إخواني منشق: اعتصام رابعة لم يكن سلميا.. ووجود «داعش» أكبر دليل (حوار)
قال عبدالمعطي رجب، المنشق عن الإخوان الإرهابية، إن الجماعة استغلت العنصر النسائي في اعتصام رابعة العدوية كدروع بشرية أمام قوات الأمن، حتى تكون بمثابة عامل ضغط عليهم عند فضه، لافتا إلى أنها كانت تضع السيدات والأطفال في الصفوف الأولى، حتى تخلق حالة من الضغط على الجنود، مستغلين بذلك طبيعة ونخوة الرجل المصري التي تفرض عليه احترام المرأة والطفل.
وأضاف «رجب»، في حوار لـ«الوطن»، أن وجود السيدات داخل الاعتصام كان مهيناً لكرامتهن، فلم تكن الأوضاع داخل الميدان تناسب السيدات، وكان هدف الإخوان الأساسى من وراء ذلك، توافر عنصر الضغط، لافتاً إلى أنه لم يكن سلمياً، وكان يضم الكثير من أعضاء تنظيم «داعش» الإرهابى و«حازمون» و«مجاهدون» وغيرها، وكانوا يصعدون إلى المنصة ويلقون خطابات، وأكد أن الاعتصام كان كاشفاً عن زيف مبادئ السلمية التي زعمتها الجماعة وشعاراتهم خلال كل السنين الماضية. كيف تعامل المعتصمون داخل «رابعة» بعد منع قيادات الجماعة الإرهابية مغادرتهم؟
– في البداية لم ينزعج الموجودون في الاعتصام من الأمر، لاسيما أن فئة عريضة جداً من المعتصمين لجأوا للوجود داخل الاعتصام خوفاً من نجاح ثورة 30 يونيو، والنتائج المتوقعة من هذا اليوم، فضلاً عن أن الجماعة بذلت جهداً كبيراً لإقناع الناس بالبقاء، وبعد مرور أسابيع داخله بدأ الانزعاج يتخللهم، وشعروا كأنهم محبوسون، ومع ذلك لم يتمكنوا من المغادرة، خاصة أن العديد منهم لاحظ أن وجودهم لم يسفر عن أي تغييرات.
وماذا عن تعامل قيادات الإرهابية مع رغبة المعتصمين في المغادرة؟
– كانت تجبرهم على البقاء، ولم تحترم رغبتهم في المغادرة، وكانت حريصة على استعمال الخطابات المختلفة التي من شأنها أن تشجع الموجودين داخل الاعتصام على البقاء والصبر، فكانت بمثابة محاولات لامتصاص الغضب، وكانوا يستعملون العديد من الخطابات الدينية في ذلك، فضلاً عن أنهم كانوا يشبهون المعتصمين في رابعة بالعديد من الصحابة والأنبياء، حتى يقتنع المعتصمون بأنهم يقومون بعمل جليل.
ما أبرز التشبيهات التي كان يستعملها القيادات؟
– كانوا دائماً ما يشبهون وجودنا داخل الاعتصام بما حصل مع أصحاب الأخدود، وغيرها من القصص الدينية الموجودة في التاريخ الإسلامي.
كيف ترى وجود الأطفال والنساء في اعتصام «رابعة»؟
– أرى أن هذا الأمر فيه استغلال وعدم تقدير أو احترام للنساء، وهو يتنافى مع ما أمر به الشرع الإسلامي، حيث إن الإسلام جاء لتكريم المرأة، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أوصى بالمرأة وألزم باحترامها وتقديرها، هذا بعكس ما حدث من وجود المرأة في الميادين بهذا الشكل المهين دون توفير أي من سبل الراحة، حيث إن سبل المعيشة بالاعتصام لم تكن مناسبة على الإطلاق للمرأة فكانت مهينة لهن بشكل كبير، ولم تهتم الجماعة بذلك، واهتمت فقط بوجود الناس في الاعتصام، فكانت المرأة بالنسبة لهم مجرد زيادة في عدد المعتصمين ليس إلا، وكل ذلك يدل على أن شعارات الجماعة الإسلامية التي يرددونها كثيراً ما هى إلا مجرد شعارات كاذبة لا علاقة لها بواقعهم، فلو كانوا جماعة تمثل الإسلام، كانوا اتبعوا أوامره في تكريم المرأة.
حدثنا عن طريقة استغلالهم للمرأة في الاعتصام؟
– كانت المرأة بالنسبة للجماعة هى الدرع البشرية، فكانوا يضعون السيدات والأطفال في الصفوف الأولى، حتى تكون عنصر ضغط على الجنود وتخلق لديهم حالة من التردد، مستغلين بذلك نخوة الرجل المصري وطبيعته في معاملة النساء والأطفال وأيضاً كبار السن، والفطرة المصرية الموجودة لدى العديد من الرجال التي تفرض عليه احترام المرأة، وبالتالي فوجودهن في الصفوف الأولى من الاعتصام هو متاجرة من الجماعة بهن.
كيف تفسر معرفة الجماعة الإرهابية بالفض وعدم تحذير أو حماية المواطنين داخله وتعاملها مع القتلى؟
– أرى أنها متاجرة بهم، فلا يوجد حرمة للدماء عند الجماعة، حيث وقع العديد من القتلى في الاحتكاك مع قوات الأمن، واستغلت ذلك في الترويج عن نفسها وكسب التعاطف، بشعارات مختلفة تدل على أن قوات الأمن تقتل المعتصمين، وتسيل الدماء، بالتالى تثير حالة من التعاطف مع الجماعة والضغط على القوات خارجياً وداخلياً، والجماعة كان لديها يقين تام أن أعداد المواطنين في الاعتصام لن يغير شيئاً، واعترف عدد منهم بذلك بعدها، كحمزة زوبع على سبيل المثال، ولكن كان وجود المواطنين في الميدان بمثابة القشة التي تشبثوا بها، ولم يأبهوا بالدماء.
لماذا كانت تحرص الجماعة على وجود المواطنين في الميدان؟
– كانت الجماعة حريصة على أن تكون الأعداد في الاعتصام كبيرة، وأيضاً حرصت على التنوع الأيديولوجي مثل وجود النساء والأطفال، حتى يكون دلالة على أن كل فئات الشعب معترضة.
ما أبرز المشاهد داخل الاعتصام التي تدل على كذب شعارات الجماعة؟
– كان يوجد في اعتصام رابعة الكثير من أعضاء جماعة داعش الإرهابية و«حازمون» و«مجاهدون»، وغيرهم من الجماعات الإرهابية التي تزعم الجماعة رفضها لمبادئهم وتصرفاتهم، وكانوا يصعدون إلى المنصة ويلقون خطابات، فضلاً عن أن تلك الجماعات تتسم بالعنف الشديد، وهو ما يتنافي مع مبادئ الجماعة السلمية، وكان الاعتصام كاشفاً عن كذب مبادئ السلمية التي زعمتها الجماعة وكل شعاراتهم خلال كل السنين الماضية، إضافة إلى أن الاعتصام لم يكن سلمياً، ووجود داعش داخله أكبر دليل على ذلك.
من وجهة نظرك.. لماذا سمحت الجماعة الإرهابية بوجودهم؟
– أولاً: لم تمنع الجماعة وجود داعش وغيرها، لأنهم يمثلون زيادة في العدد، وهو ما اهتموا به، وثانياً: خوف الجماعة من الدخول في نزاعات مع داعش وغيرها، تحديداً في هذا الوقت.
الجماعة والأخبار المضللة
كانت الجماعة تعمل على نشر العديد من الشائعات والأخبار الكاذبة والمضللة، كانشقاق الجيش، وانضمام عدد من قياداته للجماعة وتأييدهم لهم، وكان هناك بعض الجرائد تروج لتلك الأخبار، حتى تتولد عند المعتصمين آمال بأن تحقيق الهدف قد اقترب، وأن الاعتصام يؤتى ثماره فلا يغادرون.