
ترحيب أصحاب الورش بتطبيق مشروع المجمع الحرفي: منفذ لينا عشان نكمل المهنة
رائحة المسك والعطور المركزة تغطي جميع أرجاء شوارع القاهرة القديمة، التي تضم المباني العتيقة، وسط زحام وفوضى يخالطهما صوت البائعة الجائلين، يظهر أمامك على ناصية أهم معالم التاريخ من مساجد وكنائس وحتى المتاحف، تشعر بالحنين إلى الماضي بمجرد أن تخطو خطوة في هذه الشوارع يستوقفك عشوائية المحال والتجار.
مشروع المجمع الحرفي للمحافظة على تراث القاهرة القديمة
هذا ما فكرت فيه الحكومة المصرية، للحفاظ على التراث المصري القديم من خلال مشروع تطوير مناطق القاهرة التاريخية والمحافظة على المهن الحرفية، عن طريق نقل جميع الورش والمهن إلى منطقة «المجمع الحرفي» بحي منشية ناصر بالقاهرة لتكون بديلة عن الورش الموجودة في المناطق القديمة لاستعادة رونقها السياحي والأثري.
ترحيب من أصحاب المهن الحرفية
شعر «عم محمد» تاجر النحاس في منطقة باب زويلة، بالسعادة بعد سماعه هذه الأخبار، إلا أن القلق انتاب قلبه خوفاً على مصير أبنائه الذين طالما رغبوا في استكمال دراستهم في مجالات أخرى بعيدًا عن حرفة والدهم، حسبما روى لـ«الوطن»: «عندي 4 عيال مفيش غير واحد بس اللي عايز يتعلم صنعتي والباقي رافضين».
يجلس «عم محمد» صاحب الـ57 عامًا، خارج ورشته والابتسامة لا تفارق وجهه الذي ظهر عليه تشققات من الزمن، يتبادل الأحاديث مع زملائه في الورش المجاورة عن هذه القرارات الحكومية، مشيداً باهتمامهم بالمهن الحرفية واليدوية قبل أن تندثر: «الفكرة حلوة وأتمنى تتنفذ في أسرع وقت، هتكون المنفذ لينا علشان نكمل في المهنة»، بحسب قوله.


مدارس وعمارات سكنية بديلة لأصحاب المهن الحرفية
وقال المهندس خالد صديق، رئيس صندوق التنمية الحضارية، في تصريحات سابقة لـ«الوطن»، إن الصندوق مستمر في العمل على مشروع إحياء القاهرة التاريخية، وهو واحد من أكبر المشروعات يتم العمل عليها خلال هذه الفترة، وذلك بتكليف من مجلس الوزراء، مضيفاً أن مساحة أرض مشروع المجمع تبلغ حوالي 60 فدانًا بحي منشية ناصر.
ويتضمن مشروع «المجمع الحرفي»، مسجدا وكنيسة ومدارس مهنية لتعليم أبناء أصحاب الحرف، ووحدة صحية، ووحدة إسعاف وسجل مدني ووحدة إطفاء ونقطة شرطة ومخبزا، بالإضافة لنادٍ اجتماعي ومبانٍ خدمية، حيث إن نقل أصحاب الحرف والأنشطة التجارية يأتي ليتلاءم مع طبيعة القاهرة التاريخية.