بدء ترميم «أبوسيفين» تنفيذا لتوجيهات الرئيس.. ومدبولي: سنعيد الكنيسة أفضل مما كانت
لم يغفل جفن الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأجهزة الدولة المعنية، منذ أن علموا بوقوع حادث ضخم فى كنيسة موجودة داخل مبنى متعدد الاستخدامات بمنطقة سكنية، حتى اطمأنوا إلى التعامل السريع مع الحادث الأليم؛ فبداية كان القصر الجمهورى فى مدينة العلمين الجديدة يستقبل الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، والـ13 وزيراً الجدد، بمن فيهم وزير الصحة، الدكتور خالد عبدالغفار، لكن سرعان ما تحول الأمر إلى «خلية أزمة»، تُنسق الملفات المختلفة، وتوجه باتخاذ اللازم.
غرف عمليات على أعلى مستوى
البداية كانت ببلاغ وصل إلى اللواء أحمد راشد، محافظ الجيزة، فى تمام الساعة التاسعة صباحاً، بشأن نشوب حريق فى كنيسة بإحدى المناطق السكنية بمنطقة مطار إمبابة فى محافظة الجيزة، ليتم التواصل مع غرف العمليات المركزية فى الدولة، التى حركت الفرق المختلفة فى أسرع وقت ممكن فى تطبيق متميز لـ«اللا مركزية»، مع إخطار رئاسة الجمهورية، وغرفة العمليات المركزية بمجلس الوزراء، ليلقى البلاغ اهتماماً كبيراً من القيادة السياسية للبلاد، مع أنباء وقوع ضحايا جرَّاء الحادث.
وخلال إتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى إجراءات حلف اليمين الدستورية للوزراء الجدد، واجتماعه معهم، لم يغب عنه متابعة الحادث وتطوراته، إذ وجّه بتحرك نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى، واللواء أحمد راشد، محافظ الجيزة، لمكان الحادث لتفقده، وانتقل مساعد وزير الداخلية لشئون الحماية المدنية بنفسه، للإشراف على إجراءات إطفاء الحريق، وعدم امتداده للأماكن الأخرى.
ووجّه الرئيس جميع أجهزة ومؤسسات الدولة المعنية باتخاذ كل الإجراءات اللازمة، وبشكل فورى، للتعامل مع الحادث وآثاره، وتقديم جميع أوجه الرعاية الصحية للمصابين؛ حيث وجدت العشرات من سيارات الإطفاء، وأكثر من 30 سيارة إسعاف، فى ظرف دقائق معدودة فى محيط الحادث.
وعقب الاطمئنان على سيطرة فرق الحماية المدنية على الحريق، دون امتداده إلى الأدوار الأخرى، أو المبانى المجاورة له، وجّه الرئيس رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولى، بسرعة الانتقال إلى موقع حادث الكنيسة، وتقديم واجب العزاء إلى أسر المصابين وضحايا الحادث.
ونظراً لأن الانتقال من مدينة العلمين الجديدة إلى مقر الحادث سيستغرق عدة ساعات بالسيارات، تم توفير طائرة لانتقال الوزراء المعنيين إلى مقر الحادث، إذ رافق «مدبولى» كل من الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة، واللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية، فى طائرته، متجهين إلى القاهرة.
وفى التوقيت نفسه، كانت نيفين القباج، وزيرة التضامن، انتقلت ميدانياً لزيارة المصابين فى المستشفيات التى يتلقون العلاج بها فى نطاق محافظة الجيزة. وطمأنت الوزيرة المصابين وأسرهم إلى أنهم سيتلقون العلاج اللازم لهم، وأن الدولة تقف بجانبهم، وسيتم تقديم الدعم لهم سواء كان «مادياً»، أو «معنوياً»، عبر تقديم الدعم النفسى اللازم لهم لإزالة آثار الصدمة.
ولم تغب رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى لجهود وتحركات الدولة لمواجهة هذا الحادث الأليم؛ فتواصل مع البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، لتقديم واجب العزاء، والتأكيد على الرعاية الكاملة للدولة لمصابى الحادث الأليم. كما تواصل رئيس مجلس الوزراء، أيضاً، مع «البابا»، مع التأكيد الكامل على اتخاذ أية إجراءات قد يحتاجها الحادث، مقدماً واجب العزاء له وللإخوة الأقباط وجموع الشعب المصرى.
وعقب اطمئنان الرئيس على السيطرة على النيران، وتلقى المصابين الرعاية الطبية اللازمة لهم، وجَّه «السيسى» الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بتولى عملية ترميم وإصلاح الكنيسة، بعد الحادث الأليم، ليتواصل اللواء أركان حرب هشام السويفى، رئيس «الهيئة الهندسية»، مع البابا، مؤكداً أنه سيتم إعادة إعمار الكنيسة بأفضل صورة ممكنة.
وقبل مرور ساعات قليلة من إطفاء الحريق، كانت الأطقم الهندسية المختصة تُعاين موقع الكنيسة المحترقة، لتبدأ أعمال إصلاح الكنيسة فى نفس يوم الحادث، حسب توجيهات الرئيس.
ومسئولون يتابعون الإجراءات على «الأرض»
وتزامناً مع ذلك، وصل رئيس مجلس الوزراء والمسئولون إلى موقع الحادث، مستقلين «باص نقل جماعى»، لسهولة التحرك فى المنطقة الضيقة التى يوجد بها مقر الكنيسة، إذ إن عرض الشارع المطل عليه الكنيسة ليس كبيراً، ويوجد وسط منطقة سكنية مكتظة بالسكان، لكن احتياطات الأمن والسلامة التى ترافق عادة تحركات رجال الدولة لم تمنع رئيس الوزراء من الوجود وسط الأهالى، وتفقد موقع الحادث داخل المنطقة السكنية بنفسه.
وعاين رئيس مجلس الوزراء المبنى الموجود به الكنيسة، ليس فقط بعين «المسئول»، ولكن بعين مهندس قضى أغلب عمره فى ملفات التخطيط العمرانى والبناء، ليشاهد بعينه موقع الحريق، وما به من أخشاب كثيرة حُرقت فأدت لخروج كمية ضخمة من الدخان، مع تدافع المواطنين على سلم صغير ومخرج واحد ضيق هرباً من هول النيران، ما أدى لتزايد حالات الوفاة والإصابات.
ولم يفت «مدبولى» أن يدير حواراً مع بعض الأهالى الموجودين فى موقع حادث حريق الكنيسة، وعدد من القساوسة، متقدماً لهم بواجب العزاء، مؤكداً أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، وجّه باتخاذ اللازم لإعادة إعمار الكنيسة، واتخاذ الإجراءات اللازمة للرعاية الطبية الكاملة للمصابين، وسرعة صرف التعويضات للمستحقين.
ووجّه رئيس الوزراء، وهو فى موقع الحادث، وزيرة التضامن بمضاعفة قيمة التعويضات لضحايا الحادث بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدنى؛ فبعد أن أعلنت الوزيرة صرف 50 ألف جنيه كتعويض للمتوفى، أصبحت التعويضات 100 ألف جنيه كاملة، فضلاً عن صرف 20 ألف جنيه للمصاب ممن يقضى أكثر من 72 ساعة فى المستشفى لتلقى العلاج، و10 آلاف جنيه للمصاب الذى يتلقى العلاج فى فترة أقل من 72 ساعة.
ورئيس الوزراء: «بنطمن أهالينا.. إحنا معاكم ومش هنسيبكم»
ثم انتقل «مدبولى» إلى مقر مستشفى العجوزة، الذى تم نقل عدد من المصابين إليه، إضافة لمستشفى إمبابة العام، حيث حرص رئيس الوزراء على لقاء المصابين وذويهم، والاطمئنان على تلقيهم الرعاية الصحية اللازمة لهم، موجهاً الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة، باتخاذ أية إجراءات طبية قد يحتاجونها.
وعقب ذلك، حرصت الدولة، ممثلة فى رئيس مجلس الوزراء، على مخاطبة المواطنين والرأى العام بالإجراءات التى تمت، مطمئناً إياهم على اتخاذ الدولة، كلٌ فى موقعه، الإجراءات اللازمة للتعامل مع تداعيات الحادث. وقال «مدبولى» إن مبنى الكنيسة ستتم إعادته بصورة أفضل مما كانت عليه، مضيفاً: «هذا الحادث آلمنا جميعاً كمصريين، لأننا نتشارك وطناً واحد»، قائلاً: «المكروه الذى يصيب أحداً منا كأنه أصاب الجميع»، مؤكداً أن هذا الحادث أحزننا جميعاً، داعياً الله أن يُلهم أسر الضحايا وذويهم الصبر والسلوان، وأن يتم شفاء المصابين فى القريب العاجل.
السيطرة على الحريق سريعاً منعت انتشاره إلى منطقة سكنية مكتظة
وقال رئيس الوزراء: «نتقدم بخالص العزاء للشعب المصرى بصفة عامة، وأسر الضحايا بصورة خاصة»، مؤكداً أنه منذ اللحظة الأولى تحركت الدولة بكل أجهزتها من حماية مدنية، وشرطة، وإسعاف، ومستشفيات، فى «ملحمة» نجحت فى إيقاف الحريق قبل تفاقمه، نظراً لوجوده فى منطقة شعبية مكتظة بالسكان. وشدد، فى تصريحاته، على أنه تم التعامل مع الحادث بصورة فورية، وكان كل المسئولين موجودين فى منطقة الحادث، لاحتوائه، وتلقى المصابين كل الرعاية الطبية اللازمة، مع نقل جثامين الضحايا.
وأكد أنه بمجرد العلم بالحادث، كلفه الرئيس عبدالفتاح السيسى باتخاذ إجراءات فورية لدعم أسر الضحايا وتقديم أقصى رعاية طبية للمصابين، والتحرك بشكل فورى، وأوضح أنه زار مبنى الكنيسة على أرض الواقع، رفقة وزراء التنمية المحلية، والصحة والسكان، والتضامن الاجتماعى، ومحافظ الجيزة، وأن النيابة العامة، برئاسة النائب العام نفسه، بدأت التحقيق، واتخاذ الإجراءات القانونية حول الحادث. وأشار إلى تكليف الرئيس عبدالفتاح السيسى له بتقديم واجب العزاء لأهالى الضحايا والمصابين، مضيفاً: «بنقول لهم إحنا معاكم»، مشيراً إلى حرصه على لقاء الأساقفة المسئولين عن الكنيسة، وتقديم واجب العزاء لهم.