبراء قانونيين لمقاضاة القائمين على صحية تشارلي ايبدو لإساءتها لنبي الإسلام، وأعلن الإمام الأكبر خلال احتفالية المولد النبوي 2020 اطلاق الأزهر منصة عالمية بلغات عديدة للتعريف بأخلاق بني الرحمة، وكذلك اطلاق مسابقة بحثية عالمية تتناول جوانب حياة النبي –صلي الله عليه وسلم- وأخلاقه ومكارمه.
وثائق تاريخية أصدرها الأزهر في عهد الإمام الطيب
منذ تولي فضيلة الإمام الطيب مشيخة الأزهر عام 2010 شهد الأزهر عهدًا جديدًا يعتمد بصورة أساسية على الحوار والتفاهم كمبادرة يقودها الأزهر بنفسه ويدعو لها كل الأطراف المعنية بالقضية محل الحوار. وقد احتضن الأزهر وإمامُه الأكبر جولاتِ الحوار الوطني التي شهدتها مصر عقب ثورة 25 يناير، ونجح في إصدارِ عِدَّةِ وثائقَ تاريخيةٍ، جَسَّدَت الإجماعَ الوطنيَ، وعكست آمال اَلشعبِ المصريِ في الحريةِ والكرامةِ والعيشِ المشترك، وقد توالت الوثائقُ الصادرةُ عن الأزهر، والتي تعكس موقفه تجاه عدة قضايا وملفات محورية، ومن أبرز هذه الوثائق:-
“وثيقة مستقبل مصر”
ترأس فضيلة الإمام الأكبر اجتماعًا لكوكبةٍ من المثقفين المصريين على اختلاف انتماءاتهم الفكرية والدينية مع عدد من كبار العلماء والمفكرين في الأزهر الشريف، وتمخض عن ذلك الاجتماع وثيقة “مستقبل مصر”، التي صدرت في 17رجب 1432هـ الموافق 19 يونيه 2011م.
وقد أكدت الوثيقة على دعم تأسيس الدولة الوطنية الدستورية الديمقراطية الحديثة، واعتماد النظام الديمقراطي، والالتزام بمنظومة الحريات الأساسية في الفكر والرأي، والاحترام التام لآداب الاختلاف وأخلاقيات الحوار، وتأكيد الالتزام بالمواثيق والقرارات الدولية، واعتبار التعليم والبحث العلمي قاطرة التقدم الحضاري في مصر، وإعمال فقه الأولويات في تحقيق التنمية والعدالة الاجتماعية، بالإضافة إلى إعادة بناء علاقات مصر بمحيطها العربي والإسلامي والأفريقي والعالمي، ومناصرة الحق الفلسطيني، وتأييدُ مشروع استقلال مؤسسة الأزهر وعودة هيئة كبار العلماء واختصاصها بترشيح شيخ الأزهر، واعتبار الأزهر الشريف هو الجهة المختصة التي يُرجع إليها في شؤون الإسلام.
“بيان إرادة الشعوب العربية”
إيمانًا من فضيلة الإمام الأكبر بحق الشعوب العربية في العيش بسلام وحرمة الدماء، أصدر فضيلته هذه الوثيقة في 3 من ذي الحجه سنة 1432هـ الموافق 30 أكتوبر 2011م.
وجاءت الوثيقة في ستةِ مبادئَ كبرى، حيث أعلنت المناصرةَ التّامة لإرادة الشعوب العربية، واعتبرت أن المعارضة الشعبية والاحتجاج السلمي حق أصيل للشعوب، ونفت صفة “البغي” عن المعارضينَ الوطنيينَ “السلميين”، وعارضت القهرَ والفسادَ والظلمَ.
“وثيقة منظومة الحريات الأساسية”
أصدر فضيلة الإمام الأكبر تلك الوثيقة لتكون بمثابة نص مرجعي يسهم في حماية الحريات الأساسيٍة، إذ تضمنت التأصيل الشرعي والفلسفي والدستوري لحرية العقيدة، وحرية الرأي والتعبير، وحرية البحث العلمي، فضلا عن حرية الإبداع الأدبي والفني، وقد صدرت تلك الوثيقة في يناير 2012م.
بيان الأزهر الشريف حول “استكمال أهداف الثورة المصرية واستعادة روحها”
بمبادرة من فضيلة الإمام الأكبر، وبحضور ممثلين عن مختلف الأطياف الوطنية والسياسية، عُقِدَ اجتماع بمشيخة الأزهر، تمخض عن “بيان وطني للأمة”، يدعو إلى استكمال أهداف الثورة، وسرعة المحاكمات، واستكمال علاج المصابين، والوفاء بحقوق أسر الشهداء والمضي في البناء الديمقراطي لمؤسسات الدولة، ومنع المحاكمات العسكرية .
“وثيقة القدس”
في إطار الاهتمام البالغ الذي يوليه فضيلة الإمام الأكبر بالقضية الفلسطينية وتزامنًا مع تصاعد وتيرة التهويد الصهيوني لمدينة القدس الشريف، أصدر أ.د/ أحمد الطيب “بيانَ القدس” في 24 ذي الحجة 1433هـ الموافق 20 نوفمبر 2011م، وأكد البيان على عروبة القدس التي تضرب في أعماق التاريخ لأكثر من ستين قرنًا، وساقت الوثيقة الأحداث التاريخية التي تبرهن على عروبة مدينة القدس، كما كرر رفض الأزهر الشريف وكافة المسلمين مشروعات الكيان الصهيوني التي تهدف إلى تهويد القدس وطمس هويتها العربية.
“إعلان الأزهر للمواطنة والعيش المشترك”
انبثق هذا الإعلان التاريخي عن المؤتمر الدولي “الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل” الذي انعقد برئاسة فضيلة الإمام الأكبر، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين خلال الفترة (28فبراير-1 مارس 2017م)، والذي حضره أكثر من 200 شخصية من 60 دولة من النخب الدينية والثقافية والسياسية والمدنية الإسلامية والمسيحية في الوطن العربي والعالم، كما شارك فيه كثير من رجال السياسة والفكر والثقافة والإعلام.
وأكد الإعلان على ضرورة تبني مصطلح “المواطنة” باعتباره مصطلح أصيل في الإسلام يضمن التخلص من العقبات والازمات التي خلفها انتشار مصطلح “الاقليات” وما يحمله في طياته من معاني التمييز والانفصال لأنَّه يُؤدِّي إلى تَوزُّع الوَلاءات والتركيزِ على التبعيَّة لمشروعاتٍ خارجيَّة. وأدان الإعلان كافة التصرفات التي تقوم على التمييز وتتعارض مع مبدأ المواطنة والمساواة، كما أدان الإعلان كل ما يتعرض له أبناء الديانات والثقافات من ضغوطٍ وتخويف وتهجير وملاحقات واختطاف، وشدد على تبرئة كافة الأديان من الإرهاب بشتى صوره، كما أوصى بضرورة إقامة شراكة متجددة بين المواطنين العرب كافة تقوم على التفاهم والمواطنة والحرية.
“وثيقة الأزهر لنبذ العنف”
حرصًا من فضيلة الإمام الطيب على وأد أسباب الفرقة والانقسام بين أبناء الشعب المصري، دعا فضيلته فرقاء السياسة المصرية، وبمُشاركةِ طائفةٍ من هَيْئةِ كِبارِ العُلَماءِ وممثلي الكنائس المصرية، من أجل التحاور حول أسباب الانقسام، وانبثق عن هذا الاجتماع صدور وثيقة “نبذ العنف”، وتم اعتبارها وثيقة مبادئ وضمير وقيم، وليست وثيقة سياسية، وذلك في 19 ربيع أول ســـنة 1434 ﻫ المــــــوافـق 31 يناير سـنة 2013م.
وجاءت الوثيقة في 10 بنود رئيسية، أكدت أن حقُّ الإنسان في الحياةِ مقصدٌ من أسمَى المقاصِدِ في جميعِ الشَّرائِعِ والأديانِ والقَوانين، وشددت على حُرمَةِ الدِّماءِ والمُمتَلكاتِ الوَطَنيَّةِ العامَّةِ والخاصَّةِ، وواجبِ الدولةِ ومُؤسَّساتِها الأمنيَّةِ في حِمايةِ أمنِ المواطنينَ وسَلامتِهم وصِيانةِ حُقوقِهم وحُريَّاتِهم الدُّستوريَّةِ، والحِفاظِ على المُمتَلكاتِ العامَّةِ والخاصَّةِ، ونبذُ العُنفِ بكلِّ صُوَرِه وأشكالِه والتحريض عليه، فضلاً عن إدانةُ التحريضِ عليه أيضًا، أو تسويغِه أو تبريرِه، أو التَّرويجِ له، أو الدِّفاعِ عنه.
وثيقة “الأخوة الإنسانية “من أجل السلام العالمي والعيش المشترك
تم توقيع تلك الوثيقة الأهم في التاريخ الإنساني الحديث بين فضيلة الإمام الأكبرالدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، على هامش المؤتمر العالمي “الأخوة الإنسانية” في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، في فبراير 2018، وهي القمة الخامسة التي جمعت بين الرمزين الدينيين الأكبر في العالم.
وتطرقت الوثيقة إلى عدد من القضايا المهمة مثل تعزيز التعايش السلمي وحقوق المرأة والطفل والمسنين، حق كل إنسان في الحرية اعتقادًا وفكرًا وتعبيرًا وممارسة، كما نبهت لمشكلات يعاني منها عالمنا اليوم مثل التشدد والإرهاب والفقر، داعية العالم أجمع إلى التكاتف من أجل عالم تسوده قيم التسامح والتعايش والسلام والأخوة الإنسانية.
المؤتمرات والندوات الدولية في عهد فضيلة الإمام
عقد الأزهر العديد من المؤتمرات والندوات الدولية بهدف دعم السلام العالمي وإرساء قيم التعايش المشترك وترسيخ مفهوم المواطنة الكاملة بديلا لمفهوم الأقليات، ومحاربة الفكر المتطرف والتنظيمات الإرهابية، وقد دعا الإمام الأكبر لهذه المؤتمرات كبار الشخصيات البارزة وذات النفوذ ورجال الدين البارزين.
ديسمبر 2014 م: “مؤتمر الأزهر العالمي لمواجهة التطرف والإرهاب”
عقد الأزهر الشريف مؤتمرًا دوليًا لمكافحة الإرهاب ونبذ الغلو والتطرف والتأكيد على دور العلماء والمؤسسات الدينية في مواجهة الأفكار الهدامة ، حيث دعا المؤتمر إلى تصحيح المفاهيم التي حرفها المتطرفون كمفهوم الدولة الإسلامية والخلافة والحاكمية والجهاد والجاهلية والتكفير إضافة إلى مناقشة الغلو والتطرف والعوامل التي تؤدي إلى انتشارهما. بمشاركة نخبة من علماء ورموز الأزهر الشريف وعلماء الدين الإسلامي من مختلف أنحاء العالم إضافة إلى قيادات الكنائس الشرقية والغربية وممثلين لمختلف المذاهب والطوائف.
يناير 2017 م: “مؤتمر نحو حوار إنساني حضاري من أجل مواطني ميانمار (بورما)”
انطلاقًا من العمل على نشر ثقافة السلم والتعايش في كافة ربوع العالم عقدت جولات للحوار بين عددٍ من الشباب الذين يمثلون الأطراف المعنية بالصراع في ولاية راخين بميانمار بحضور عددٍ من السُّفراء والأدباء والمفكِّرين والإعلاميين بهدف التباحث مع الشباب حول سُبُل العيشِ المشترك، والوقوف على أسباب الخِلاف في ميانمار، ومحاولة وضع حلولٍ جذريَّة لإنهائه وترسيخ أُسُسِ المواطنة والعيش المشترك بين المواطنين.
مارس 2017م: مؤتمر”الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل”
عقد الأزهرالشريف بالتعاون مع مجلس حكماء المسملين هذا المؤتمر العالمي بهدف التأكيد على قيم المواطنة والتعايش والسلام وذلك بحضور 200 شخصية من 60 دولة من النُخَب الدِّينيَّة والمدَنيَّة والثقافيَّة والسياسيَّة، الإسلامية والمسيحية في الوطن العربي والعالم، وشارك فيه كثيرٌ من رجال السياسة والفكر والثقافة والإعلام في مصر، وذلك إدراكًا للمَخاطِرِ الجَمَّةِ التي تَعتَرِضُ تجرِبةَ التَّعدُّديَّةِ الدِّينيَّةِ الفريدة، في مجتمعاتنا ومجالنا الحضاري، حيث تم التأكيد على قيم المواطنة والتعايش المشترك .
أبريل 2017م: “مؤتمر الأزهر العالمي للسلام”
يعد هذا المؤتمر بمثابة لقاءًا تاريخيًا بين الإمام الأكبر شيخ الأزهر والبابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، لتدشين مرحلة جديدة في إرساء وتدعيم السلام وتبرئة الأديان مما علق بها من مفاهيم خاطئة وممارسات تتنافى مع تعاليم الأديان السماوية .
يناير 2018م: “مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس”
نظم الأزهر الشريف بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين هذا المؤتمر الدولي الذي حظي بإقبال عالمي مشهود وشدد بيانه الختامي على عروبة القدس وهويتها الفلسطينية، مؤكدا رفضه لقرار الإدارة الأمريكية الجائر باعتباره القدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني.
أكتوبر 2018: “الندوة الدولية الإسلام والغرب”
عقد الأزهر الشريف الندوة الدولية “الإسلام والغرب.. تنوعٌ وتكاملٌ”، بحضور دولى رفيع المستوى يضم 13رئيسا ورئيس وزراء سابقين من قاراتي آسيا وأوروبا، إضافة إلى نخبة من القيادات الدينية والفكرية والشخصيات العامة من مختلف دول العالم.
وبحثت الندوة، على مدار ثلاثة أيام، القضايا المعاصرة المتعلقة بالعلاقة بين الإسلام وأوروبا، من خلال نقاشات مستفيضة شارك فيها نخبة من القيادات والمتخصصين في العلاقة بين الإسلام والغرب، وذلك بهدف الوصول إلى رؤى مشتركة حول كيفية التعاطي مع تلك القضايا، ودعم الاندماج الإيجابي للمسلمين في مجتمعاتهم، كمواطنين فاعلين ومؤثرين، مع الحفاظ على هويتهم وخصوصيتهم الدينية.
فبراير 2019: “المؤتمر العالمي للإخوة الإنسانية”
انعقد المؤتمر العالمى للأخوة الإنسانية، الذي نظمه مجلس حكماء المسلمين، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، فى العاصمة الإماراتية أبو ظبى، وشارك فيه نخبة من كبار القيادات والشخصيات الدينية والفكرية في العالم. وقد جاء المؤتمر ضمن فعاليات الزيارة التاريخية لشيخ الأزهر وبابا الفاتيكان إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.
وهدف المؤتمر إلى التأكيد على قيم الأخوة الإنسانية، وفتح آفاق للحوار والنقاش حول مضمونها وقيمها الأساسية والمرتكزات التي تقوم عليها، وما قد يواجهها من عقبات وتحديات، وفي إطار ذلك ضم المؤتمر ثلاثة محاور رئيسية تشمل: منطلقات الأخوة الإنسانية، والمسؤولية المشتركة لتحقيق الأخوة الإنسانية، والتحديات والفرص الخاصة بالإخوة الإنسانية، وعُقدت 6 ورش عمل في منصات التسامح والإنسانية والتعايش كل على حده.
يناير 2020 «مؤتمر الأزهر العالمي لتجديد الفكر والعلوم الإسلامية»
في إطار الجهود الحثيثة التي يقودها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في تجديد الفكر الإسلامي، وتحرير مفهوم الخطاب الديني، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، لمواجهة التحديات التي تواجه عالمنا العربي والإسلامي في المرحلة الراهنة، عقد الأزهر الشريف «مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي»، في الفترة 27-28 يناير 2020، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ومشاركة ممثلين من وزارات الأوقاف ودور الإفتاء والمجالس الإسلامية من 46 دولة من دول العالم الإسلامي.
تركزت المحاور الرئيسة للمؤتمر على أطر مفاهيم التجديد، وآلياته، وتفكيك المفاهيم المغلوطة، وقضايا المرأة والأسرة، ودور المؤسسات الدولية والدينية والأكاديمية في تجديد الفكر الإسلامي.
كما ناقشت محاور المؤتمر شروط التجديد ودواعيه وضوابطه، والأحكام الشرعية بين الثابت والمتغير، والمؤسسات المعنية ودورها في التجديد، وعرض مظاهر التجديد التي قام بها الأزهر قديمًا وحديثًا. كما ناقش المؤتمر تحديات التجديد، وعلى رأسها ما يشيعه البعض من تكفير الأمة واعتزالها في الخطاب الدعوي، وتقديس الجماعات الإرهابية للفرد، واستخدام الشعارات الدينية لتحقيق أغراضها، ومناقشة دموية الفكر الإرهابي، وأخيرا المؤثرات السياسية والاقتصادية والأمنية والتكنولوجية على التجديد.