النص الكامل لمداخلة البابا تواضروس بشأن حريق كنيسة إمبابة: ربنا يعزي مصر بحالها
قدم البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، خالص التعازي للشعب المصري في ضحايا حادث حريق كنيسة أبو سيفين بمنطقة إمبابة في محافظة الجيزة، والتي راح ضحيتها 41 شخصا، «شكرًا على التعزية، ربنا يعزي مصر بحالها، ويعزي أولادنا وبناتنا الضحايا ويشفي المصابين وكل المجروحين»، موضحًا أنه تلقى مكالمة تعزية من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكانت تعزية طيبة للغاية، فضلًا عن كونها مبكرة، «تلقينا بعدها تعزيات كثيرة جدًا من كل رموز الدولة وعددًا من الوزراء».
الأجهزة المعنية بالحادث كانت موجودة ووصلت المكان سريعا
وأضاف «تواضروس»، خلال مداخلة هاتفية في برنامج «مساء دي إم سي»، مع الإعلامية إنجي القاضي، الذي يعرض على شاشة «دي إم سي»، أنه تلقى مكالمة تعزية أيضًا من رئيس مجلس النواب، والنائب العام، ولن يستطيع حصر كل من قاموا بتعزيته، «مشاعر كلها طيبة، وتخفف من وقع المصاب»، موضحًا أن كل الأجهزة المعنية بالحادث كانت موجودة ووصلت المكان سريعا ونشكر الله، «المكان صغير وضيق، كثافة الأقباط في المنطقة دي كتيرة، ودي نقطة جوهرية لازم ناخد بالنا منها».
وأوضح بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أنه في وقت من الأوقات قبل أكثر من 10 سنوات، كانت عملية إنشاء كنيسة أمرا صعبا ومرهقا للغاية، وكانت هناك جهات كثيرة يتوقف عليها الموافقة على هذا الأمر، موضحًا أنه عندما وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى سدة الحكم، وأصدر مشروع قانون بناء الكنائس عام 2016، بدأت الأمور تمشي في نصابها الصحيح، لذلك كان عدد الأقباط في المنطقة المحيطة بكنيسة أبو سيفين بمنطقة إمبابة في محافظة الجيزة كبيرا، بينما الكنيسة صغيرة للغاية.
أطالب الأجهزة المسؤولة بالانتباه لأزمة مساحة الكنيسة
وأضاف «تواضروس»، أن هناك العديد من الأماكن التي تقام بها الصلاة صغيرة بالنسبة لعدد الأقباط في المنطقة، «مساحة كنيسة أبو سيفين 120 متر، يعني متجيش شقة، أنا بطالب الأجهزة المسؤولة أنها تنتبه للنقطة دي، خاصة لو كانت الكثافة عالية والمكان ضيق، إما المكان يوسع بأي حال من الأحوال، أو يتم نقله لمكان أوسع، لكن مكان كنيسة أبو سيفين صغير وفي شارع ضيق».
وقال البابا تواضروس الثاني، إن المكان الذي تتواجد فيه كنيسة أبو سيفين التي شهدت حادث حريق أمس، ضيق للغاية، والوصول لهذا المكان أمر صعب، «المكان مزدحم، مكان سكني كثيف»، موجهًا الشكر والتقدير لكل الجيران سواء من المسلمين والمسيحيين الذين قاموا بواجبهم تجاه الكنيسة أثناء تعرضها للحرق.
بابا الإسكندرية: بشكر كل الناس اللي ساعدتنا
وأضاف «تواضروس»: «بنشكر كل الناس اللي ساعدتنا، مع كل الإمكانيات اللي جات سواء مطافي أو إسعاف أو عربيات الشرطة، كل ده كان متواجد، وقام كل واحد بدوره، لكن لازم نحط في بالنا النقطة دي، الحماية المدنية مطلوبة، لكن في مكان صغير ازاي تتعمل حماية مدنية؟، أنا شايف إن المحليات أو مجالس المدينة، أو الجهات المسؤولة حتى الجهات الأمنية لازم تنتبه للأمر ده، لو فيه كثافة سكانية ومكان محدود، الاثنين مايمشوش مع بعض، النقطة دي نقطة جوهرية».
وأوضح بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أننا كبشر نصمت ولا نستطيع أن نتكلم أمام قضية الموت، «ما حدث هو قضاء الله وقدره، ونحن نؤمن أن الله ضابط الكل، وأن الضحايا اللي انتقلوا والمصابين اللي تلقوا العلاج في المستشفيات حاليا، كلنا وإحنا والبشر، كلنا في إيد ربنا، وهو اللي بيدينا الحياة، وهو اللي بيسمح بنهاية الحياة»
بابا الإسكندرية: يجب ألا نفقد إيماننا
وأضاف «تواضروس»، أن الأمر بالطبع مؤلم وموجع بالصورة التي حدثت، لكن يجب ألا نفقد إيماننا، فالذين انتقلوا «دول كانوا في وقت صلاة، وكانوا بيحضروا قداس يوم الأحد، وإحنا حاليا بنصوم صوم مهم جدا، صوم العذراء مريم، صوم محمود لكل الجموع، حاجة بترطب قلبنا، وتخلي عندنا إيمان إن اللي انتقلوا دول، راحوا عند الله، وربنا يعزي الجميع».
وأكد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أنه كلف، اليوم، لجنة من أسقف كنيسة أبو سيفين في إمبابة، والآباء الكهنة، لزيارة مصابي حادث حريق الكنيسة بالأمس «اللجنة راحت زارت المصابين، وزاروا الأخ محمد يحيى، يعني عبروا عن مشاعرنا وتمنياتنا لهم بالشفاء، وربنا يكمل شفاهم بسرعة، ونشكر الأطباء والتمريض قايمين بالواجب كاملًا، ويطمنونا عن كل الحالات أنها خلال أيام ربنا يتم شفاهم وتخرج وتعود لحياتها».
بابا الإسكندرية: اللي بيعرف واللي مش بيعرف بيطلقوا أكاذيب
وأضاف «تواضروس»، أن الحقيقة من الأمور المؤلمة والتي تزيد الأمر ألمًا الأكاذيب التي تطرح «تطلق من اللي بيعرف واللي مش بيعرف، واللي بيفهم واللي مش بيفهم، متأسف في التعبير، لكن على صفحات السوشيال وبعض القنوات التليفزيونية، أمور لا تليق حتى بحرمة الموت وحرمة الحادث والألم اللي في القلوب عند الكل».
واستنكر البابا تواضروس الثاني، الشائعات التي اطلقها البعض على مواقع التواصل الاجتماعي بالتزامن مع حادث حريق كنيسة ابو سيفين بإمبابة «المفترض كلنا كبشر، نضمد الجراح بالكلمات الطيبة والأفعال الطيبة، هي دي اللي نملكة، لكن فيه ناس أثارت الشر للأسف الشديد، وبتتكلم على أكاذيب، وشائعات، وضالات وكلها غير حقيقة».
وأضاف «تواضروس»، «شائعات فيها شكل من أشكال الشماته، وتوجيه التقصير وتوجيه الاتهام للناس، أمور شخصية الكنيسة لا تقبلها على الإطلاق، في حالة الازمات كل إنسان بيبقى في فكرة أنه يؤدي عمل يفك الازمة، لو إنسان في أزمة أو في خطر، نشوف ازاي نسعدة، أو اسعفه، ناس كتير بتتكلم كلام مش في الواقع خالص، ده بيعمل أزمة ثقة، وده مش موجود على الواقع».
وأشار بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إلى أنه بعد ساعات قليلة من حادث حريق كنيسة أبو سيفين توجهت قيادات الهيئة الهندسة للقوات المسلحة، بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسي لمكان الكنيسة من أجل إعادة ترميمه وإعادة إصلاحه، «دي مشاعر طيبة للغاية وسرعة استجابة، أمور محمودة جدا، وبنشكر عليها السيد الرئيس، ونشكر الهيئة الهندسية».
وأضاف «تواضروس»، «أنا طلبت الانتظار قليلا لحد ما تتم الجنازات اللي انتقلوا ، عشان بس الأمور تبقى سهلة شوية، بعد ساعات كانت السقالات موجودة، وحاليا يشتغلوا، وربنا يكمل عملهم».
وتابع: «حادثة حصلت وحادثة ممكن تحصل في أي مكان، والحادثة دي كل الأجهزة تكاتفت من أجل أنها تزيل أثار الحادث وتساعد الناس وتحمي الناس، وأنها توصل الناس المستشفيات ده أمور طبيعية في أي حادث، أما المغرضين، أوجه نداء للجميع لا نستمع لمثل هذه الشائعات على الاطلاٌق، كل واحد يقوم بوجبه، وبوجه الشكر لكل من تقدم بمساهمة في هذه الازمة».