آراء وتحليلات

الغياب عن ساحة الكبار ليس نهاية القلعة

 

 

حينما يختفي معلم من معالم المدينة يبقى محفوظًا في قلوب ساكنيها.. يختفي الشكل ويبقى العنوان -شارع التحلية-، عنوان كبير في عالم الرياضة السعودية وصفحة ناصعة مرصعة بالأمجاد.. الأهلى عشق توارثه الأجيال، كم تنقلت خلفه من مدينة إلى مدينة مرددة أجمل الألحان.. الشرفاء من رموز الأهلي الذين ثبتوا قواعد القلعة طيلة 85 عامًا قادرين على إعادتها إلى الطريق الصحيح.

 

في ليلة غرق سفينة القلعة ذُرفت الدموع وطارت الأعلام الخضراء مع العاصفة بعد أن خارت قوى حامليها وأرواح سقطت كجذوع الأشجار، يجب علينا الآن نسيان الماضي وتجاهل سؤال من أغرق سفينة القلعة، ونبقى نردد الموشح الأندلسي الجميل “عائدون أمتي لا تيأسي بإذن الله” وستشرق شمسك يا الأهلي من خلف السحب الداكنة وستخرج من المنطقة الرمادية، ونردد “وعبر الزمان سنمضي معًا”.

 

حقيقة من بداية الدوري والأمواج العاتية تتلاعب بسفينة الأهلي تارة تسحبها إلى الأعماق، وتارة أخرى الى المياه الضحلة حتى أمست كقطعة فلين تتقاذفها مياه المد والجزر، لم يكترث ربان السفينة وطاقمها بنداءات جمهور القلعة الخضراء حينما صرخوا بأعلى أصواتهم المياه تخترق جدران السفينة.. ايها القبطان أعد السفينة إلى مسارها، لكنه تجاهل تلك الأصوات مما أدى الى غرق السفينة بما تحمل من كنز تاريخي وإرث حضاري، هرب الطاقم وترك خلفه سفينة غارقة في الأعماق بما تحمل من تاريخ، فاللحظات الأخيرة لم تكن كافية لتجنب الكارثة ولم يكن الغرق نهاية القلعة أبدًا، ستنتشل السفينة من قاع المحيط وسيتم بناؤها من جديد بمواصفات عالية الجودة لتوضع في مسارها الحقيقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *